مراتب الحب عند ابن حزم

مراتب الحب عند ابن حزم

مراتب الحب عند ابن حزم وأنواعه

كتبَ ابن حزم في كتابه طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف تعريفًا للحبّ فقال: "الحبّ - أعزّك الله - أوله هَزل وآخره جِد، دقّت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة".[١]

تعددت ضروب المحبة عند ابن حزم، فقد جعل أعلاها محبة المتحابين في الله عز وجلّ لاتفاقهم على طاعة بينهما، ثم محبة القرابة، ومحبة الأُلفة والاشتراك في المطالب والغايات، ومحبة التصاحب والمعرفة، ثم محبة البرّ يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه أو مال عند المحبوب، ومحبة المتحابين لسرّ يجمعهما، ومحبة بلوغ الحاجة وقضائها، ومحبة العشق.[٢]

ويذكر ابن حزم درجات المحبة في رسالته (مداواة النفوس) وهي خمسة؛ أولها الاستحسان، وهو أن يستحسن المحبّ صورة المحبوب أو أخلاقه، ثم الإعجاب ثم الألفة، ثم الكلف وهو أن يظل المحب مشغولًا بالمحبوب ويسمى العشق أيضًا، ثم الشغف وفيه يمتنع المحب من أجل تفكيره بالمحبوب عن الطعام والشراب إلا القدر اليسير.[٣]

الهدف من الحب عند ابن حزم

يرى ابن حزم وهو الإمام الفقيه أنّ الغاية من الحبّ غاية عفيفة، وهي الزواج الذي يعدّ مقصدًا شرعيًّا وفيه تتحقق السعادة، وما دون ذلك فهي عبارة عن أفعال غير أخلاقية، فالحبّ كما يرى نمطًا إنسانيًّا رفيعًا ورابطة وثيقة يُنظمها الدين.[٤]

ويرى ابن حزم أنّ الأصل في الحبّ التعفف ويرفض الحبّ العذري وغيره، ويدعو في كتابه (طوق الحمامة) إلى ترك المعاصي وما يُقرّب إليها، ويُحذّر من الزنا والوقوع فيه وهو بذلك يعكس بُعدًا دينيًّا وأخلاقيًّا إذ غلبت الصبغة الدينية على طبعِهِ وكتابتهِ وليس بالغريب على فقيه وفيلسوف - كما عدّه بعضهم - مثله.[٤]

علامات الحب عند ابن حزم

ذكر ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة) علامات كثيرة للحبّ، أوّلها: إدمان النظر، ومنها الإقبال بالحديث، والإسراع في السير بالمكان الذي يكون فيه المحبوب والتعمد للقرب منه، ومنها بَهْت يقع وروعة تبدو على المحبّ عند رؤية من يشبه محبوبه، ومنها أن يجود المرء بكل ما يستطيع من أجل محبوبه.[١]

أبواب الحب وآفاته عند ابن حزم

يرى ابن حزم أنّه لا بد أن يكون لكلّ حبّ سبب، وهذه الأسباب عنده متعددة وقد قسمها أبوابًا في كتابه (طوق الحمامة)، يمكن توضيح بعضها كما يأتي:[١]

  1. باب من أحبّ في النوم.
  2. باب من أحبّ بالوصف.
  3. باب من أحبّ من نظرة واحدة.
  4. باب من لا يحبّ إلا مع المطاولة.
  5. باب من أحب صفة ولم يستحسن غيرها.


كما يرى ابن حزم أنّه لا بد أن تكون لكل حبّ آفة، ومن هذه الآفات ما ذكرها في كتابه وهي أبواب منها ما يأتي ذكره:[١]

  1. باب العاذل.
  2. باب الرقيب.
  3. باب الواشي.
  4. باب الهجر.
  5. باب البين.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث علي ابن حزم الأندلسي، طوق الحمامة في الألفة والألاف، صفحة 4. بتصرّف.
  2. علي ابن حزم الأندلسي، طوق الحمامة في الألفة والألاف، صفحة 7. بتصرّف.
  3. دإحسان عباس، رسائل ابن حزم الأندلسي، صفحة 58. بتصرّف.
  4. ^ أ ب دحنان سعادات عودة، فلسفة ابن حزم في الحب ما بين التقليد والتجديد، صفحة 20. بتصرّف.
7200 مشاهدة
للأعلى للأسفل