الإمام الشافعي

صورة مقال الإمام الشافعي

من هو الإمام الشافعي؟

اسم الإمام الشافعي ونسبه

الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي الشافعي؛ حيث يشترك في نسبه مع النبي -عليه الصلاة والسلام-.[١]


مولد الإمام الشافعي ونشأته

وُلد الإمام الشافعي في غزة عام 150 هـ، ومات أبوه في طفولته فنشأ يتيمًا، ربّته أمه فاطمة بنت عبدالله الأزدية، التي انتقل إلى مكة وهو ابن عامين، فتعلّم الرماية منذ طفولته حتى أنه فاق أقرانه، وقد تعلّم الشافعي اللغة العربية والشعر، وبرع فيهما وتقدم، وحفظ القرآن الكريم وعمره سبع سنوات، ثم درس الفقه وأحبّه، إلى أن تفوّق على أهل زمانه فيه.[١][٢]


رحلة الإمام الشافعي في طلب العلم

ارتحل الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة وهو في العشرين من عمره، وقد كان في ذلك الحين مُفتيًا مُؤهلاً للإمامة، وكان قد حفظ موطأ الإمام مالك، وضبط قواعد السنة، وفهم مقاصدها وعلم الناسخ والمنسوخ منها، وقد ضبط قواعد القياس والموازين، وفي رحلته تلقّى العلم على يد شيوخ كثر متفرقين في بلاد مختلفة، وأخذ عنهم في أثناء ترحاله، حيث ارتحل إلى اليمن وبغداد مرتين وأسّس مذهبه، وارتحل إلى مصر، وبقي فيها عدة سنوات إلى أن توفي.[١][٣]

ومن الشيوخ الذين تلقى الإمام الشافعي العلم عنهم في مكة: سفيان بن عيينة، مسلم بن خالد الزنجى، سعيد بن سالم القداح، داود بن عبد الرحمن العطار، وعبد الحميد بن عبد العزيز بن زواد، ومن شيوخه في المدينة الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، كما تلقى الإمام الشافعي العلم على يد غيرهم من المشايخ في اليمن والعراق.[١][٣]


منجزات الإمام الشافعي العلمية

أسس الإمام الشافعي مذهبًا خاصًا عُرف بالمذهب الشافعي؛ فبعد أن أقام في بغداد مدةً طويلة درس فيها كتب محمد بن الحسن الشيباني، وناظر أهل الرأي وجادلهم، ودرس آراء الإمام مالك الفقهية، أراد أن يخرج للناس بمذهب يجمع فقه أهل العراق وأهل المدينة، وقد دوّن مذهبه في ثلاثة بلدان على ثلاث مراحل، وهذه البلدان على الترتيب هي: مكة المكرمة وكان له حلقة علم في المسجد الحرام، ثم بغداد بعد أن سافر إليها للمرة الثانية، ثم ارتحل إلى مصر، وفي كل بلد كان له تلاميذه الذين تلقّوا العلم على يديه.[٤]


وحين ذهب الإمام الشافعي إلى مصر عام 199 هـ كانت آراؤه قد نضجت، وزادت خبرته، واختبر العمل بمذهبه، بالإضافة إلى معاينته لعادات وأعراف في مصر لم يكن يعرفها؛ مما أدى إلى تكوين آراء جديدة لديه ورجوعه عن بعض آرائه الفقهية القديمة، ويمكن تلخيص أبرز إنجازات الإمام الشافعي العلمية في الآتي:[١][٤]

  • يُعتبر مؤسس علم أصل الفقه؛ حيث كان الإمام الشافعي أول من ألّف في علم أصول الفقه في كتابه الرسالة.
  • صاحب مذهب فقهي يعتبر أحد المذاهب الفقهية الأربعة.
  • تتلمذ على يديه عدد من التلاميذ الذين لازموه لأخذ العلم منه، ومنهم: الإمام أحمد بن حنبل، أبو بكر الحميدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد العباسي، وأبو بكر محمد بن إدريس، وأبو الوليد موسى بن أبي الجارود، والحسن الصباح الزعفراني.
  • صنّف العديد من المصنفات والمؤلفات في الفقه وأصوله والقرآن والحديث والشعر وغيرها، ومن مؤلفات الإمام الشافعي: كتاب الأم، جماع العلم، إبطال الاستحسان، وكتاب أحكام القرآن.[٥]
  • روى عنه الحديثَ كثيرون، وجمعت الأحاديث التي رواها في مسندٍ عُرف بمسند الشافعي.


الإمام الشافعي شاعر

برع الإمام الشافعي -رحمه الله- في نظم الشعر؛ فبالإضافة إلى سعة علمه والفقه وأصوله، فقد كان شاعرًا فصيحًا بليغًا، وامتازت أشعاره بتضمّنها للحِكم والمواعظ، ومن أشعار الشافعي: [٦]

اذا رمت أن تحيا سليما من الردى

ودينك موفور وعرضك صيّن

فلا ينطق منك اللسان بسوأة

فكلك سوءات وللناس ألسن

وعيناك إن أبدت إليك معايبًا

فدعها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

ودافع ولكن بالتي هي أحسن


صفات الإمام الشافعي ومناقبه

اتصف الإمام الشافعي بصفات ومناقبه عظيمة، وشهد له كثيرون بذلك، ومنهم من ألف مؤلفات في مناقبه، فقد كان صاحب علم وخلق، ومن صفاته ومناقبه:

  • الذكاء الشديد: كان الإمام الشافعي شديد الذكاء، وقيل فيه: "لو وُزن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم"، وقال المأمون عن الشافعي: "امتحنته في كل شيء فوجدته كاملاً"، وقد كان صافي العقل والذهن وسريع الفهم.[٧]
  • الفقه وغزارة العلم: كان الشافعي من أفقه الناس في كتاب الله والسنة النبوية، وقد قال أحمد بن حنبل عنه: "كان الفقه قفلًا على أهله، حتى فتحه الله بالشافعي"، كما كان الشافعي عالمًا متمكنًا في اللغة، واختلاف الناس، وعلم المعاني وغيرها.[٧]
  • الورع وتقوى الله تعالى.
  • التواضع والخضوع للحق وبذل النصح للعالم.[٨]
  • السخاء وحسن الخلق.[٩]
  • الفراسة والفطنة.[٩]


وفاة الإمام الشافعي

توفيّ الإمام الشافعي -رحمه الله- سنة 204هـ، في مصر وكان عمره أربعًا وخمسين سنة، بعد أن ارتحل إليها سنة 199هـ، وعاش فيها مدة خمس سنوات، ثم مرض واشتد عليه المرض وتوفي على إثره، ويُروى أنّ الإمام الشافعي سُئل عن حاله وهو في مرض موته: يا أبا عبد الله كيف أصبحت؟ فرفع رأسه، وقال: "أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مُفارقًا، ولسوء فعالي ملاقيًا، وعلى الله واردًا، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى وقال هذه الأبيات":[١٠]

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا من نحو عفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك

ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل

تجود وتعفو منة وتكرما

فإن تنتقم مني فلست بآيس

ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما

فلولاك لم يغو بإبليس عابد

فكيف وقد أغوى صفيك آدما

وإني لآتي الذنب أعلم قدره

وأعلم أن الله يعفو ترحّما


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 5-7. بتصرّف.
  2. أحمد الجوهري عبد الجواد (8/8/2024)، "أم الإمام الشافعي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2024. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد أبو زهرة، الشافعي حياته وعصره وآراؤه الفقهية، صفحة 35-41. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد أبو زهرة، الشافعي حياته وعصره وآراؤه الفقهية، صفحة 146-155. بتصرّف.
  5. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 57-60. بتصرّف.
  6. "من سيرة الإمام الشافعي"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن كثير، كتاب طبقات الشافعيين، صفحة -. بتصرّف.
  8. الرازي، آداب الشافعي ومناقبه، صفحة 67. بتصرّف.
  9. ^ أ ب الرازي، آداب الشافعي ومناقبه، صفحة 93-96. بتصرّف.
  10. ابن كثير، طبقات الشافعيين، صفحة 41-46. بتصرّف.

brief ملخص المقال

الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي، وُلد في غزة عام 150 هـ، ونشأ يتيمًا مع أمه التي نقلته إلى مكة، حيث تعلم الرماية واللغة العربية والشعر، وحفظ القرآن في سن السابعة، وارتحل في طلب العلم إلى المدينة واليمن وبغداد ومصر، وأسس مذهبه الفقهي، وهو أوّل من دوّن في علم أصول الفقه في كتابه الرسالة، وكان الشافعي أيضًا شاعرًا بليغًا وامتاز بصفات ومناقب عظيمة؛ فكان ذكيًا وعالمًا متوسعًا في الفقه واللغة، صاحب فراسة، وكان متواضعًا وخاضعًا للحق، وتوفي -رحمه الله- في مصر عام 204 هـ.

brief

faqأسئلة شائعة

  • توفي والد الشافعي وهو صغيرٌ؛ فرعته أمه، وأخذته من غزة إلى مكة؛ ليتعلم القرآن وعلوم اللغة والدين، ولم يكن معها مالٌ كافٍ لترسله إلى الكُتّاب، فأتت إلى معلم الكتّاب وطلبت منه أن يُحفّظ الشافعي القرآن مقابل أن يخدمه الشافعي، فوافق، وحفظ الإمام الشافعي القرآن الكريم صغيرًا.

  • يلتقي نسب الإمام الشافعي مع النبي -عليه الصلاة والسلام- عند جدهما عبد مناف.

  • تتلمذ على يد الإمام الشافعي كثيرون، ومن أشهرهم: الإمام أحمد بن حنبل، وإسماعيل بن يحيى المزني وهو من علماء المذهب الشافعي.

للأعلى للأسفل