محتويات

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
قال كعب بن زهير القصيدة الآتية في الرسول:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
- مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
 
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
- إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
 
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
- لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
 
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
- كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
 
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
- صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
 
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
- مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
 
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
- ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
 
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
- فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
 
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
- كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
 
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
- إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
 
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
- وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
 
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
- وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
 
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
- إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
 
صحا القلب إلا من خُمار أماني
من قصائد أحمد شوقي شاعر العصر الحديث: [١]
صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني
- يجاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني
 
حنانيك قلبي، هل أعيدُ لك الصِّبا؟
- وهل للفتى بالمستحيل يَدان؟
 
نحنُّ إلى ذاك الزمانِ وطيبه
- وهل أَنتَ إلا من دم وحَنان؟
 
إذا لم تصن عهداً ، ولم ترعَ ذمة ً
- ولم تدكر إلفا ؛ فلست جناني
 
أَتذكر إذ نُعْطِي الصَّبابة َ حقَّها
- ونشرب من صرف الهوى بدنان؟
 
وأَنتَ خَفوقٌ، والحبيبُ مباعدٌ
- وأَنت خفوقٌ، والحبيبُ مدان؟
 
وأَيامَ لا آلو رِهاناً مع الهَوى
- وأَنت فؤادي عند كل رِهان
 
لقد كنت أشكو بعد ما عللك الصِّبا
- فكيف ترى الكاسين تختلفان ؟
 
ومازلتُ في رَيْعِ الشباب، وإنما
- يشيبُ الفتى في مصرَ قبلَ أوان
 
ولا أكذبُ الباري ، بنى اللهُ هيكلي
- صنيعة إحسانٍ، ورِقَّ حِسان
 
أدينُ إذا اقتاد الجمالُ أَزمّتي
- وأَعنو إذا اقتادَ الجميلُ عِناني
 
قد أمات الهجران صبيان قلبي
من القصائد الحزينة التي تتحدث عن الهجر والبعد للجاحظ:[٢]
قَد أَماتَ الهِجرانُ صِبيانُ قَلبي
- فَفُؤادي مُعَذَّبٌ في خِبال
 
كَسَرَ البَينُ لَوحَ كَبدي فَما أَط
- مَعَ مِمَّن هَوَيتَهُ في وِصال
 
رَفَعَ الرَقَمُ مِن حَياتي وَقَد أَط
- لَقَ مَولايَ حَبلَهُ مِن حِبالي
 
مَشقُ الحُبِّ في فُؤادي لَو حي
- نَ فَاِغرى جَوانِحي بِالسِلالِ
 
لاقَ قَلبي بَنانَه فَمَدادُ ال
- عَينِ مِن هَجرِ مالِكي في اِنهِمالِ
 
كَرَسفِ البَينِ سودُ الوَجهِ مِن وَص
- لي فَقَلبي بِالبَينِ في اِشعالِ
 
قلبي يحدثني بأنك متلفي
من القصائد الغزلية لابن الفارض:[٣]
قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،
- روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
 
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
- لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
 
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،
- في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
 
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
- يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
 
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي
- ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
 
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي
- منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
 
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي،
- والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي
 
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ
- سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
 
واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى
- جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
 
لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها
- عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
 
وبماجرى في موقفِ التَّوديعِ منْ
- ألمِ النّوى ، شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
 
إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ
- أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفي
 
فالمطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفا
- يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
 
أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة ً
- ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفي
 
فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها
- أنْ تَنطَفي، وأوَدّ أن لا تنطَفي
 
يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ
- ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي
 
عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا،
- كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
 
وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي
- عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
 
لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتها
- لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
 
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
- كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ
 
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً
- حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
 
وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ
- لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي
 
ولقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى :
- عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
 
أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ
- فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي
 
قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعاً
- أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
 
دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى
- فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ
 
بَرَحَ الخَفاءَبحُبّ مَن لو، في الدّجى
- سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
 
وإن اكتفى غَيْري بِطيفِ خَيالِهِ،
- فأنا الَّذي بوصالهِ لا أكتفي
 
وَقْفاً عَلَيْهِ مَحَبّتي، ولِمِحنَتي،
- بأقَلّ مِنْ تَلَفي بِهِ، لا أشْتَفي
 
وهَواهُ، وهوَ أليّتي، وكَفَى بِهِ
- قَسَماً، أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
 
لوْ قالَ تِيهاً:قِفْ على جَمْرِ الغَضا
- لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفِ
 
أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى ، بخدّي، موطِئاً
- لوضعتهُ أرضاً ولمْ أستنكفِ
 
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإنْ
- هوَ بالوصالِ عليَّ لمْ يتعطَّفِ
 
غَلَبَ الهوى ، فأطَعتُ أمرَ صَبابَتي
- منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيَ معنِّفي
 
مني لَهُ ذُلّ الخَضوع، ومنهُ لي
- عزُّ المنوعِ وقوَّة ُ المستضعفِ
 
ألِفَ الصّدودَ، ولي فؤادٌ لم يَزلْ،
- مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِ
 
ياما أميلحَ كلَّ ما يرضى بهِ
- ورضابهُ ياما أحيلاهُ بفي
 
لوْ أسمعوا يعقوبَ ذكرَ ملاحة ٍ
- في وجههِ نسيَ الجمالَ اليوسفي
 
أوْ لوْ رآهُ عائداً أيُّوبُ في
- سِنَة ِ الكَرَى ، قِدماً، من البَلوَى شُفي
 
كلُّ البدورِ إذا تجلَّى مقبلاً
- تَصبُو إلَيهِ، وكُلُّ قَدٍّ أهيَفِ
 
إنْ قُلْتُ:عِندي فيكَ كل صَبابة ٍ؛
- قالَ:المَلاحة ُ لي، وكُلُّ الحُسْنِ في
 
كَمَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى السّنا
- للبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
 
وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ،
- يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
 
ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّي على
- يدِ حسنهِ فحمدتُ حسنَ تصرُّفي
 
فالعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي
- روحي بها تصبو إلى معنى ً خفي
 
أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّ لي بِحَديثِهِ،
- وانثُرْ على سَمْعي حِلاهُ، وشَنِّفِ
 
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ
- معنى ً فأتحفني بذاكَ وشرِّفِ
 
يا أختَ سعدٍ منْ حبيبي جئتني
- بِرسالَة ٍ أدّيْتِها بتَلَطّفِ
 
فسمعتُ مالمْ تسمعي ونظرتُ ما
- لمْ تنظري وعرفتُ مالمْ تعرفي
 
إنْ زارَ، يوماً ياحَشايَ تَقَطَّعي،
- كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفي
 
ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعي،
- إنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في
 
المراجع
- ↑ "صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.
 - ↑ "قَد أَماتَ الهِجرانُ صِبيانُ قَلبي .. الجاحظ"، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.
 - ↑ "قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.