سبب نزول سورة الأنبياء

صورة مقال سبب نزول سورة الأنبياء

سورة الأنبياء

  • تعدّ سورة الأنبياء إحدى السور المُجمع على كونها مكية، ويبلغ عدد آياتها وفق العدد الكوفي مئة واثنتا عشرة، ووفق العدد البصري مئة وإحدى عشرة، وترتيبها وفق الرسم القرآني فهي السورة الحادية والعشرون، أمّا ترتيبها وفق ترتيب نزول السور فهي السورة الحادية والسبعون، حيث نزلت بعد سورة السجدة وقبل سورة النحل.[١][٢][٣]
وقد سمّيت سورة الأنبياء بهذا الاسم لأنّه قد ذُكر فيها اسم ستة عشر نبياً وهذا أمر لم يكن لغيرها من سور القرآن الكريم سوى سورة الأنعام التي ذُكر فيها اسم ثمانية عشر نبياً، إلّا أنّ سورة الأنبياء قد سبقتها بالتسمية لكونها قد نزلت قبلها، ولأنّ سورة الأنعام قد اختصت بذكر أحكام الأنعام فكان ذلك أوجب لتسميتها بسورة الأنعام.[١][٢][٣]
  • وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ سورة الأنبياء لا يُعرف لها اسم غير هذا وهو ما قد سمّاها به السلف حيث ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي).[٤][٣]

سبب نزول سورة الأنبياء

  • لم يذكر علماء التفسير المنشغلين بأسباب النزول كالإمام الواحدي سببٌ لنزول سورة الأنبياء كاملة، وإنما ذكر سبب نزول قول الله -تعالى- من سورة الأنبياء: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَـئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)،[٥] حيث ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه عندما نزل قول الله -تعالى- من سورة الأنبياء: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ).[٦][٧]
صَعُب ذلك على قريش وشٌقّ عليهم فقالوا: إنّ محمدا يشتم آلهتنا، فغضبوا لذلك أشدّ الغضب، فجاء إليهم ابن الزبعرى وأخبروه بالأمر، فطلب لقاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ قال له: يَا مُحَمَّدُ هَذَا شَيْءٌ لِآلِهَتِنَا خَاصَّةً أَوْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّه؟ فأجابه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ ذلك لكل من عُبد من دون الله -تعالى-.[٧]
  • ففرح ابن الزبعرى بالإجابة، وأخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه يزعم أنّ الملائكة عباد صالحون وبني مليح يعبدونها، وعيسى عبد صالح والنصارى يعبدونه، وعزير عبد صالح واليهود يعبدونه، لذا فإنّ الآية الكريمة بلا شكّ تشمل الملائكة، وعيسى -عليه السلام-، وعزير لكونهم ممّا يُعبد من دون الله -تعالى-، فأنزل الله -تعالى- قوله: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى)[٥] أي الملائكة، وعيسى -عليه السلام-، والعزير، (أُولَـئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ).[٥][٧]

فضل سورة الأنبياء

ثبت في فضل سورة الأنبياء عدّة أحاديث صحيحة ومنها ما يأتي:[٨]

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له).[٩]
  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ ، أو بلاءٌ ، مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه ؟ دُعاءُ ذي النونِ : لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 3421. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 5-6. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الرحمن بن يزيد، الصفحة أو الرقم:4739 ، صحيح.
  5. ^ أ ب ت سورة الانبياء، آية:101
  6. سورة الأنبياء، آية:98
  7. ^ أ ب ت الواحدي، أسباب النزول، صفحة 305-306. بتصرّف.
  8. "مقاصد سورة الأنبياء"، إسلام ويب، 4-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2022. بتصرّف.
  9. رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3505 ، صحيح.
  10. رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2605 ، صحيح.
للأعلى للأسفل