أين ولد ابن الرومي

أين ولد ابن الرومي

أين ولد ابن الرومي؟

ولِدَ ابن الرومي في بلدة تسمى العقيقة في مدينة بغداد في عام 221هـ/836م،[١] وابن الرومي هو علي بن عباس بن جريج، المعروف بالرومي أو أبو الحسن، ويتّضح من اسم جدّه أنّه ليسَ عربيّ الأصل، بل هو روميّوكانت أمّه فارسية.[٢]

عاش ابن الرومي مُعتركًا صعبًا في بداية حياته؛ فمات والدهُ وهو صغير وتكفّلتهُ أُمّه وأخوه، ومما كان يخفف عنه أن عائلتهُ ثريةً فتوجّه للتعليم ولحفظ القرآن الكريم وقد تميّز في إلقاء الشعر ولمَعَ اسمه مبكّرا في مجالسِ الأُمراءِ والملوك.[٢]

حياة ابن الرومي ونشأته

نشأ ابن الرومي في بلدة العقيقة، وتعلّم على يد العديد من الشيوخ والعلماء وأبرزهم محمد بن حبيب، ومن ثمّ بدأ بتعلم ونظم الشعر، لكن المجتمع الذي كان يعيش فيه مجتمعًا مليئًا بالغرابة والمآسي فكانت أغلب أشعاره ذات طابعٍ هجوميّ؛ فهجا الجميع بأشعاره.[١]

وكان يسرف أمواله في اللهو، ولقد ازداد بؤسه بعد وفاة والدته وخالته وأخيه، وزوجته وأولاده الثلاثة، وظهر ذلك البؤس في شعره جليًا.[١]

شعر ابن الرومي

عاصر ابن الرومي الكثير من الشعراء وأهمهم البحتري، وابن المعتز والحسين بن الضحاك، إضافةً إلى علي بن الجهم وأبو عثمان، أمّا عن الأغراض الشعرية التي كان ينظم القصائد بهدف إيصالها؛ فكانت تتضمّن المدح والوصف كوصف الطبيعة،[٣]

وقد تميّز بالهجاء الذي أتقنه بشكل كبير؛ فكان يهجو الملوك والحكّام حتى قيلَ عنه أنّه الشاعر الذي قتلهُ شعرهُ، [٤] ومن أشعارهِ التي كانت موجهةً لهجاء الحكّام:

قد بُلينا في دهرنا بملوكٍ

أدباءٍ عَلِمْتُهمْ شعراءِ

إن أجدنا في مدحِهم حسدونا

فحُرِمنا منهُمْ ثوابَ الثناء

أو أسأنا في مَدْحهم أنَّبونا

وهَجَوْا شعرَنا أشدَّ هجاءِ

قد أقاموا نفوسَهم لذوي المدْ

حِ مُقامَ الأندادِ والنظراءِ


وفاته

عاش ابن الرومي إلى أن انتهت خلافة المعتضد، وقد كان التخلّص من لسان ابن الرومي مطلبًا للعديد من الوزراء والملوك، وذُكِرَ أن المعتضد بن وهب قد تآمر لتسميمه خوفًا من أن يهجوه، فدعاهُ إلى أحد المجالس وقدّم له حلوى مسمومة، فعندما تناولها بدأ السم يسري في جسده، فقرر الخروج من المجلس.

وسأله الوزير ساخرًا: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه: إلى المكان الذي أرسلتني إليه، فقال له الوزير: سلّم على والدي ، فأجابه ابن الرومي: ليس مآلي النار، ثم مات وكان ذلك في عام 283 هـ/ 896م.[٤]

وكان هذا آخر ما قاله في حياته ليؤكّد على أنه ذا لسانٍ سليطٍ لا يمكن التنبؤ به، فختم حياته بذلك، وقد خلّف ورائهُ ترِكَةً عظيمةً من الأدب والأشعار التي كانت ذا طابعٍ مختلف، والتي جعلت منه صاحب قدمٍ راسخةٍ في عالمِ الأدبِ والشعر.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت هبة خالد الفاعوري (20/12/2017)، "من هو ابن الرومي ؟"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 695. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف، كتاب الفن ومذاهبه في الشعر العربي، صفحة 207. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت مصعب عماد المبيض (3/11/2019)، "ابن الرومي .. الشاعر الذي قتله شعره"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2021. بتصرّف.
91200 مشاهدة
للأعلى للأسفل