محتويات

ما هي الأشهر الحرم؟
ورد ذكر الأشهر الحرم في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي أربعة أشهر من بين اثني عشر شهراً في السنة، كما جاء في قول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ).[١] وتتمثّل الأشهر الحُرم في شهر ذي القعدة وذي الحجة ومحرّم ورجب، وقد ورد ذكرها في ما أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ، مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ).[٢][٣]
ما فضل الأشهر الحرم؟
إنّ للأشهر الحرم فضائل عديدةٌ دلّت عليها آياتٌ من كتاب الله تعالى وأحاديث عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وآتيًا بيانٌ لهذه الفضائل.
أقسم الله تعالى بها
أقسم الله تعالى بالعشر الأولى من ذي الحِجّة أحد الأشهر الحُرم، في قوله تعالى: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،[٤] وما ذلك إلّا تشريفاً وتعظيماً لها؛ فالله تعالى لا يُقسم إلا بعظيم.[٥]
مضاعفة الأجر والثواب فيها
أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الأيام العشر من ذي الحجّة -وهي ضمن الأشهر الحُرُم- أفضل الأيام، وأنّ ثواب العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).[٦][٥]
أداء أعمال الحجّ في الأشهر الحُرُم
فضّل الله تعالى الأشهر الحُرُم على غيرها من الأشهر بأن جعل أداء أعمال الحجّ فيها، وتحديداً في شهر ذي الحجّة، قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)،[٧] والأشهر المعلومات المذكورة في الآية السابقة هي: شوّال وذو القعدة وذو الحجّة كما فسّرها ابن عمر -رضي الله عنهما-.[٥]
تفضيل الصيام فيها بعد رمضان
خصّ الله تعالى الصيام في شهر محرّم بفضلٍ كبير؛ فجعله في الفضل بعد صيام شهر رمضان المبارك، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ).[٨][٥]
تحريم الظلم وتعظيم الذنوب فيها
كما أنّ أجر الطاعات في الأشهر الحرم أعظم؛ فإنّ الذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم من الذنوب في غيرها؛ لأنّ الإثم والذنب فيها آكد وأبلغ، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم...)،[١]فالظلم -على سبيل المثال- في الأشهر الحُرم أشدّ وأعظم إثمًا ووزرًا من الظلم في غيرها من الأشهر، مع الإشارة إلى أنّ الظلم محرّمٌ في كلّ الشهور، إلّا أنّه أشدّ تحريماً في الأشهر الحُرُم؛ تعظيماً وتشريفاً لها وفضلاً.[٥][٩]
أعظم الأيام في الأشهر الحُرُم
فُضّلت الأشهر الحُرم على غيرها من الأشهر بأن جُعلت فيها أفضل الأيام؛ ففيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم القرّ وأيام التشريق الثلاثة، وتلك الأيام من أعظم الأيام عند الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ، ثم يومُ القُرِّ)،[١٠] ومن فضائلها أيضًا أنّ فيها يوم عاشوراء؛ وهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى -عليه السلام- ومن آمن معه من الغرق، وقد ضاعف الله أجر صيامه، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ يومِ عَرَفةَ يُكفِّرُ سَنتَينِ؛ ماضيةً ومُستقبَلةً، وصَومُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً ماضيةً).[١١][٥]
المراجع
- ^ أ ب سورة التوبة، آية:36
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:4662، صحيح.
- ↑ "الأشهر الحرم... تعريفها... ومضاعفة الثواب والعقاب فيها"، إسلام ويب، 3/4/2002، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2024. بتصرّف.
- ↑ سورة الفجر، آية:1-2
- ^ أ ب ت ث ج ح أمين بن عبدالله الشقاوي (7/10/2017)، "ما هي الأشهر الحرم وما فضلها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2024. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:757، صححه الألباني.
- ↑ سورة البقرة، آية:197
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
- ↑ "الأشهر الحُرم.. أَحْكَامٌ وحِكَم"، طريق الإسلام، 21/2/2021، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2024. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم:1064، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم:3806، صحيح.
ملخص المقال
خصّ الله تعالى بعض الأزمنة بفضلٍ أعظم، ومنها الأشهر الحرم التي ورد ذكرها في القرآن والسنة، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب، وتتميز هذه الأشهر بفضائل عديدة، منها: أنّ الله تعالى قد أقسم بها في كتابه، مضاعفة الأجر والثواب فيها، وأنّ فيها تؤدّى مناسك الحج، وللصيام فيها فضل بعد فضل صيام رمضان، والظلم وسائر الذنوب فيها أشد وأعظم إثمًا، وتضمّنها لأيّام عظيمة مثل يوم عرفة ويوم عاشوراء.
أسئلة شائعة
سمّيت الأشهر الحرم بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى حرّم القتال فيها، وحتى أنّ العرب في الجاهلية كانوا يعظّمونها وينتهون عن القتال فيها.[12]
يُستحب في الأشهر الحرم فعل كلّ القربات والطاعات؛ لمضاعفة ثواب العمل الصالح في هذه الأيام، ومن الأعمال الصالحة المستحبّة في هذه الأشهر: الإكثار من ذكر الله تعالى، والصيام، وأداء مناسك الحجّ والعمرة، والامتناع عن المعاصي والآثام.[13]
إنّ الأشهر الحرم جميعها مباركةٌ وعظيمة الفضل عند الله تعالى، إلا أنّ العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أفضل من سائر أيام السنة على الإطلاق؛ ففيها يوم عرفة.[14]