محتويات

ما هو كليلة ودمنة؟
كليلة ودمنة أحد الأعمال الأدبية العالمية الشهيرة، وهو عبارةٌ عن مجموعة من القصص التي تدور على ألسنة الحيوانات، وكليلة ودمنة هما اسمان لثعلبين (ابني آوى) من أبطال القصص، ويرجع أصل كتاب كليلة ودمنة إلى الهند؛ حيث ألّفها الفيلسوف الهندي بيدبا لملك الهند: دبشاليم باللغة السينسكريتيه.
ثم ترجمها الطبيب الفارسي بَرْزَوَيه إلى البهلوية؛ وهي اللغة الفارسية القديمة بطلبٍ من كسرى فارس: أنوشيروان، وفي القرن الثاني الهجري زمن الدولة العباسية،[١][٢] ثم قام ابن المقفّع بترجمة كليلة ودمنة من الفارسية إلى العربية، مع تنسيقها وتحريرها والإضافة عليها لتناسب ظرفه وزمانه، وتُرجمة كليلة ودمنة بعدها إلى لغات عالمية عديدة كاليونانية والإيطالية والتركية وغيرها.[٣]
سبب تأليف كليلة ودمنة
تعددت الروايات حول سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة، فقيل إنّ تأليفها يرجع إلى أنّ الإسكندر الرومي كان يجول حول الملوك في الشرق والغرب ليخضعهم لسيطرته؛ فلما وصل إلى الهند سيطر عليها وجعل عليها ملكًا من أتباعه، وكان ظالمًا مستبدًا؛ فقام أهل الهند عليه وعزلوه، واختاروا بداله دبشاليم، وكان عادلًا مُهابًا، ثم بدأ يتسلط على شعبه ويظلمهم؛ فقرر بيدبا أن يتوجّه بالنصح إلى دبشاليم، فحبس بيدبا، وبعد فترة راجع الملك نفسه، وأخرج بيدبا من السجن وقرّبه من مجلسه، وكتب بيدبا كليلة ودمنة على ألسنة الحيوانات لنصح الملك بطريقة غير مباشرة.[٢]
وقيل إنّ كليلة ودمنة كتب لثلاثة من الأمراء الشباب دفعوا معلميهم وأباهم إلى اليأس منهم بسبب ما كانوا عليه، وخشي أبوهم من أن يصل إليهم الملك وهم ليسوا أهلًا له؛ فكلّف والد الأمراء وزيره الحكيم بالأمر؛ فألّف كتابًا على ألسنة الحيوانات والطيور يحوي في باطنه حكم ومواعظ ودروس عظيمة غيّرت حال الأمراء الثلاثة وأصلحته.[٤]
محتوى كليلة ودمنة
يُعتبر كليلة ودمنة من فنون الأدب التي تُعرف بمرايا الأمراء؛ لأنّها كانت تؤلف وتروى لهم، وهي مجموعةٌ من القصص على ألسنة الحيوانات والطيور، لكن المقصود منها الإنسان، وتم التمثيل بالحيوانات والطيور؛ كي لا يكون هناك إساءةٌ للملوك الذين كُتبت وقُدمت إليهم القصص،[٥] وهدفت هذه القصص القصيرة على ألسنة الحيوانات والطيور إلى إيصال معانٍ وأفكار وزرع قيم أخلاقية وإصلاحية للشؤون الاجتماعية والسياسية؛ فهي قصص مليئة بالحِكم والدروس المتعلقة بعلاقة الحاكم وشعبه.[٣]
تألفت كليلة ودمنة في نسختها العربية من مقدمة للكتاب، وباب بعثة برزويه إلى بلاد الهند، وباب لترجمة عبد الله بن المقفع، وباب روزيه ترجمة بزرجمهر بن البختكان، وأما القصص فهي خمس عشرة قصةً دارت بين الحيوانات، وهي مقسّمة إلى أبواب، وفيما يأتي ذكر أسمائها:[٦]
- باب الأسد والثور.
- باب الفحص عن أمر دمنة.
- باب الحمامة المطوقة.
- باب البوم والغربان.
- باب القرد والغيلم.
- باب الناسك وابن عرس.
- باب الجرذ والسنور.
- باب ابن الملك والطائر فنزة.
- باب الأسد والشغبر الناسك وهو ابن آوى.
- باب إيلاذ وبلاذ وايراخت.
- باب اللبوة والإسوار والشغبر.
- باب الناسك والضيف.
- باب السائح والصائغ.
- باب ابن الملك وأصحابه.
- باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين.
خصائص كليلة ودمنة ومميزاته
تميّز كتاب كليلة ودمنة وأسلوب السرد فيه بمجموعة من الخصائص، ومن خصائص كتاب كليلة ودمنة ومميزاته ما يأتي:[٧]
- اعتماد الأسلوب القصصي: حيث يتألف كليلة ودمنة من مجموعة من القصص، وتتبع القصة الأخرى.
- الشخوص في القصة من الحيوانات والطيور: اعتماد الحيوانات والطيور شخوصًا رئيسيين في قصص كليلة ودمنة، وهو ما يُميزها عن سائر القصص.
- سهولة اللغة ورشاقتها: لغة قصص كليلة ودمنة سهلةٌ، وتعتمد الحوار، مما يجعلها غير مملة للقارئ.
- ذكر الكثير من الحِكم والأمثال: امتازت قصص كليلة ودمنة بغناها بالأمثال والحِكم، وهي مفيدةٌ للقارئ، ويمكنه إسقاطها على واقعه وتجاربه.
- الحث على كثير من الفضائل والأخلاق: تضمّنت قصص كليلة ودمنة العديد من الفضائل كالكرم والصدق والوفاء والشجاعة والحث عليها، في مقابل ذم الرذائل والصفات السيئة.
مترجم كليلة ودمنة: عبد الله بن المقفّع
عبد الله بن المقفّع أحد الكتاب والشعراء، عاش في العصر العباسي وهو فارسي الأصل، وكان اسمه قبل إسلامه: روزبه بن داذويه، ولد في فارس وعاش في البصرة، وتوفي فيها، وكانت أبرز إنجازاته في ترجمة العديد من الكتب عن الفارسية، ومنها -بالإضافة إلى كليلة ودمنة- ما يلي:[٨]
- كتاب التاج في سيرة أنوشروان.
- كتاب نامه تنسر.
- كتاب الأدب الصغير، والأدب الكبير.
المراجع
- ↑ "KALILA AND DIMNA", encyclopedia. Edited.
- ^ أ ب عبد الله بن المقفّع، كليلة ودمنة، صفحة 9-31. بتصرّف.
- ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، الأدب المقارن، صفحة 253-262. بتصرّف.
- ↑ "A Journey of a Book: Kalila wa-Dimna", 1001inventions. Edited.
- ↑ "From Kalila and Dimna, The Crane and the Crab", bridging cultures muslim journeys. Edited.
- ↑ عبد الله بن المقفّع، كليلة ودمنة. بتصرّف.
- ↑ دكتور محمد فضل الله شريف، "كتاب "كليلة ودمنة" ميزاته وخصائصه وأهدافه"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ خديجة يوسف جعفر، "عبد الله بن المقفع وأشهر مؤلفاته"، قصة الإسلام. بتصرّف.
ملخص المقال
كليلة ودمنة هو عمل أدبي عالمي شهير يتألف من مجموعة قصص تدور على ألسنة الحيوانات، وألفه الفيلسوف الهندي بيدبا لملك الهند دبشاليم، وترجمه الطبيب الفارسي برزويه إلى البهلوية، ثم ترجمه عبد الله بن المقفع إلى العربية، وهدف كتاب كليلة ودمنة إلى تقديم نصائح وحكم بطريقة غير مباشرة، ويحتوي على قصص تهدف إلى إيصال معانٍ أخلاقية وإصلاحية، وتميز الكتاب بأسلوبه القصصي، وسهولة لغته، واعتماده على الحيوانات كشخصيات رئيسية، وتضمّنه للعديد من الحكم والأمثال، وحثّه على الفضائل والقيم.
أسئلة شائعة
كليلة ودمنة في أصله كتاب هندي كتبه الفيلسوف الهندي بيدبا، وترجمه إلى الفارسية القديمة الطبيب الفارسي بَرْزَوَيه، ثم ترجمه عن الفارسية إلى العربية عبد الله بن المقفّع.
سُمي كليلة ودمنة بهذا الاسم؛ لأنّ كليلة ودمنة من أبرز الشخوص الواردين في القصة ، وكليلة ودمنة هما ابنا آوى أو ثعلبين، أحدهما اسمه كليلة والآخر دمنة.
تُعتبر كليلة ودمنة بالقصص الواردة فيها غنيةً بالعبر والدروس التي يمكن للقارئ الاستفادة منها، ومن هذه العبر: ضرورة الامتثال بالأخلاق الكريم كالصدق والوفاء، والوحدة، كما أنّ فيها إشارات للحاكم في كيفية قيادة رعيته، وضرورة العدل والابتعاد عن الظلم، وغيرها من العبر القيمة.