فن الكتابة في العصر المملوكي

فن الكتابة في العصر المملوكي

فن الكتابة في العصر المملوكي

العوامل التي ساعدت على ظهور فن الكتابة في العصر المملوكي

ظهرت العديد العوامل التي ساعدت على تطور وظهور فن الكتابة، فتوسّع الدولة المملوكية كان له أثر كبير وبالإضافة إلى الفتوحات التي حصلت في العهد المملوكي التي ساعدت على توسع الدولة المملوكية، وأدى هذا إلى زيادة الوظائف في الدولة المملوكية ومنها الوظائف التي احتوت على الكتابة مثل وظائف كتابة الرسائل التي شاعت في ذلك الوقت.[١]

وبما أنّ الدولة المملوكية بدأت بالتوسّع أصبحت الحاجة ماسة إلى وجود الدواوين بأنواعها المختلفة فمنها دواوين الجيش والدواوين الخاصة بأموال وخزينة الدولة، وكانت الدواوين يتم كتابتها من خلال الرسائل مثل: الرسائل الإخوانية، والرسائل الديوانية لهذا شاع استخدام الكتابة بطريقة أوسع في العصر المملوكي.[٢]

وكثرت العلاقات بين الدولة المملوكية مع الدول المجاورة، وظهرت الحاجة أكثر إلى كتابة الخطابات بين الملوك والسلاطين بالإضافة إلى تبادل الهدايا فيما بينهم، ونال الكتاب بمختلف مجالات الكتابة مكانة مرموقة في المجتمع في العصر المملوكي لذلك بدأ التنافس فيما بينهم على تحسين جودة الكتابة لنيل وظائف كتابة الرسائل المرموقة.[٣]

وظهرت العديد من المناسبات الاجتماعية التي تطلب من خلال هذه المناسبة الكتابة مثل ولادة طفل جديد لأحد الخلفاء، والرجوع من الحج أو العمرة، وعند الزواج أيضًا كانت تكتب العديد من رسائل التهنئة بالإضافة إلى الحاجة لكتابة رسائل في العزاء والخلافات والمشاحنات بين الأفراد للصلح فيما بينهم.[٤]

أثر فن الكتابة في سياسة الدولة المملوكية

اتبع المماليك سياسة نشر المدارس ودار العلم لنشر فن الكتابة وعملوا على استدعاء العديد من العلماء والفقهاء إلى الدولة المملوكية للمساعدة في تطور العلم والكتابة في المدارس، وكان العديد من العلماء من مدينة مصر يأتون وهم في جعبتهم موسوعات كبيرة من العلم بالإضافة إلى زحف العديد من العلماء من الأندلس إلى دولة المماليك.[٥]

وعرف عن مصر في ذلك الزمان أنها مليئة بالعلم ووجود المكتبات والعديد من العلماء الذين بالطبع يجيدون الكتابة فكان العديد منهم ما يأتي بعلمه إلى دولة المماليك وكانت هذه سياسة لتطور الكتاب والعلم اتبعتها الدولة المملوكية، وقام الظاهر بيبرس ببناء مكتبة عظيمة ضمت خزائن كاملة للكتب ومنها الكتب التي ورثوها من العصر الأيوبي.[٦]

واتبع السلاطين في العهد المملوكي جميعهم سياسة الاهتمام بالعلم فقام العديد منهم بإنشاء المكتبات والمدارس، وكان العديد من الحكام يصرفون راتبًا شهريًا للعلماء مقابل تعلميهم الطلبة الكتابة والقراءة والعديد من العلوم المختلفة واشتهرت العديد من العلوم منها علوم القرآن وعلوم الحديث النبوي الشريف [٧]

حركة الكتابة والتأليف في العصر المملوكي

لعبت حركة التأليف دورًا كبير في العصر المملوكي وكانت حركة التأليف هي الحركة الواصلة بين الماضي والحاضر وساعدت على ظهور العديد من الكتب بمختلف المجالات واشتهر العديد من العلماء في كتابتهم للكتب المتنوعة ومن هؤلاء العلماء: الجلال السيوطي، وابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، وصلاح الدين الصفدي.[٨]

وظهرت العديد من الكتب التي كانت ثمرة نتاج العلماء في مختلف مجالات الكتابة مثل الكتاب الذي قام العالم النووي بتأليف وهو كتاب المجموع ووضع العالم النووي هذا الكتاب في علوم الفقه، بالإضافة إلى كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني، وكتاب للعالم ابن خلدون وهو كتاب مقدمة ابن خلدون وتمت كتابة هذا الكتاب في علم الاجتماع.[٩]

أما عن اللغة الذي كان يستخدمها المماليك في ذلك الزمن فهي اللغة التركية، أو اللغة الجركسية ولأنّ هذه اللغة هي اللغة الأصل للطبقة الحاكمة، أما عن الطبقة الشعبية فاستعملوا في الكتابة والقراءة اللغة العربية الفصيحة التي تم توارثها من قبل الأجداد قديمًا بالإضافة إلى مزج اللغة العربية الفصيحة مع اللفة التركية أو اللغة الجركسية.[١٠]

الكتابة وأشهر الكتاب في العصر المملوكي

نضجت الكتابة في العصر المملوكي وأيعنت ودرات مواضيع الكتابة حول العديد من أخلاق وصفات العرب قديمًا وحتى في العصر الملوكي مثل الكرم والشجاعة، وكانت الكتابة هي الوسيلة الوحيدة في العصر المملوكي الذي استطاع من خلالها الحكّام الأعاجم التحدث والتواصل مع كافة شعبهم وفي كافة أنحاء البلاد، وكانت تستخدم اللغة العربية بين العامة.[١١]

وظهر العديد من الكتاب في العصر المملوكي الذي عرفوا واشتهروا ومنهم القاضي محي الدين بن فتح الدين بن الظاهر وهو أول من لقب بكاتب السر وقام المنصور بإعطائه هذا اللقلب وعرف عنه أنهم من أفضل الكتاب إذ لبث في منصبه لمدة ثلاثين عامًا.

المراجع

  1. كاتب غير محدد، كتاب فن الرسائل في العصر المملوكي، صفحة 31.
  2. كاتب غير محدد، كتاب الرسائل في العصر المملوكي، صفحة 31.
  3. كاتب غير محدد، كتاب الرسائل في العصر المملوكي، صفحة 32.
  4. كاتب غير محدد، كتاب فن الرسائل في العصر المملوكي، صفحة 33.
  5. كاتب غير محدد، كتاب الادب في العصر المملوكي، صفحة 106_107.
  6. كاتب غير محدد، كتاب الادب في العصر المملوكي، صفحة 109.
  7. كاتب غير محدد، كتاب الادب في العصر المملوكي، صفحة 110.
  8. كاتب غير محدد، كتاب الادب العربي، صفحة 23.
  9. كاتب غير محدد، كتاب الادب العربي وتاريخه في عصر المماليك وعصر العثمانيين والعصر الحديث، صفحة 24.
  10. كاتب غير محدد، كتاب الادب العربي وتاريخه في العصر المملوكي والعثماني والعصر الحديث، صفحة 27.
  11. كاتب غير محدد، كتاب الادب العربي وتاريخه في عصر المماليك والعثمانيين والعصر الحديث، صفحة 33.
7 مشاهدة
للأعلى للأسفل