محتويات
- ١ لا يدرك الحكمة من عمره
- ٢ يا طالب الحكمة من أهلها
- ٣ ألكني إلى من له حكمة
- ٤ كفى حكمة لله أنك صائر
- ٥ حكمه في مهجتي حسنه
- ٦ قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم
- ٧ فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه
- ٨ أقبل مثل البدر في تمامه
- ٩ هي نفحة هبت من الأنصار
- ١٠ ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
- ١١ بك الدهر يندى ظله ويطيب
- ١٢ للمرء في أيامه عبر
- ١٣ وإن عليا قال في الصيد قبل أن
- ١٤ المراجع

لا يدرك الحكمة من عمره
يقول الإمام الشافعي:[١]
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ
- يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ
وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً
- خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي
- سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ
بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما
- فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ
يا طالب الحكمة من أهلها
يقول أبو العتاهية:[٢]
يا طالِبَ الحِكمَةِ مِن أَهلِها
- النورُ يَجلو لَونَ ظَلمائِهِ
وَلأَصلُ يَسقي أَبَداً فَرعَهُ
- وَتُثمِرُ الأَكمامُ مِن مائِهِ
مَن حَسَدَ الناسَ عَلى مالِهِم
- تَحَمَّلَ الهَمَّ بِأَعبائِهِ
وَالدَهرُ رَوّاغٌ بِأَبنائِهِ
- يَغُرُّهُم مِنهُ بِحَلوائِهِ
يُلحِقُ آباءً بِأَبنائِهِم
- وَيُلحِقُ الإِبنَ بِآبائِهِ
وَالفِعلُ مَنسوبٌ إِلى أَهلِهِ
- كَلشَيءِ تَدعوهُ بِأَسمائِهِ
ألكني إلى من له حكمة
يقول أبو العلاء المعري:[٣]
أَلِكني إِلى مَن لَهُ حِكمَةٌ
- أَلِكني إِلَيهِ أَلِكني أَلِك
أَرى مَلَكاً طانَهُ لِلحِمامِ
- فَكَيفَ يُوَقّى بَطينُ المَلِك
فَما لي أَخافُ طَريقَ الرَدى
- وَذَلِكَ خَيرُ طَريقٍ سُلِك
يُريحُكَ مِن عيشَةٍ مُرَّةٍ
- وَمالٍ أَضيعَ وَمالٍ مُلِك
كفى حكمة لله أنك صائر
يقول ابن خفاجة:[٤]
كَفى حِكمَةً لِلَّهِ أَنَّكَ صائِرٌ
- تُراباً كَما سَوّاكَ قَبلُ فَعَدَّلَك
وَإِن شِئتَ مَرأى كَيفَ كَوَّنَ ثانِياً
- فَدونَكَ فَاِنظُر كَيفَ كَوَّنَ أَوَّلَك
فَهَل أَنتَ في دارِ الفَناءِ مُمَهَّدٌ
- مَحَلُّكَ في دارِ البَقاءِ وَمَنزِلُك
حكمه في مهجتي حسنه
يقول المعتمد بن عباد:[٥]
حَكَّمَهُ في مُهجَتي حُسنُهُ
- فَظَلّ لا يَعدِلُ في حُكمِهِ
أَفديه ما يَنفَكُّ لي ظالِماً
- يا رَبَّ لا يُجزَ عَلى ظُلمِهِ
قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم
يقول ابن نباته المصري:[٦]
قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم
- يا ساريَ القصد هذا الباب والعلم
هذا اليراع الذي تجني الفخار به
- يدُ الإمام التي معروفها أمَمُ
إن آلم الحكم فقد الذاهبين فقد
- وافى الهناء فزال اللبس والألمُ
ولىّ عليّ ووافى بعد مشبهه
- كالسّيل أقبل لما ولّت الدّيم
لا يبعد الله أيام العلاء فما
- يقضي حقوق ثناها في الأنام فمُ
ويمنع الله بالراقي لرتبته
- فقد تشابهت الأخلاق والشّيمُ
معْيي المماثل في علمٍ وفيض ندًى
- فالسحب باكية والبحر ملتطمُ
فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه
يقول أبو الفيض الكتاني:[٧]
فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه
- علينا بما أبدى وما قد رثى ليا
وقد أنشبت فينا الخطوب أظافرا
- فهل من طبيب يشعرن بما بيا
وقد كان لي كنز من الصبر أتقي
- به ألسن الرقطاء مما علانيا
فاجهده كيد الطوارق مذ بدت
- نواجذها منها لقيت الدواهيا
كأني بها تهوى وصالي لذاك قد
- أتيحت رزاياها وهان عزائيا
ومن عجب أشكو لمن هو أبكاني
- فهيهات ما يرضيه إلا بكائيا
وإن شاء أشجاني وإن شاء أبلاني
- وإن شاء أوهاني وزاد عذابيا
وإن شاء تعذيبي رضيت وإن يشأ
- وصالي فكم أنشدت هل لي راقيا
أقبل مثل البدر في تمامه
يقول أبو الحسين الجزار:[٨]
صَدرٌ به لله سِرٌّ مودَعٌ
- تُذيعُهُ الحِكمَةُ من أحكامهِ
واخجلَةَ البيض ويا وَيحَ القَنا
- السُّمرِ بما يُبديهِ من اقلامهِ
عزائمٌ رَدَّ بها الأيامَ من
- أعوانهِ والدَّهرَ من خُدَّامِهِ
ويقظةٌ قد خصةَّ الله بها
- توحى إليه الغيبَ من إلهامهِ
وسَطوَةٌ لو نظر اللَّيثُ لها
- لأعمَلَ الحِيلة في إحجامهِ
هي نفحة هبت من الأنصار
يقول ابن زمرك:[٩]
كم حكمة لك في النفوس خفية
- خفيت مداركها عن الأفكار
كم من أمير أم بابك فانثنى
- يدعى الخليفة دعوة الإكبار
أعطيت أحمد راية منصورة
- بركاتها تسري من الأنصار
أركبته في المنشآت كأنما
- جهزته في وجهة لمزار
من كل خافقة الشراع مصفق
- منها الجناح تطير كل مطار
ألقت بأيدي الريح فضل عنانها
- فتكاد تسبق لمحة الأبصار
مثل الجياد تدافعت وتسابقت
- من طافح الأمواج في مضمار
لله منها في المجاز سوابح
- وقفت عليك الفخر وهي جواري
لما قصدت بها مراسي سبتة
- عطفت على الأسوار عطف سوار
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
يقول أبو تمام:[١٠]
يُرى حِكْمَة ً مافيهِ وهْوَ فُكَاهَة ٌ
- ويُقْضِي بما يَقْضِي بهِ، وهْوَ ظَالِمُ
إلى أحمدَ المحمودِ رامتْ بنا السرى
- نواعِبُ في عَرْضِ الفلا ورَوَاسمُ
خَوَانِفُ يَظْلِمْنَ الظَّلِيم إذا عَدَا
- وسيجَ أبيهِ وهوَ للبرقِ شائمُ
نجائبُ قدْ كانتْ نعائمَ مرة ً
- مِنَ المَر أَوْ أُمَّاتُهُنَّ نَعَائِمُ
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ
- وليسَ لهُ مالٌ على الجودِ سالمُ
جَديرٌ بأَنْ لا يُصْبِحَ المَالُ عِنْدَهُ
- جَدِيراً بأن يَبْقَى وفي الأرض غَارمُ
ولَيْسَ ببَانٍ لِلعُلى خُلُقُ امرئ
- وإنْ جلَّ إلاَّ وهْوَ لِلمَالِ هَادِمُ
لهُ من إيادٍ قمة ُ المجدِ حيثما
- سَمتْ وَلها مِنْه البِنَا والدَّعَائِمُ
أناسٌ إذا راحوا إلى الروعِ لم تَرُح
- مسالمة ً أسيافهمْ والجماجمُ
بَنُو كُل مشْبُوحِ الذرَاعِ إِذَ القَنَا
- ثَنَت أَذْرُعَ الأبطال وَهْيَ مَعَاصِمُ
إذا سيفهُ أضحى على الهامِ حاكماً
- غدا العفو منه وهو في السيفِ حاكمُ
أَخَذْت بأعضَادِ العُرَيْب وقَدْ خَوَتْ
- عُيُونٌ كَلِيلاتٌ وذَلَّتْ جَمَاجِمُ
فأضحوا لوِ استطاعوا لفرطِ محبة ٍ
- لقد علقتْ خوفاً عليكَ التمائمُ
بك الدهر يندى ظله ويطيب
يقول أبو الحسن الجرجاني:[١١]
بك الدهر يَندَى ظلُّه وَيَطيبُ
- ويُقلعُ عما ساءنا وَيَتُوبُ
ونَحمَدُ آثارَ الزمان وَرُبَّما
- ظللنا وَأَوقاتُ الزَّمان ذُنُوبُ
أفي كلِّ يومٍ للمكارمِ روعةٌ
- لها في قلوبِ الَمكرُماتِ وَجيبُ
تَقَسَّمتِ العلياءُ جسمَك كُلَّه
- فمن أين فيه للسَّقام نصيبُ
إذا أَلمَت نَفسُ الوزيرِ تألَّمت
- لها أَنفسٌ تحيا بها وقلوب
وواللهِ لا لاحظتُ وجهاً أُحبُّهُ
- حياتي وفي وجه الوزير شُحُوبُ
وليس شُحُوباً ما أراه بوجههِ
- ولكنَّهُ في الَمكرُماتِ نُدُوبُ
فلا تَجزَعَنْ تلك السماءُ تَغَيَّمَت
- فَعَمَّا قليل تَبتَدِي فَتَصُوبُ
وقد تَنجلي الشمس بعد استتارها
- وَينقُصُ ضَوءُ البدرِ ثم يَثوبُ
تهلل وجهُ المجدِ وابتسم النَّدى
- وأصبح غُصنُ الفضلِ وهو رَطيبُ
فلا زَالت الدُّنيا بملكك طلقَةً
- ولا زال فيها من ظلاِلك طيبُ
ويا شمس لا تجري على غير مخلص
- بطاعته يدعو بها ويُجيبُ
ويا دهر لا تهجم بمن لا تودَّه
- على ساعةٍ يصفو له ويطيبُ
فإنَّ دعائي مُستجابٌ لأنَّهُ
- سُلالةُ قلبي والقلوب ضُرُوبُ
للمرء في أيامه عبر
يقول ابن السيد البطليوسي:[١٢]
للمرء في أيامه عبر
- والصفو يحدث بعده كدر
خرس الزمان لمن تأمله
- تطق وخبز صروفه خبر
نادى فأسمع لو وعت إذن
- وأرى العواقب لو رأى بصر
كم قال هبوا طالما هجعت
- منكم عيون حقها السهر
أبإذن من هو مبصري صمم
- أم قلب من هو سامعي حجر
لولا عماكم ما جاءت النر
- ومواعظي ما جاءت النذر
هذي مصارع معشرٍ هلكوا
- وعطتكم بالصمت فاعتبروا
قالت أرى ليل الشباب بدت
- للشيب فيه أنجم زهر
فأجبتها لا تكثري عجباً
- من شيبةٍ لم يجنها كبر
لكن طويت من الهموم لظىً
- أضحى لها في عارضي شرر
حسنت شمائلكم وأوجهكم
- فتطابقا مرأىً ومختبر
والحسن في صور النفوس وإن
- راقتك من أجسامها الصور
لا ضعضعت أيدي الخطوب لكم
- ركنا ولا راعتكم الغير
وإن عليا قال في الصيد قبل أن
يقول السيد الحميري:[١٣]
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن
- يُنزَّلَ في التنزيلِ ما كان أَوْجَبا
قضى فيه قبل الوحي خير قضية
- فأنزلها الرحمن حقاً مرتبا
على قاتلِ الصيدِ الحرامِ كمثلهِ
- من النَّعَمِ المفروضِ كان مُعَقَّبا
إلى البيت بيتِ الله معتمِداً إذا
- تعمَّده كيلا يَعودَ فَيعطَبا
وسلَّمَ جبريلٌ وميكالُ ليلةً
- عليه وإسرافيلُ حيَّاه مُعْرِبا
أحاطوا به في روعةٍ جاءَ يَستقي
- وكلٌّ علىْ ألفٍ بها قد تحزَّبا
ثلاثة آلاف ملائكَ سلَّموا
- عليه فأدناهمْ وحَيّا ورحَّبا
وأعتقَ ألفاً من صُلبِ مالهِ
- أراد بهم وجهَ الإلهِ وسيَّبا
وليلةَ قاما يَمشيان بِظُلمةٍ
- يجوبان جِلباباً من الليلِ غَيْهَبا
إلى صنم كانت خُزاعة كلُّها
- تُوَقِّرُه كي يَكسراه ويَهربا
فقال اعْلُ ظهري يا عليُّ وحُطَّه
- فقامَ به خيرُ الأَنامِ مركَّبا
يُغادِرُه قضّاً جُذاذاً وقال ثُبْ
- جزاكَ به ربي جَزاءً مؤرَّبا
المراجع
- ↑ "لا يدرك الحكمة من عمره"، الديوان .
- ↑ "يا طالب الحكمة من أهلها"، الديوان .
- ↑ " ألكني إلى من له حكمة"، الديوان .
- ↑ "كفى حكمة لله أنك صائر"، الديوان .
- ↑ "حكمه في مهجتي حسنه"، الديوان .
- ↑ "قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم"، الديوان .
- ↑ "فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه"، الديوان .
- ↑ "أقبل مثل البدر في تمامه"، الديوان .
- ↑ "هي نفحة هبت من الأنصار"، الديوان .
- ↑ "ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم"، الديوان .
- ↑ "بك الدهر يَندَى ظلُّه وَيَطيبُ"، البيت العربي .
- ↑ " للمرء في أيامه عبر"، الديوان .
- ↑ "وإن عليا قال في الصيد قبل أن"، الديوان .