محتويات

قصيدة قولي أحبّك
- قولي أحبّك
- كي تزيد وسامتي
- فبغير حبّك لا أكون جميلا
- قولي أحبّك كي تصير أصابعي
- ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا
- الآن قوليها ولا تتردّدي بعض الهوى
- لا يقبل التّأجيلا
- سأغيّر التّقويم لو أحببتِني
- أمحو فصولا أو أضيف فصولا
- وسينتهي العصر القديم على يديّ
- وأقيم عاصمة النّساء بديلا
- ملك أنا لو تُصبحين حبيبتي
- أغزو الشّموس مراكباً وخيولا
- لا تخجلي منّي فهذه فرصتي
- لأكون بين العاشقين رسولا
قصيدة حبيبتي والمطر
- أخاف أن تمطر الدّنيا ولستِ معي
- فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
- كان الشّتاء يغطيني بمعطفه
- فلا أفكّر في برد ولا ضجر
- كانت الرّيح تعوي خلف نافذتي
- فتهمسين تمسك هاهنا شعري
- والآن اجلس والأمطار تجلدني
- على ذراعي، على وجهي، على ظهري
- فمن يدافع عني يا مسافرة
- مثل اليّمامة بين العين و البصر
- كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
- وأنت في القلب مثل النّقش في الحجر
قصيدة قارئة الفنجان
- جَلَسَت والخوفُ بعينيها
- تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
- قالت:
- يا ولدي.. لا تَحزَن
- فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
- يا ولدي،
- قد ماتَ شهيداً
- من ماتَ على دينِ المحبوب
- فنجانك دنيا مرعبةٌ
- وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
- ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
- وتموتُ كثيراً يا ولدي
- وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
- وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
- بحياتك يا ولدي امرأةٌ
- عيناها، سبحانَ المعبود
- فمُها مرسومٌ كالعنقود
- ضحكتُها موسيقى و ورود
- لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
- وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
- فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
- نائمةٌ في قصرٍ مرصود
- والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
- وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
- وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
- من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
- من يطلبُ يَدَها..
- من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
- من حاولَ فكَّ ضفائرها..
- يا ولدي..
- مفقودٌ.. مفقود
- بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
- لكنّي.. لم أقرأ أبداً
- فنجاناً يشبهُ فنجانك
- لم أعرف أبداً يا ولدي..
- أحزاناً تشبهُ أحزانك
- مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
- في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
- وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
- وتظلَّ حزيناً كالصّفصاف
- مقدوركَ أن تمضي أبداً..
- في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
- وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
- وترجعُ كالملكِ المخلوع..
قصيدة حقائب الدّموع البكاء
- إذا أتى الشّتاء..
- وحركت رياحه ستائري
- أحس يا صديقتي
- بحاجة إلى البكاء
- على ذراعيك..
- على دفاتري..
- إذا أتى الّشتاء
- وانقطعت عندلة العنادل
- وأصبحت ..
- كل العصافير بلا منازل
- يبتدئ النّزيف في قلبي .. وفي أناملي.
- كأنّما الأمطار في السّماء
- تهطل يا صديقتي في داخلي..
- عندئذ .. يغمرني
- شوق طفولي إلى البكاء ..
- على حرير شعرك الطّويل كالسّنابل..
- كمركب أرهقه العياء
- كطائر مهاجر..
- يبحث عن نافذة تضاء
- يبحث عن سقف له ..
- في عتمة الجدائل ..
- إذا أتى الشّتاء..
- واغتال ما في الحقل من طيوب..
- وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
- يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
- يأتي كطفل شاحب غريب
- مبلّل الخدّين والرّداء..
- وأفتح الباب لهذا الزّائر الحبيب
- أمنحه السّرير .. والغطاء
- أمنحه .. جميع ما يشاء
- من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
- وكيف جاء؟
- يحمل لي في يده..
- زنابقا رائعة الشّحوب
- يحمل لي ..
- حقائب الدّموع والبكاء..
قصيدة رسائل من سيّدة حاقدة
- لا تدخُلي!
- وسددتَ في وجهي الطّريق بمرفقيكَ … وزعمتَ لي …
- أنّ الرّفاق أتوا إليك … أهُمُ الرّفاق أتوا إليك
- أم أن سيدةً لديك … تحتلُّ بعدي ساعديك ؟
- وصرختُ محتدماً: قفي! والريحُ … تمضغُ معطفي …
- والذّل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسّف
- أنا لستُ آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي
- قلبي الذي لم تعرِفِ … ماذا لو أنّكَ يا دني … أخبرتني
- أنّي انتهى أمري لديكَ … فجميعُ ما وشوشتني
- أيامَ كنتَ تحبنيَ … من أنّني …
- بيتُ الفراشةِ مسكني … وغدي انفراطُ السّوسنِ
- أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني …
- لا تعتذر …
- فالإثمُ … يحصدُ حاجبيكَ وخطوط أحمرها تصيحُ بوجنتيك
- ورباطُكَ … المشدوه … يفضحُ
- ما لديكَ … ومن لديكَ
- يا من وقفتُ دمي عليكَ
- وذللتنيَ ونفضتني
- كذبابةٍ عن عارضيك
- ودعوتُ سيدةً إليكَ ………… وأهنتني
- من بعد ما كنتُ الضّياء بناظريك …
- إني أراها في جوار الموقدِ … أخذت هُنالك مقعدي …
- في الرّكن … ذات المقـعدِ …
- وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذاتَ اليدِ …
- سترددُ القصص التي أسمعتني …
- ولسوف تخبرها بما أخبرتني …
- وسترفع الكأس التي جرّعتني …
- كأساً بها سممتني
- حتّى إذا عادت إليكُ … لتروُد موعدها الهني …
- أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …
- وأضعت رونقها كما ضيّعتني …
قصيدة أيظنّ
- أيظنّ أنّي لعبة بيديه؟
- أنا لا أفكّر في الرّجوع إليه
- اليوم عاد كأنّ شيئاً لم يكن
- وبراءة الأطفال في عينيه
- ليقول لي: إنّي رفيقة دربه
- وبأنّني الحبّ الوحيد لديه
- حمل الزّهور إليّ .. كيف أرده
- وصباي مرسوم على شفتيه
- ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
- كيف التجأت أنا إلى زنديه
- خبّأت رأسي عنده .. وكأنّني
- طفل أعادوه إلى أبويه
- حتّى فساتيني التي أهملتها
- فرحت به .. رقصت على قدميه
- سامحته .. وسألت عن أخباره
- وبكيت ساعات على كتفيه
- وبدون أن أدري تركت له يدي
- لتنام كالعصفور بين يديه ..
- ونسيت حقدي كلّه في لحظة
- من قال إني قد حقدت عليه؟
- كم قلت إنّي غير عائدة له
- ورجعت .. ما أحلى الرّجوع إليه ..
قصيدة شؤون صغيرة
- تمرّ بها أنت .. دون التفات
- تساوي لدّي حياتي
- جميع حياتي..
- حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
- أعمّر منها قصور
- وأحيا عليها شهور
- وأغزل منها حكايا كثيرة
- وألف سماءٍ..
- وألف جزيرة..
- شؤون ..
- شؤونك تلك الصّغيرة
- فحين تدخن أجثو أمامك
- كقطّتك الطّيبة
- وكلّي أمان
- ألاحق مزهوّة معجبة
- خيوط الدّخان
- توزّعها في زوايا المكان
- دوائر.. دوائر
- وترحل في آخر اللّيل عنّي
- كنجم، كطيب مهاجر
- وتتركني يا صديق حياتي
- لرائحة التّبغ والذّكريات
- وأبقى أنا ..
- في صقيع انفرادي
- وزادي أنا .. كلّ زادي
- حطام السّجائر
- وصحناً .. يضم رماداً
- يضّم رمادي..
- وحين أكون مريضة
- وتحمل أزهارك الغالية
- صديقي.. إليّ
وتجعل بين يديك يديّ
- يعود لي اللّون والعافية
- وتلتصق الشّمس في وجنتي
- وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
- وأنت ترد غطائي عليّ
- وتجعل رأسي فوق الوسادة..
- تمنّيت كلّ التّمني
- صديقي .. لو أنّي
- أظلّ .. أظلّ عليلة
- لتسأل عنّي
- لتحمل لي كل يوم
- وروداً جميلة..
- وإن رنَّ في بيتنا الهاتف
- إليه أطير
- أنا .. يا صديقي الأثير
- بفرحة طفل صغير
- بشوق سنونوّة شاردة
- وأحتضن الآلة الجامدة
- وأعصر أسلاكها الباردة
- وأنتظر الصوت ..
- صوتك يهمي علي
- دفيئاً .. مليئاً .. قويّ
- كصوت نبيّ
- كصوت ارتطام النّجوم
- كصوت سقوط الحليّ
- وأبكي .. وأبكي ..
- لأنّك فكرت في
- لأنّك من شرفات الغيوب
- هتفت إلي..
- ويوم أجيء إليك
- لكي أستعير كتاب
- لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
- تمدّ أصابعك المتعبة
- إلى المكتبة..
- وأبقى أنا .. في ضباب الضّباب
- كأنّي سؤال بغير جواب..
- أحدّق فيك وفي المكتبة
- كما تفعل القطّة الطّيبة
- تراك اكتشفت؟
- تراك عرفت؟
- بأنّي جئت لغير الكتاب
- وأنّي لست سوى كاذبة؟
- وأمضى سريعاً إلى مخدعي
- أضم الكتاب إلى أضلعي
- كأنّي حملت الوجود معي
- وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي السّتور
- وأنبش بين السّطور .. وخلف السّطور
- وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
- وراء نقاط تدور
- ورأسي يدور ..
- كأنّي عصفورة جائعة
- تفتّش عن فضلات البذور
- لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
- تركت بإحدى الزّوايا ..
- عبارة حبّ قصيرة ..
- جُنينة شوق صغيرة
- لعلك بين الصّحائف خبأت شيا
- سلاماً صغيراً.. يُعيد السّلام إليّا ..
- وحين نكون معاً في الطّريق
- وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
- أحسّ أنا يا صديق ..
- بشيء عميق
- بشيء يشابه طعم الحريق
- على مرفقي ..
- وأرفع كفّي نحو السّماء
- لتجعل دربي بغير انتهاء
- وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع
- لكي يستمرّ ضياعي
- وحين أعود مساءً إلى غرفتي
- وأنزع عن كتفي الرّداء
- أحسّ - وما أنت في غرفتي -
- بأنّ يديك
- تلفّان في رحمة مرفقي
- وأبقى لأعبد يا مُرهقي
- مكان أصابعك الدّافئات
- على كمّ فستانيَ الأزرقِ ..
- وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
- كأنّ ذراعيَ ليست ذراعي..
X