محتويات

جنوح الأحداث في علم النفس
يُعرّف الجنوح في علم النفس بأنّه أي سلوك ينتهك القواعد أو الأعراف الاجتماعية، وغالبًا ما يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى سوء سلوك الأطفال أو المراهقين،[١] وتشير نظريات التحليل النفسي إلى أنّ انحراف سلوك المراهقين ما هو إلّا نتيجة غرائز ودوافع غير محسومة في النفس البشرية.[٢]
ويرى علماء النفس أنّه عندما تتعارض غرائز الشخص، تزيد احتمالية حدوث سلوك منحرف أو غيره من السلوكيات الشاذة، وفسّر العديد منهم السلوكيات المضطربة لدى الأحداث كالآتي:[٢]
- ساهم سيغموند فرويد في إقامة علاقة بين السلوك المنحرف وتكوين الشخصية، ولا سيما الشعور اللاواعي بالذنب الذي ينشأ خلال الطفولة، فافترض أنّ شخصية الإنسان تتكون من ثلاثة أجزاء متكاملة: الهوية، والأنا، والأنا العليا، واعتمد في ذلك على التحليل النفسي للتعمق في تجارب الفرد السابقة لكشف وحل النزاعات اللاواعية.
- ساهم العالم أوغست أيشورن بالجزء الأكبر المتعلق بتطبيق مبادئ التحليل النفسي الإجرامي، ففي دراسته للأحداث الجانحين، افترض أيشورن وجود استعداد نفسي لارتكاب أعمال إجرامية وجانحة.
- افترض عالم النفس شوينفيلد أنّ معظم أفعال الانحراف ليس سببها الميول الإجرامية، بل بالأحرى النفس والأنا العليا الضعيفة أو غير القادرة على التحكم بشكل كافٍ في دوافع الطفولة المبكرة البدائية والقوية، ما يؤدي إلى سلوك منحرف.
أسباب جنوح الأحداث
يُعزى جنوح الاحداث إلى العديد من الأسباب، ومنها:[٣]
انعدام التنشئة الأسرية
تُعد التنشئة الأسرية السليمة أحد أبرز أُسس قيام العائلة، وفي حال انعدامها، يكون أطفالها أكثر عرضة للجنوح، وهنا تأتي مسؤولية الآباء في تنشئة أطفالهم أخلاقيًا واجتماعيًا، وتعليمهم السلوكيات الصحيحة وتجنيبهم الخاطئة، واعتماد أساليب التنشئة السليمة والابتعاد عن الخاطئة كالضرب أو التخويف.[٣]
ضعف الروابط الأسرية
تؤدي الأسرة دورًا فاعلًا وحيويًا فيما يتعلق بتنشئة أفرادها وتكوين سلوكهم وتهيئة شخصيتهم، وتنعكس الأخلاق والتصرفات الاجتماعية التي يراها الأطفال في أسرهم على سلوكهم، فإذا ما نشؤوا في بيئة يسودها التفكك وواجهوا العديد من المصاعب والاضطرابات في أسرهم، فإنّهم يميلون إلى أن يصبحوا عنيفين.[٣]
من شأن ضعف الروابط الأسرية وانتشار التوترات فيها أن تساهم في دفع سلوك الأطفال نحو العنف، علاوة على المشاكل المتكررة والعلاقات السيئة، أو انفصال الوالدين، أو انشغالهما بالأعمال، ما يؤدي إلى عدم قضاء وقت كافٍ مع أطفالهم، فيشرعون بالبحث عن الاهتمام في المواطن الخاطئة ومن الأشخاص الخطأ.[٣]
الافتقار إلى التواصل بين أفراد الأسرة
من شأن الافتقار للتواصل بين أفراد الأسرة أو انعدامه أن يساهم في احتمالية أن يبحث الأطفال عن مكان يعبرون فيه عن أنفسهم خارج المنزل، إذ إنّ عدم تواصل الآباء مع أطفالهم في المنزل يؤدي إلى انعدام وحدة الأسرة، وثقة أطفالها، والتفاهم بين أفرادها، وينعكس ذلك على شخصية الأطفال التي تتجلى في فقدان احترامهم وثقتهم بأنفسهم.[٣]
عندما يشعر الأطفال بقلة اهتمام آبائهم بهم، فإنهم يتوجهون إلى القيام بأمور وأفعال غير صائبة في سبيل تعزيز ثقتهم بأنفسهم، فمنهم من يقلد أقرانه على نحو أعمى، ومنهم من يتبنى نمط حياة غير سليم، فيتجهون للسرقة أو تعاطي المخدرات.[٣]
ينعدم تواصل العديد من الآباء مع أطفالهم بسبب انشغالهم بأعمالهم ظنًا منهم بأنّهم إذا ما كسبوا المال فإنّ ذلك يصب في مصلحة أطفالهم، إلّا أنّهم وبعدم قضاء الوقت مع أطفالهم، فإنّهم يساهمون في توجّه الأطفال إلى قضاء الوقت مع من يهتم بهم، ما قد يتسبب في وقوعهم بالمشاكل.[٣]
الفقر ونقص الإمدادات المادية
على الرغم من أنّ التنشئة الصحيحة تساهم في تقليل حالات جنوح الأحداث، إلّا أنّ انعدامها في ظل وجود الفقر يساهم في توجّه الأطفال إلى فعل أي شيء مقابل تحسين ظروفهم المعيشية، فمنهم من يتجه إلى بيع المخدرات، أو السرقة.[٣]
المراجع
- ↑ APA Dictionary of Psychology (1/1/2021), "delinquency", APA Dictionary of Psychology, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب R. Barri Flowers (1/5/2002), "Psychological Perspectives on Delinquency (From Kids Who Commit Adult Crimes: Serious Criminality by Juvenile Offenders, P 107-113, 2002, R. Barri Flowers, -- See NCJ-197664)", Office of Justice Programs, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د SecureTeen (23/7/2017), "Juvenile Delinquency: What Makes Teens Commit Crimes?", SecureTeen, Retrieved 20/1/2022. Edited.