أشهر أقوال ابن قدامة

أشهر أقوال ابن قدامة

ابن قدامة المقدسي

هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر، الدمشقيّ الصالحيّ الحنبليّ، ولد في نَابُلُسَ، في قرية جماعيل، سنة541 هـ، في شهر شَعْبَانَ، كان ذكيًا فطنًا، حفظَ القُرْآن، ولزم طلب العلم، وكان بحرًا من بحوره، رحل إلى عدَّة أقطارٍ في طلب العلم، منها بغداد ومكّة المكرّمة والموصل ودمشق وغيرها، ونهل العلم من كبار علماء هذه الأمصار، ففي بغداد أخذ العلم عن الشيخ عبد القادر، وسَمِعَ من أَبِي المَكَارم بنِ هِلاَل في دمشق، أما في مكة فقد سمع من المبارك بن الطباخ، وأخذ العلم في الموصل عن خطيبها أبي الفضل الطوسي، وابن قدامة صاحب المغني المصنف المشهور،[١] ويذكر لابن قدامة –رحمه الله– مواقف عظيمة في تثبيت جيش المسلمين في جهادهم ضد الصليبين في الحروب الصليبيّة؛ حيث كان قائد جيش المسلمين آنذاك صلاح الدين الأيوبي، فكان ابن قدامة -رحمه الله- ينتقل مع المجاهدين في خيمة اتخذها له يثبتهم وينصرهم، ويخطب بهم خُطبًا تحثّهم على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله تعالى.[٢]


أشهر أقوال ابن قدامة

عُرفَ الإمام ابن قدامة -رحمه الله- بعلمه الواسع وحسن سيرته، وسمو خلقه، وكان يتمثّل العلم في حياته؛ فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويتبع الهدي النبويّ الشريف، وفيما يلي بعضٌ من الأقوال المشهورة عنه رحمه الله:[٢]

  • ورد عنه في كتابه المغني، في باب إجابة الدعوة أنّه قال: "إذا دُعي -أي المسلم- إلى وليمةٍ فيها معصيةٌ، كالخمر والزمر والعود ونحوه، وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر، لزمه الحضور والإنكار؛ لأنّه يؤدّي فرضين، إجابة أخيه المسلم، وإزالة المنكر، وإن لم يقدر على الإنكار لم يحضر، وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر، أزاله، فإن لم يقدر انصرف".
  • قال -رحمه الله- في محاربة البدعة: "فإنّني إذا كنت مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم– في حزبه، متبعًا لسنّته، ما أبالي من خالفني، ولا من خالف فيّ، ولا أستوحش لفراق من فارقني، وإنّني لمعتقدٌ أنّ الخَلق كلّهم لو خالفوا السنّة وتركوها، وعادوني من أجلها، لما ازددت لها إلا لزومًا، ولا بها إلا اغتباطًا إن وفقني الله لذلك؛ فإنّ الأمور كلّها بيديه، وقلوب العباد بين أَصْبُعيه".
  • قال -رحمه الله- أيضًا في أهميّة العمل بكتاب الله تعالى وضرورة اتباع السنّة: "فمن أحبّ النجاة غدًا، والمصاحبة لأئمة الهدى والسلامة من طريق الردى، فعليه بكتاب الله؛ فليعمل بما فيه، وليتبع رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وصحابته؛ فلينظر ما كانوا عليه فلا يعدوه بقول ولا فعل".


ثناء العلماء على ابن قدامة

أثنى كبار العلماء على الإمام ابن قدامة، وكان لهم العديد من الأقوال التي وصفوا فيها فضله ومكانته رحمه الله، وآتيًا ذكر بعضٍ منها:

  • وصفه ابن رجب في طبقات الحنابلة، فقال: "الفقيه الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام".[٣]
  • وصفه تلميذه ابن النَّجار: "كان الشيخ موفق الدين غزير الفضل، كامل العقل، شديد التثبُّت، دائم السكوت، حسن السمت، نزهًا ورعًا عابدًا على قانون السلف، على وجهه النور، وعليه الوقار والهيبة، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه".[٢]
  • قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء يصف ابن قدامة: "الشيخ، الإمام، القُدْوة، العَلاَّمةُ، المُجْتَهِدُ، شيخ الإِسْلاَم".[١]


مصنفات ابن قدامة

برع ابن قدامة في التصنيف والتأليف، وترك ثروةً كبيرةً من المصنفات، منها ما يلي:[٢]

  • كتاب المغني، وهو من أفضل كتب الفقه، اعتنى فيه بالدليل والترجيح والاستنباط، حيث كان موضوعه الفقه المقارن.
  • كتاب التبيين في أنساب القرشيين.
  • كتاب الرسالة في تخليد أهل البدع في النار.
  • كتاب مشيخة ابن قدامة، ويذكر -رحمه الله- فيه أسماء شيوخه.


المراجع

  1. ^ أ ب الذهبي، كتاب سير أعلام النبلاء، صفحة 165-166. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أبو عبد الأكرم الجزائري (12/8/2016)، "مواضع القدوة في حياة ابن قدامة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
  3. "نبذة عن الإمام ابن قدامة المقدسي صاحب المغني"، إسلام ويب، 6/4/2011، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
7 مشاهدة
للأعلى للأسفل