محتويات

كلمات قصيدة نهج البردة في مدح الرّسول
فيما يأتي كلمات قصيدة نهج البردة:
المقطع الأوّل
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ
- أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
 
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا
- يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ
 
لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً
- يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي
 
جحدته، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي
- جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ
 
رزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلق
- إِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِ
 
يـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ -
- لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِ
 
لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ
- ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ
 
يـا نـاعس الطَّرْفِ لاذقْتَ الهوى أَبدًا
- أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِ
 
أَفْـديك إِلفً، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًى
- أَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِ
 
سـرَى، فصـادف جُرحًـا داميً، فأَسَا
- ورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِ
 
مَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـا
- اللاعبـاتُ برُوحـي، السّـافحات دمِي؟
 
الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـى
- يُغِـرْنَ شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِ
 
القــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌ
- وللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِ
 
العــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـا
- أُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِ
 
المضرمـاتُ خُـدودً، أسـفرت، وَجَلتْ
- عــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِ
 
الحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـا
- أَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِ
 
مـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتا
- للعيـنِ، والحُسـنُ فـي الآرامِ كالعُصُمِ
 
يُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍ
- إِذا أَشَــرن أَســرن اللّيـثَ بـالعَنمِ
 
وضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًى
- يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِ
 
يـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـه
- أَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ؟
 
مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُه
- أَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِ
 
مَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ؟
- وأَخـرج الـرّيمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ؟
 
بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُب
- ومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِ
 
لـم أَغش مغنـاكِ إِلا في غضونِ كَرًى
- مَغنــاك أَبعــدُ للمشـتاقِ مـن إِرَمِ
 
يـا نفسُ، دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍ
- وإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـمِ
 
فُضِّـي بتقـواكِ فاهًـا كلمـا ضَحكتْ
- كمــا يُفـضُّ أَذَى الرّقشـاءِ بـالثَّرَمِ
 
مخطوبـةٌ - منـذُ كان النّاسُ - خاطبَةٌ
- مـن أَولِ الدهـر لـم تُـرْمِل، ولم تَئمِ
 
يَفنـى الزّمـانُ، ويبقـى مـن إِساءَتِها
- جــرْحٌ بـآدم يَبكـي منـه فـي الأَدمِ
 
لا تحــفلي بجناه، أَو جنايتهــا
- المـوتُ بـالزَّهْر مثـلُ المـوت بالفَحَمِ
 
كـم نـائمٍ لا يَراه، وهـي سـاهرةٌ
- لــولا الأَمـانيُّ والأَحـلامُ لـم ينـمِ
 
طــورًا تمـدّك فـي نُعْمـى وعافيـةٍ
- وتـارةً فـي قـرَار البـؤس والـوَصَمِ
 
كـم ضلَّلتـكَ، وَمَـن تُحْجَـبْ بصيرتُه
- إِن يلـقَ صابـا يَـرِد، أَو عَلْقمـا يَسُمِ
 
يــا ويلتـاهُ لنفسـي! راعَهـا ودَهـا
- مُسْـوَدَّةُ الصُّحْـفِ فـي مُبْيَضَّـةِ اللّمَمِ
 
ركَضْتهـا فـي مَـرِيع المعصياتِ، وما
- أَخـذتُ مـن حِمْيَـةِ الطاعـات للتُّخَـمِ
 
هــامت عـلى أَثَـرِ اللَّـذاتِ تطلبُهـا
- والنفسُ إِن يَدْعُهـا داعـي الصِّبـا تَهمِ
 
صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه
- فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ
 
والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ
- والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ
 
تطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًى
- طَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِ
 
إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ
- فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ
 
أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على
- مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ
 
إِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله
- عِـزَّ الشفاعةِ لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ
 
وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ
- قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ
 
لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ
- يُمْسِـكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ
 
فكــلُّ فضـلٍ، وإِحسـانٍ، وعارفـةٍ
- مــا بيــن مســتلمٍ منـه ومُلـتزمِ
 
علقـتُ مـن مدحـهِ حـبلاً أعـزُّ بـه
- فـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنسـابِ واللُّحَـمِ
 
يُـزرِي قَـرِيضِي زُهَـيْرًا حين أَمدحُه
- ولا يقـاسُ إِلـى جـودي لـدَى هَـرِمِ
 
المقطع الثاني
محــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـه
- وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ
 
وصـاحبُ الحـوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌ
- متـى الـورودُ؟ وجـبريلُ الأَمين ظَمي
 
ســناؤه وســناهُ الشــمسُ طالعـةً
- فـالجِرمُ فـي فلـكٍ، والضوءُ في عَلَمِ
 
قـد أَخطـأَ النجـمَ مـا نـالت أُبوَّتُـه
- مـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِم
 
نُمُـوا إِليـه، فـزادوا في الورَى شرَفًا
- ورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُمي
 
حَــوَاه فـي سُـبُحاتِ الطُّهـرِ قبلهـم
- نـوران قامـا مقـام الصُّلـبِ والرَّحِم
 
لمــا رآه بَحــيرا قــال: نعرِفُــه
- بمـا حفظنـا مـن الأَسـماءِ والسِّـيمِ
 
سـائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل عَلما
- مَصـونَ سِـرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـتِمِ؟
 
كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـا
- بَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَسَمِ
 
ووحشةٍ لابــنِ عبـد اللـه بينهمـا
- أَشـهى من الأُنس بالأَحبـاب والحشَمِ
 
يُسـامِر الوحـيَ فيهـا قبـل مهبِطـه
- ومَـن يبشِّـرْ بسِـيمَى الخـير يَتَّسِـمِ
 
لمـا دعـا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍ
- فاضتْ يـداه مـن التسـنيم بالسَّـنِمِ
 
وظلَّلَتــه، فصــارت تسـتظلُّ بـه
- غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ الــديَمِ
 
محبــةٌ لرســولِ اللــهِ أُشــرِبَها
- قعـائدُ الدَّيْـرِ، والرُّهبـانُ فـي القِمـمِ
 
إِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـا
- يُغْـرَى الجَمـادُ، ويُغْـرَى كلُّ ذي نَسَمِ
 
ونـودِيَ: اقـرأْ. تعـالى اللهُ قائلُهـا
- لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِ
 
هنــاك أَذَّنَ للرّحــمنِ، فــامتلأَت
- أَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِ
 
فـلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُه؟
- وكـيف نُفْرتُهـا فـي السّـهل والعَلمِ؟
 
تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلـمَّ بهـم
- رمَــى المشــايخَ والولـدانَ بـاللَّممِ
 
يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه
- هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ؟
 
لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ
- ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ
 
فـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْ
- بـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِ
 
جـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمت
- وجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ
 
آياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌ
- يَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِ
 
يكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ
- يـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِ
 
يـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةً
- حديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِ
 
حَـلَّيتَ مـن عَطَـلٍ جِـيدَ البيـانِ به
- فـي كـلِّ مُنتَـثِر فـي حسـن مُنتظِمِ
 
بكــلِّ قــولٍ كـريمٍ أَنـت قائلُـه
- تُحْـيي القلـوبَ، وتُحْـيي ميِّـتَ الهِممِ
 
سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده
- في الشّرق والغرب مَسْرى النّورفي الظلمِ
 
تخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍ
- وطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِ
 
رِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعت
- مـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِ
 
أَتيـتَ والنّـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم
- إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ
 
والأَرض مملــوءَةٌ جـورً، مُسَـخَّرَةٌ
- لكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِ
 
مُسَـيْطِرُ الفـرْسِ يبغـى فـي رعيّتـهِ
- وقيصـرُ الـروم مـن كِـبْرٍ أَصمُّ عَمِ
 
يُعذِّبــان عبــادَ اللــهِ فـي شُـبهٍ
- ويذبَحــان كمــا ضحَّــيتَ بـالغَنَمِ
 
والخــلقُ يَفْتِــك أَقـواهم بـأَضعفِهم
- كــاللَّيث بـالبَهْم، أَو كـالحوتِ بـالبَلَمِ
 
المقطع الثالث
أَســرَى بـك اللـهُ ليـل، إِذ ملائكُـه
- والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ
 
لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم
- كالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِ
 
صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ
- ومن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ
 
جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم
- عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ
 
رَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍ
- لا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرّسُمِ
 
مَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـه
- وقدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
 
ربِّ صَـلِّ وسـلِّم مـا أَردتَ على
- نـزيل عرشِـك خـيرِ الرّسْـل كـلِّهمِ
 
مُحــيي اللّيـالي صـلاةً، لا يقطِّعُهـا
- إِلاَّ بــدمع مــن الإِشـفاق مُنسـجمِ
 
مســبِّحًا لـك جُـنْحَ اللّيـل، محـتملاً
- ضُـرًّا مـن السُّهد، أَو ضُرًّا من الورَمِ
 
رضيَّــة نفسُــه، لا تشـتكي سـأمًا
- ومـا مـع الحـبِّ إِن أَخلصت مِن سَأَمِ
 
وصــلِّ ربِّـي عـلى آلٍ لـهُ نُخَـبٍ
- جـعلتَ فيهـم لـواءَ البيـتِ والحـرمِ
 
بيـضُ الوجـوه، ووجهُ الدّهر ذو حَلَكٍ
- شُـمُّ الأُنـوف، وأَنـفُ الحادثات حمي
 
وأَهــد خـيرَ صـلاةٍ منـك أَربعـةً
- فـي الصّحـب، صُحبتُهم مَرْعيَّةُ الحُرَمِ
 
الــراكبين إِذا نــادى النبــيُّ بهـم
- مـا هـال مـن جَـلَلٍ، واشتد من عَمَمِ
 
الصّــابرين ونفسُ الأَرض واجفــةٌ
- الضّــاحكين إِلـى الأَخطـار والقُحَـمِ
 
يـا ربِّ، هبـتْ شـعوبٌ مـن منيّتهـا
- واســتيقظت أُمَـمٌ مـن رقْـدة العـدمِ
 
سـعدٌ، ونحـسٌ، ومُلـكٌ أَنـت مالِكـه
- تُــديلُ مِـنْ نِعَـم فيـه، ومِـنْ نِقَـمِ
 
رأَى قضــاؤك فينــا رأْيَ حكمتِـه
- أَكـرِمْ بوجـهك مـن قـاضٍ ومنتقـمِ
 
فـالطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بنا
- ولا تزدْ قومَــه خسـفً، ولا تُسـمِ
 
يـا ربِّ، أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين به
- فتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ[١]
 
- فتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ[١]
 
 X