محتويات

ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
- وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصدقِ
 
وحدِّثْ بأن زَالَتْ بليلٍ حُمولُهمْ
- كنَحلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنبِّقِ
 
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقتَعَدنَ قَعائِداً
- وخففنَ من حوك العراقِ المنمقِ
 
وفوقَ الحوايَا غِزلَة ٌ وجآذِرٌ
- تضَمّخنَ من مسكٍ ذكيّ وزنبقِ
 
فأتبعهم طرفي وقد حال دونهم
- غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشبرق
 
على إثر حيّ عامدين لنية ٍ
- فحلوا العقيق أو ثنية مطرِق
 
فعَزّيتُ نفسي حين بَانُوَا بجَسرَة ٍ
- أمونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
 
إذا زُجِرَتْ ألفَيتُهَا مُشْمَ عِلّة ً
- تنيفُ بعذقٍ من غروس ابن معنق
 
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَة ٍ
- بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ
 
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً تَجُرُّهُ
- بكل طريق صادفته ومأزقِ
 
كأني ورحلي والقرابَ ونمرقي
- على يرفئي ذي زوائدَ نقنق
 
تروح من أرضٍ لأرض نطية ٍ
- لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ
 
يجول بآفاقِ البلاد مغرباً
- وتسحقه ريح الصبا كل مسحقِ
 
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ
- بعيدٍ من الآفات غير مروق
 
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا
- تعفي بذيل الدرع إذا جئتُ مودقي
 
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا
- ركودَ نوادي الربربِ المتورق
 
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ
- شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ
 
بعثنا ربيئاً قبل ذاك محملاً
- كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي
 
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ
- وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ
 
وجاء خفيفاً يسفنُ الأرض ببطنه
- ترى التربَ منه لاصقاً كل ملصقِ
 
وقال ألا هذا صوارٌ وعانة ٌ
- وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ
 
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد
- إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ
 
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا
- عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ
 
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ
- عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ
 
رَأى أرْنَباً فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ
- إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ
 
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنّهُ
- فيذرك من أعلى القطاة ِ فتنزلق
 
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
- بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ
 
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ عِنَانِهِ
- كغيثِ العشيّ الأقهبِ المتودّق
 
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
- عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ
 
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله
- لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ
 
وقام طوال الشخص إذا يخضبونه
- قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ
 
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ،
- فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ
 
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَة ٍ
- يصفون غاراً باللكيكِ الموشق
 
ورحنا كأناً من جؤاثي عشية ٌ
- نعالي النعاجَ بين عدلٍ ومشنق
 
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
- تصوبُ فيه العين طوراً ونرتقي
 
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا
- كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ
 
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
- عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ
 
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
- وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
 
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
- قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
 
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
- ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
 
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
- ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
 
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
- من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
 
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
- بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
 
لَياليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
- وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
 
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني
- كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
 
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
- وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
 
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
- بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
 
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها
- كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
 
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
- أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
 
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
- صباً وشمال في منازلِ قفّال
 
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
- لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي
 
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
- تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
 
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
- بما احتسبا من لين مس وتسهال
 
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
- إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
 
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
- بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
 
نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها
- مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
 
سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها
- سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
 
فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي
- أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي
 
فَقُلتُ يَمينَ اللَهِ أَبرَحُ قاعِداً
- وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي
 
حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ
- لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ
 
فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت
- هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ
 
وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُنا
- وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ
 
فَأَصبَحتُ مَعشوقاً وَأَصبَحَ بَعلُها
- عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ
 
يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ
- لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ
 
أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي
- وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
 
وَلَيسَ بِذي رُمحٍ فَيَطعَنُني بِهِ
- وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ
 
أَيَقتُلَني وَقَد شَغَفتُ فُؤادَها
- كَما شَغَفَ المَهنوءَةَ الرَجُلُ الطالي
 
وَقَد عَلِمَت سَلمى وَإِن كانَ بَعلُها
- بِأَنَّ الفَتى يَهذي وَلَيسَ بِفَعّالِ
 
وَماذا عَلَيهِ إِن ذَكَرتُ أَوانِساً
- كَغِزلانِ رَملٍ في مَحاريبِ أَقيالِ
 
وَبَيتِ عَذارى يَومَ دَجنٍ وَلَجتُهُ
- يَطُفنَ بِجَبّاءِ المَرافِقِ مِكسالِ
 
سِباطُ البَنانِ وَالعَرانينِ وَالقَنا
- لِطافَ الخُصورِ في تَمامٍ وَإِكمالِ
 
نَواعِمُ يُتبِعنَ الهَوى سُبُلَ الرَدى
- يَقُلنَ لِأَهلِ الحِلمِ ضُلَّ بِتِضلالِ
 
صَرَفتُ الهَوى عَنهُنَّ مِن خَشيَةِ الرَدى
- وَلَستُ بِمُقليِّ الخِلالِ وَلا قالِ
 
كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً لِلَذَّةٍ
- وَلَم أَتَبَطَّن كاعِباً ذاتَ خِلخالِ
 
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَويَّ وَلَم أَقُل
- لِخَيلِيَ كُرّي كَرَّةً بَعدَ إِجفالِ
 
وَلَم أَشهَدِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى
- عَلى هَيكَلٍ عَبلِ الجُزارَةِ جَوّالِ
 
سَليمَ الشَظى عَبلَ الشَوى شَنَجَ النَسا
- لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ عَلى الفالِ
 
وَصُمٌّ صِلابٌ ما يَقينَ مِنَ الوَجى
- كَأَنَّ مَكانَ الرِدفِ مِنهُ عَلى رَألِ
 
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
- لِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ رائِدُهُ خالِ
 
تَحاماهُ أَطرافُ الرِماحِ تَحامِياً
- وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
 
بِعَجلَزَةٍ قَد أَترَزَ الجَريُ لَحمَها
- كَميتٍ كَأَنَّها هِراوَةُ مِنوالِ
 
ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيّاً جُلودُهُ
- وَأَكرُعُهُ وَشيُ البُرودِ مِنَ الخالِ
 
كَأَنَّ الصُوارَ إِذ تَجَهَّدَ عَدوُهُ
- عَلى جَمَزى خَيلٍ تَجولُ بِأَجلالِ
 
فَجالَ الصُوارُ وَاِتَّقَينَ بِقَرهَبٍ
- طَويلِ الفِرا وَالرَوقِ أَخنَسَ ذَيّالِ
 
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
- وَكانَ عِداءُ الوَحشِ مِنّي عَلى بالِ
 
كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ
- صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي
 
تَخَطَّفُ خَزّانَ الشُرَيَّةِ بِالضُحى
- وَقَد حَجَرَت مِنها ثَعالِبُ أَورالِ
 
كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطباً وَيابِساً
- لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
 
فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ
- كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ
 
وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ
- وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي
 
وَما المَرءُ ما دامَت حُشاشَةُ نَفسِهِ
- بِمُدرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ وَلا آلي
 
أرانا موضعين لأمر غيب
أرانا موضعين لأمر غيب
- وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ
 
عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ، وَدودٌ،
- وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ
 
فبعضَ اللوم عاذلتي فإني
- ستكفيني التجاربُ وانتسابي
 
إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي
- وهذا الموت يسلبني شبابي
 
ونفسي،، سَوفَ يَسْلُبُها، وجِرْمي،
- فيلحِقني وشيكا بالتراب
 
ألم أنض المطي بكلِّ خرق
- أمَقَ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ
 
وأركبُ في اللهام المجر حتى
- أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ
 
وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ
- إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي
 
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى
- رضيتُ من الغنيمة بالإياب
 
أبعد الحارث الملكِ ابن عمرو
- وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ
 
أرجى من صروفِ الدهر ليناً
- ولم تغفل عن الصم الهضاب
 
وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ،
- سأنشبُ في شبا ظفر وناب
 
كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي
- ولا أنسى قتيلاً بالكلاب[٣]
 
المراجع
- ↑ "ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019.
 - ↑ "ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019.
 - ↑ امرؤ القيس، ديوان امرئ القيس، صفحة 43.