.jpg)
نص الحديث
عن عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ -رضي الله عنه- يقولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فيه حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (إنَّكُمْ أكْثَرْتُمْ، وإنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن بَنَى مَسْجِدًا - قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ: يَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ).[١]
التعريف براوي الحديث
هو أبو عمرو، عثمان بن عفان الأموي القرشي، من السابقين للإسلام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، لقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي النورين، لأنّه تزوج ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- رقية -رضي الله عنها-، وبعد وفاتها تزوج ابنته أم كلثوم -رضي الله عنها-، وكان مُتّصفاً بصفة الحياء حتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنَّ الملائكة تستحي منه.[٢]
هاجر إلى الحبشة ومن ثم إلى المدينة، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وأمر في خلافته بنسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- معروفاً بالكرم، والبذل في سبيل الله -تعالى-، توفي يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعًا وثمانين سنة.[٢]
شرح الحديث
هذا حديث جليل يبين أهمية بناء المساجد وعظم أجرها عند الله -تعالى-، فلما أراد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- هدم المسجد النبوي وإعادة بنائه على وجهٍ أفضل، أنكر الناس عليه ذلك، لأنّ عثمان -رضي الله عنه- أراد إعادة بنائه بالأحجار المزركشة والجص، بعدما كان مبنياً باللبن والجريد.[٣]
وأخبرهم عثمان -رضي الله عنه- أنهم أكثروا عليه الكلام والإنكار، ولكن هو إنكار في غير محله، ثم استدل عليهم بهذا الحديث الذي يبين أنّه لا وجه لإنكارهم عليه، ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من بنى مسجدا لله"، أي من بنى مسجداً وهو المكان الذي تقام فيه الصلوات.[٣]
ويريد بذلك ابتغاء مرضاة الله -تعالى- وطلب ما عنده من الأجر والثواب، ولم يبنيه طلباً للرياء والسمعة والمدح، كان جزاءه من جنس عمله، فبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله - تعالى- يبني له بيتا في الجنة، وفي هذا كله دليل على أهمية إخلاص العبادات لله -تعالى-.[٣]
أهمية المساجد في حياة الناس
للمساجد أهمية عظيمة في حياة الناس ومن ذلك:[٤]
- أماكن يذكر فيها الله -تعالى- ويتقرب فيها العبد إلى الله -تعالى- بالصلاة والذكر والتعلم والتعليم والتربية الصالحة.
- المساجد مكان يجد فيه المسلم الطمأنينة والسكينة والراحة الدائمة، فهي أماكن ذكر لله تحفها الملائكة.
- المساجد هي أماكن تظهر فيها شعائر الله -تعالى-، وتعظيم شعائر الله -تعالى- من تقوى القلوب.
- المساجد أماكن يتم فيها إصلاح أحوال الناس، فيها يتلاقى المسلمون وفيه يجتمعون وتجتمع قلوبهم، يجتمع فيها الغني والفقير، والقوي والضعيف، والرئيس والمرؤوس، يصطفون صفاً واحداً.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:450، صحيح.
- ^ أ ب "عثمان بن عفان"، إسلام ويب، 28/12/2011، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "شرح حديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "أهمية المساجد ودورها في الإسلام "، طريق الإسلام، 2015-03-04، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.