محتويات

قصائد جميل بثينة في الغزل العذري
قصيدة خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما
خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما
- عَلى عَذبَةِ الأَنيابِ طَيِّبَةِ النَشرِ
 
 
فَإِنَّكُما إِن عُجتُما لِيَ ساعَةً
- شَكَرتُكُما حَتّى أُغَيَّبَ في قَبري
 
 
أَلِمّا بِها ثُمَّ اِشفِعا لي وَسَلِّما
- عَلَيها سَقاها اللَهُ مِن سائِغِ القَطرِ
 
 
وَبوحا بِذِكري عِندَ بُثنَةَ وَاِنظُرا
- أَتَرتاحُ يَوماً أَم تَهَشَّ إِلى ذِكري
 
 
فَإِن لَم تَكُن تَقطَع قُوى الوُدّ بَينَنا
- وَلَم تَنسَ ما أَسلَفتُ في سالِفِ الدَهرِ
 
 
فَسَوفَ يُرى مِنها اِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ
- بِبَينٍ وَغَربٌ مِن مَدامِعِها يَجري
 
 
وَإِن تَكُ قَد حالَت عَنِ العَهدِ بَعدَنا
- وَأَصغَت إِلى قَولِ المُؤَنِّبِ وَالمُزري
 
 
فَسَوفَ يُرى مِنها صُدودٌ وَلَم تَكُن
- بِنَفسِيَ مِن أَهلِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ
 
 
أَعوذُ بِكَ اللَهُمَّ أَن تَشحَطَ النَوى
- بِبَثنَةَ في أَدنى حَياتي وَلا حَشري
 
 
وَجاوِر إِذا ما متُّ بَيني وَبَينَها
- فَيا حَبَّذا مَوتي إِذا جاوَرَت قَبري
 
 
عَدِمتُكَ مِن حُبٍّ أَما مِنكَ راحَةٌ
- وَما بِكَ عَنّي مِن تَوانٍ وَلا فَترِ
 
 
أَلا أَيُّها الحُبُّ المُبَرِّحُ هَل تَرى
- أَخا كَلَفٍ يُغرى بِحُبٍّ كَما أُغري
 
 
أَجِدَّكَ لا تَبلي وَقَد بَلِيَ الهَوى
- وَلا يَنتَهي حُبّي بُثَينَةَ لِلزَجرِ
 
 
هِيَ البَدرُ حُسناً وَالنِساءُ كَواكِبٌ
- وَشَتّانَ ما بَينَ الكَواكِبِ وَالبَدرِ
 
 
لَقَد فضّلَت حُسناً عَلى الناسِ مِثلَما
- عَلى أَلفِ شَهرٍ فُضِّلَت لَيلَةُ القَدرِ
 
 
عَلَيها سَلامُ اللَهِ مِن ذي صَبابَةٍ
- وَصَبٍّ مُعَنّىً بِالوَساوِسِ وَالفِكرِ
 
 
وَإِنَّكُما إِن لَم تَعوجا فَإِنَّني
- سَأَصرِفُ وَجدي فَأذَنا اليَومَ بِالهَجرِ
 
 
أَيَبكي حَمامُ الأَيكِ مِن فَقدِ إِلفِهِ
- وَأَصبِرُ ما لي عَن بُثَينَةَ مِن صَبرِ
 
 
وَما لِيَ لا أَبكي وَفي الأَيكِ نائِحٌ
- و قد فارَقَتني شَختَةُ الكَشحِ وَالخَصرِ
 
 
يَقولونَ مَسحورٌ يُجَنُّ بِذِكرِها
- وَأُقسِمُ ما بي مِن جُنون وَلا سِحرِ
 
 
وَأُقسِمُ لا أَنساكِ ما ذَرَّ شارِقٌ
- وَما هَبَّ آلٌ في مُلَمَّعَةٍ قَفرِ
 
 
وَما لاحَ نَجمٌ في السَماءِ مُعَلَّقٌ
- وَما أَورَقَ الأَغصانُ مِن فَنَنِ السَدرِ
 
 
لَقَد شُغِفَت نَفسي بُثَينَ بِذِكرِكُم
- كَما شُغِفَ المَخمورُ يا بَثنَ بِالخَمرِ
 
 
ذَكَرتُ مَقامي لَيلَةَ البانِ قابِضاً
- عَلى كَفِّ حَوراءِ المَدامِعِ كَالبَدرِ
 
 
فَكِدتُ وَلَم أَملِك إِلَيها صَبابَةً
- أَهيمُ وَفاضَ الدَمعُ مِنّي عَلى نَحري
 
 
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
- كَلَيلَتِنا حَتّى نَرى ساطِعَ الفَجرِ
 
 
تَجودُ عَلَينا بِالحَديثِ وَتارَةً
- تَجودُ عَلَينا بِالرُضابِ مِنَ الثَغرِ
 
 
فَيا لَيتَ رَبّي قَد قَضى ذاكَ مَرَّةً
- فَيَعلَم رَبّي عِندَ ذَلِكَ ما شُكري
 
 
وَلَو سَأَلَت مِنّي حَياتي بَذَلتُها
- وَجدتُ بِها إِن كانَ ذَلِكَ مِن أَمري
 
 
مَضى لي زَمانٌ لَو أُخَيَّرُ بَينَهُ
- و بين حَياتي خالِداً آخِرَ الدَهرِ
 
 
لَقُلتُ ذَروني ساعَةً وَبُثَينَةً
- عَلى غَفلَةِ الواشينَ ثُمَّ اِقطَعوا عُمري
 
 
مُفَلَّجَةُ الأَنيابِ لَو أَنَّ ريقَها
- يُداوى بِهِ المَوتى لَقاموا بِهِ مِنَ القَبرِ
 
 
إِذا ما نَظَمتُ الشِعرَ في غَيرِ ذِكرِها
- أَبي وَأَبيها أَن يُطاوِعَني شِعري
 
 
فَلا أُنعِمَت بَعدي وَلا عِشتُ بَعدَها
- وَدامَت لَنا الدُنيا إِلى مُلتَقى الحَشرِ[١]
 
 
قصيدة تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت
تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت
- فُنوناً مِنَ الشَعَرِ الأَحمَرِ
 
 
كَبِرتَ جَميلُ وَأَودى الشَبابُ
- فَقُلتُ بُثَينَ أَلا فَاِقصُري
 
 
أَتَنسينَ أَيّامَنا بِاللِوى
- وَأَيّامَنا بِذَوي الأَجفَرِ
 
 
أَما كُنتِ أَبصَرتِني مَرَّةً
- لَيالِيَ نَحنُ بِذي جَهوَرِ
 
 
لَيالِيَ أَنتُم لَنا جيرَةٌ
- أَلا تَذكُرينَ بَلى فَاِذكُري
 
 
وَإِذ أَنا أَغيَدُ غَضُّ الشَبابِ
- أَجُرُّ الرِداءَ مَعَ المِئزَرِ
 
 
وَإِذ لِمَّتي كَجَناحِ الغُرابِ
- تُرَجَّلُ بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ
 
 
فَغَيَّرَ ذَلِكَ ما تَعلَمينَ
- تَغَيُّرَ ذا الزَمَنِ المُنكَرِ
 
 
وَأَنتِ كَلُؤلُؤَةِ المَرزُبانِ
- بِماءِ شَبابِكِ لَم تُعصِري
 
 
قَريبانِ مَربَعُنا واحِدٌ
- فَكَيفَ كَبِرتُ وَلَم تَكبَري
 
 
قصائد كثير عزة في الغزل العذري
من أشهر قصائد الغزل العذري قصيدة خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا
خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا
- قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ
 
 
وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها
- وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
 
 
وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما
- ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ
 
 
وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا
- وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ
 
 
وَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَت
- إِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ
 
 
فَقَد حَلَفَت جَهدًا بِما نَحَرَت لَهُ
- قُرَيشٌ غَداةَ المَأزَمينِ وَصَلّتِ
 
 
أُناديكَ ما حَجَّ الحَجِيجُ وَكَبَّرَت
- بِفَيفاء آل رُفقَةٌ وَأَهَلَّتِ
 
 
وَما كَبَّرَت مِن فَوقِ رُكبةَ رُفقةٌ
- وَمِن ذي غَزال أَشعَرَت وَاِستَهَلَّتِ
 
 
وَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَها
- كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِ
 
 
فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ
- إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ
 
 
وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً
- تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ
 
 
فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها
- فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ
 
 
كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت
- مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ
 
 
صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً
- فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ
 
 
أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها
- وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ
 
 
فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَت
- بِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِ
 
 
وَغودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحلُها
- وَكانَ لَها باغٍ سِوايَ فَبَلَّتِ
 
 
وَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍ
- وَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِ
 
 
وَكُنتُ كَذاتِ الظَلعِ لَمّا تَحامَلَت
- عَلى ظَلعِها بَعدَ العِثارِ اِستَقَلَّتِ
 
 
أُريدُ الثَوَاءَ عِندَها وَأَظُنُّها
- إِذا ما أَطَلنا عِندَها المُكثَ مَلَّتِ
 
 
يُكَلِّفُها الخَنزيرُ شَتمي وَما بِها
- هَواني وَلَكِن لِلمَلِيكِ اِستَذَلَّتِ
 
 
هَنيئًا مَرِيئًا غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
- لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
 
 
وَوَالله ما قارَبت إِلا تَباعَدَت
- بِصَرمٍ وَلا أَكثَرتُ إِلّا أقلّت
 
 
وَلي زَفراتٌ لَو يَدُمنَ قَتَلنَنَي
- تَوالي الَّتي تَأتي المُنى قَد تَوَلَّتِ
 
 
وَكُنّا سَلَكنا في صَعودٍ مِنَ الهوى
- فَلَمّا تَوَافَينا ثَبَت وَزَلَّتِ
 
 
وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا
- فَلمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ
 
 
فَإِن تَكُنِ العُتبى فَأَهلًا وَمَرحَبًا
- وَحُقَّت لَها العُتبَى لَدينا وَقَلَتِ
 
 
وَإِن تَكُنِ الأُخرى فَإِنَ وَراءَنا
- بِلادًا إِذا كَلَّفتُها العيسَ كَلَّتِ
 
 
خَليلَيَّ إِن الحاجِبِيَّةَ طَلَّحَت
- قَلوصَيكُما وَناقَتي قَد أَكَلَّتِ
 
 
فَلا يَبعُدَن وَصلٌ لِعَزَّةَ أَصبَحَت
- بِعَاقِبَةٍ أَسبابُهُ قَد تَوَلَّتِ
 
 
أَسِيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً
- لَدِينا وَلا مَقلِيةً إِن تَقَلَّت
 
 
وَلَكِن أَنيلي وَاِذكُري مِن مَودَةٍ
- لَنا خُلَّةً كَانَت لَدَيكُم فَضَلَّتِ
 
 
وَإِنّي وَإِن صَدَّت لَمُثنٍ وَصادِقٌ
- عَلَيها بِما كانَت إِلَينا أَزَلَّتِ
 
 
فَما أَنا بِالدَاعي لَعَزَّةَ بِالرَدى
- وَلا شامِتٍ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ
 
 
فَلا يَحسَبِ الواشُونَ أَنَّ صَبابَتي
- بِعَزَّةَ كَانَت غَمرَةً فَتَجَلَّتِ
 
 
فاَصبَحتُ قَد أَبلَلتُ مِن دَنَفٍ بها
- كَما أُدنِفَت هَيماءُ ثُمَّ اِستَبَلَّتِ
 
 
فَوَالله ثُمَّ الله لا حَلَّ بَعدها
- ولا قبلها مِن خُلَّةٍ حَيثُ حَلَّتِ
 
 
وَما مَرَّ مِن يَومٍ عَلَيَّ كيومِها
- وَإِن عَظُمَت أَيامُ أُخرى وَجَلَّتِ
 
 
وَحَلَّت بِأَعلى شاهِقٍ مِن فُؤادِهِ
- فَلا القَلبُ يَسلاها وَلا النَّفسُ مَلَّتِ
 
 
فَوا عَجَبًا لِلقَلبِ كَيفَ اِعتِرافُهُ
- وَلِلنَفسِ لَمّا وُطِّنَت فَاِطمَأَنَّتِ
 
 
وَإِنّي وَتَهيامي بِعَزَّةَ بَعدَما
- تَخّلَّيتُ مِمّا بَينَنا وَتَخَلَّتِ
 
 
لَكَ المُرتَجي ظِلَّ الغَمامَةِ كُلَّما
- تَبَوَّأَ مِنها لِلمَقيلِ اِضمَحَلَّتِ
 
 
كَأَنّي وَإِيّاها سَحابَةُ مُمحِلٍ
- رَجاها فَلَمّا جاوزَتهُ اِستَهَلَّتِ[٢]
 
 
قصيدة لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ
لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ
- مَغانٍ وَرَسمٌ قد تَقادَمَ ماصِحُ
 
 
بِذي المَرخِ وَالمَسروحِ غَيّرَ رَسمَها
- ضَروبُ النَدى قَد أَعتَقَتها البَوارِحُ
 
 
لِعَينيكَ مِنها يومَ حَزمِ مَبَرَّةٍ
- شَريجانِ مِن دَمعٍ نَزيعٌ وَسافِحُ
 
 
أَتيٌّ وَمَفعومٌ حَثيثٌ كَأَنَّهُ
- غُروبُ السَواني أَترَعَتها النَواضِحُ
 
 
إِذا ما هَرَقنَ الماء ثُمَّ اِستَقينَهُ
- سَقاهُنَّ جَمٌّ مِن سُميحَةَ طافِحُ
 
 
لَيالي مِنها الوادِيانِ مَظِنَّةٌ
- فَبُرَقُ العُنابِ دارُها فَالأَباطِحُ
 
 
لَيالِيَ لا أَسماءُ قالٍ مُوَدِّع
- وَلا مُرهِنٌ يومًا لَكَ البَذلَ جارِحُ
 
 
صَديقٌ إِذا لاقَيتَهُ عَن جَنابَةٍ
- أَلَدُّ إِذا ناشَدتَهُ العَهدَ بائِحُ
 
 
وَإِذ يُبرِىءُ القَرحى المِراضَ حَديثُها
- وَتَسمو بِأَسماءَ القُلوبُ الصَحائِحُ
 
 
فَأُقسِمُ لا أَنسى وَلو حالَ دونَها
- مَعَ الصَرمِ عَرضُ السَبسَبِ المُتَنازِحُ
 
 
أَمنيّ صَرَمتِ الحَبلَ لَمّا رَأَيتني
- طَريدَ حُروبٍ طَرَّحَتهُ الطَوارِحُ
 
 
فَأَسحَقَ بُرداهُ وَمَحَّ قَميصَه
- فَأَثوابُهُ لَيسَت لَهُنَّ مَضَارِحُ
 
 
فَأَعرَضتِ إِنَّ الغَدرَ مِنكُنَّ شيمَةٌ
- وَفَجعَ الأَمينِ بَغتَةً وَهوَ ناصِحُ
 
 
فَلا تَجبَهيهِ وَيبَ غيرِكِ إِنَّهُ
- فَتىً عَن دَنِيّاتِ الخَلائِقِ نازِحُ
 
 
هُوَ العَسَلُ الصافي مِرارًا وَتارَةً
- هُوَ السُمُّ تَستَدمي عَلَيهِ الذَرارِحُ
 
 
لَعَلَّكِ يوماً أَن تَريهِ بِغِبطَةٍ
- تَوَدِّينَ لَو يَأتيكُمُ وَهو صافِحُ
 
 
يَروقُ العُيونَ الناظِراتِ كَأَنَّهُ
- هِرَقلِيُّ وَزنٍ أَحمَرُ التَّبرِ راجِعُ
 
 
وَآخِرُ عَهدٍ مِنكِ يا عِزُّ إِنَّهُ
- بِذي الرَمثِ قولٌ قُلتِهِ وَهوَ صالِحُ
 
 
مُلاحُكِ بالبَردِ اليَماني وَقَد بَدا
- مِن الصَرمِ أَشراطٌ لَهُ وَهوَ رائِحُ
 
 
وَلَم أَدرِ أَنَّ الوَصلَ مِنك خلابَةٌ
- كَجاري سَرابٍ رَقرَقَتهُ الصَحاصِحُ
 
 
أَغَرَّكِ مِنّا أَنَّ ذلك عِندَنا
- وَإِسجادَ عَينيكِ الصَيودَينِ رابِحُ
 
 
وَأَن قَد أَصَبتِ القَلبَ مِنّي بِغُلَّةٍ
- وَحُبٍّ لَهُ في أُسوَدِ القَلبِ قادِحُ
 
 
وَلَو أَنَّ حُبّي أُمَّ ذي الوَدعِ كُلَّهُ
- لِأَهلِكِ مالٌ لَم تَسَعهُ المَسارِحُ
 
 
يَهيمُ إِلى أَسماءَ شوقًا وَقَد أَتى
- لَهُ دونَ أَسماءَ الشَغولُ السَوانِحُ
 
 
وَأَقصَرَ عَن غَربِ الشَبابِ لِداتُهُ
- بِعاقِبَةٍ وَاِبيَضَّ مِنهُ المَسائِحُ
 
 
وَلكِّنَهُ مِن حُبِّ عَزَّةَ مُضمِرٌ
- حَباءَ بِهِ قَد بُطِّنَتهُ الجَوانِحُ
 
 
تُصَرِّدُنا أَسماءُ دامَ جَمالُها
- وَيَمنَحُها مِنّي المَوَدَّةَ مانِحُ
 
 
خَليليَّ هَل أَبصَرتُما يَومَ غَيقَةٍ
- لِعَزَّةَ أَظعانًا لَهُنَّ تَمايِحُ
 
 
ظَعائِنُ كَالسَلوى الَّتي لا يَحُزنَها
- أَو المَنَّ إِذ فاحَت بِهِنَّ الفَوائِحُ
 
 
كَأَنَّ قَنا المِرّانِ تَحتَ خُدورِها
- ظِباءُ المُلا نِيطَت عَليها الوَشائِحُ
 
 
تَحَمَّلُ في نَحرِ الظَهيرَةِ بَعدَما
- تَوَقَّدَ مِن صَحنِ السُريرِ الصَّرادِحُ
 
 
عَلى كُلِّ عَيهامٍ يَبُلُّ جَديلَهُ
- يُجيلُ بِذِفراهُ وَباللِّيتِ قامِحُ
 
 
خَليليَّ روحا وَاِنظُرا ذا لُبانَةٍ
- بِهِ باطِنٌ مِن حُبِّ عَزَّةَ فادِحُ
 
 
سَبَتني بِعَينَي ظِبيَةٍ يَستَنيمُها
- أَغَنُّ البُغامِ أَعيَسُ اللَّونِ راشِحُ
 
 
إِلى أُرُكٍ بالجَزعِ مِن بَطنِ بيشَةٍ
- عَليهنَّ صَيّفنَ الحَمامُ النَوائِحُ
 
 
كَأَنَّ القَماريّ الهَواتِفَ بِالضُّحى
- إِذا أَظهَرَت قيناتُ شربٍ صَوادِحُ
 
 
وَذي أُشُرٍ عَذبِ الرُضابِ كَأَنَّهُ
- إِذا غارَ أَردافُ الثُريّا السَوابِحُ
 
 
مُجاجَةُ نَحلٍ في أَباريقَ صُفّقَت
- بِصَفقِ الغَوادي شَعشَعتهُ المَجادِحُ
 
 
تَرُوقُ عُيونَ اللائي لايَطمَعونَها
- وَيروى بِرَيّاها الَجيعُ المُكافِحُ
 
 
وَغُرٍّ يُغادي ظَلمَهُ بِبَنانِها
- مَعَ الفَجرِ مِن نَعمانَ أَخضَرُ مَائِحُ
 
 
قَضى كُلَّ ذي دَينٍ وَعَزَّةُ خُلَّةٌ
- لَهُ لَم تُنِلهُ فَهوَ عَطشانُ قامِحُ
 
 
وَإِني لأَكمي الناسَ ما تَعِدينَني
- مَنَ البُخلِ أَن يَثري بِذَلكَ كاشِحُ
 
 
وَأَرضى بِغَيرِ البَذلِ مِنها لَعَلَّها
- تُفارِقُنا أَسماءُ وَالوِدُّ صالِحُ
 
 
وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني
- لِعَزَّةَ مُصفٍ بالمناسِبِ مادِحُ
 
 
أَبائنةٌ يا عَزُّ غَدواً نَواكُمُ
- سَقَتكِ الغَوادي خِلفَةً وَالرَوائِحُ
 
 
مِن الشُمِّ مِشرافٌ يُنيفُ بِقُرطِها
- أَسيلٌ إِذا ما قُلِّدَ الحَليَ واضِ
 
 
قصائد قيس بن ذريح في الغزل العذري
قصيدة إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ
إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ
- وَيَثني لَكَ لداعي بِها فَتَفيقُ
 
 
شَهِدتُ عَلى نَفسي بِأَنَّكِ غادَةٌ
- رَداحٌ وَإِنَّ الوَجهُ مِنكِ عَتيقُ
 
 
وَإِنَّكِ لا تَجزينَني بِصَحابَةٍ
- وَلا أَنا لِلهِجرانِ مِنكِ مُطيقُ
 
 
وَإِنَّكِ قَسَّمتِ الفُؤادَ فَنِصفُهُ
- رَهينٌ وَنِصفٌ في الحِبالِ وَثيقُ
 
 
صَبوحي إِذا ما ذَرَّتِ الشَمسُ ذِكرَكُم
- وَلي ذِكرَكُم عِندَ المَساءِ غَبوقُ
 
 
إِذا أَنا عَزَّيتُ الهَوى أَو تَرَكتُهُ
- أَتَت عَبَراتٌ بِالدُموعِ تَسوقُ
 
 
كَأَنَّ الهَوى بَينَ الحَيازيمِ وَالحَشا
- وَبَينَ التَراقي وَاللُهاتَ حَريقُ
 
 
فَإِن كُنتِ لَمّا تَعلَمي العِلمَ فَاِسأَلي
- فَبَعضٌ لِبَعضٍ في الفِعالِ فَأوقُ
 
 
سَلي هَل قَلاني مِن عَشيرٍ صَحِبتُهُ
- وَهَل مَلَّ رَحلي في الرِفاقِ رَفيقُ
 
 
وَهَل يَجتَوي القَومُ الكِرامُ صَحابَتي
- إِذا اِغبَرَّ مَخشيُّ الفَجاجِ عَميقُ
 
 
وَأَكتُمُ أَسرارَ الهَوى فَأُميتُها
- إِذا باحَ مَزّاحٌ بِهُنَّ بَروقُ
 
 
سَعى الدَهرُ وَالواشونَ بَيني وَبَينَها
- فَقُطِّعَ هَبلُ الوَصلِ وَهوَ وَثيقُ
 
 
هَلِ الصَبرُ إِلّا أَن أَصُدَّ فَلا أَرى
- بِأَرضِكَ إِلّا أَن يَكونَ طَريقُ
 
 
أُريدُ سُلُوّاً عَنكُمُ فَيَرُدُّني
- عَلَيكَ مِنَ النَفسِ الشِعاعُ فَريقُ
 
 
قصيدة أَلا حَيِّ لُبنى اليَومَ إِن كُنتَ غادِياً
أَلا حَيِّ لُبنى اليَومَ إِن كُنتَ غادِياً
- وَأَلمِم بِها مِن قَبلِ أَن لا تَلاقِيا
 
 
وَأَهدي لَها مِنكَ النَصيحَةَ إِنَّها
- قَليلٌ وَلا تَخشَ الوُشاةَ الأَدانِيا
 
 
وَقُل إِنَّني الراقِصاتِ إِلى مِناً
- بِأَجبُلِ جَمعٍ يَنتَظِرنَ المُنادِيا
 
 
أَصونُكِ عَن بَعضِ الأُمورِ مَضَنَّةً
- وَأَخشى عَلَيكِ الكاشِحينَ الأَعادِيا
 
 
تَساقَطُ نَفسي حينَ أَلقاكِ أَنفُساً
- يَرِدنَ فَما يَصدُرنَ إِلّا صَوادِيا
 
 
فَإِن أَحيَ أَو أَهلِك فَلَستُ بِزائِلٍ
- لَكَم حافِظاً ما بَلَّ ريقٌ لِسانِيا
 
 
أَقولُ إِذا نَفسي مِنَ الوَجدِ أَصعَدَت
- بِها زَفرَةٌ تَعتادُني هِيَ ما هِيا
 
 
وَبَينَ الحَشا وَالنَحرِ مِنّي حَرارَةٌ
- وَلَوعَةُ وَجدٍ تَترُكُ القَلبَ ساهِيا
 
 
أَلا لَيتَ لُبنى لَم تَكُن لِيَ خُلَّةً
- وَلَم تَرَني لُبنى وَلَم أَدرِ ما هِيا
 
 
سَلي الناسَ هَل خَبَّرتُ سِرَّكِ مِنهُمُ
- أَخا ثِقَةٍ أَو ظاهِرَ الغِشِّ بادِيا
 
 
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
- أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ في السِرِّ خالِيا
 
 
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ
- لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
 
 
يَقولُ لِيَ الواشونَ لَمّا تَظاهَروا
- عَلَيكِ وَأَضحى الحَبلُ لِلبَينِ واهِيا
 
 
لَعَمري لَقَبلَ اليَومِ حُمِّلتَ ما تَرى
- وَأُنذِرتَ مِن لُبنى الَّذي كُنتَ لاقِيا
 
 
المراجع
- ↑ "خليلي عوجا اليوم حتى تسلما"، الديوان. بتصرّف.
- ↑ "خليلي هذا ربع عزة فاعقلا"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
 
                                     
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                