محتويات

ما عز من لم يصحب الخذما
ما عزّ من لم يصحب الخذما
- فأحطم دواتك، واكسر القلما
 
وارحم صباك الغضّ إنّهم
- لا يحملون وتحمل الألما
 
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
- أحسبت أنّك تسمع الرّمما
 
ما قام في آذانهم صمم
- وكأنّ في آذانهم صمما
 
القوم حاجتهم إلى همم
- أو أنت مّمن يخلق الهمما
 
تاللّه لو كنت ابن ساعدة
- أدبا ((وحاتم طيء)) كرما
 
وبذذت جالينوس حكمته
- والعلم رسططا ليس والشّيما
 
وسبقت كولمبوس مكتشفا
- وشأوت آديسون معتزما
 
فسلبت هذا البحر لؤلؤه
- وحبوتهم إيّاه منتظما
 
وكشفت أسرار الوجود لهم
- وجعلت كلّ مبعّد أمما
 
ما كنت فيهم غير متّهم
- إني وجدت الحرّ متّهما
 
هانوا على الدّنيا فلا نعما
- عرفتهم الدّنيا ولا نقما
 
فكأنّما في غيرها خلقوا
- وكأنّما قد آثروا العدما
 
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
- نصلوا فلا عربا ولا عجنا
 
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
- والغرب ذو خطلر وما زعما
 
متخاذلين على جهالتهم
- إنّ القويّ يهون منقسما
 
فالبحر يعظم وهو مجتمع
- وتراه أهون ما يرى ديما
 
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
- فإذا يناكر بعضه نهدما
 
والشّعب ليس بناهض أبدا
- ما دام فيه الخلف محتكما
 
يا للأديب وما يكابده
- في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
 
إن باح لم تسلم كرامته
- والإثم كلّ إن كتما
 
يبكي فتضحك منه لاهية
- والجهل إن يبك الحجى ابتسما
 
جاءت وما شعر الوجود بها
- ولسوف تمضي وهو ما علما
 
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
- اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
 
فلقد رأيت الكون ، سنّته
- كالبحر يأكل حوته البلما
 
لا يرحم المقدام ذا خور
- أو يرحم الضّرغامه الغنما
 
يا صاحبي ، وهواك يجذبني
- حتّى لأحسب بيننا رحما
 
ما ضرّنا ، والودّ ملتئم
- أن لا يكون الشّمل ملتئما
 
النّاس تقرأ ما تسطّره
- حبرا ، ويقرأه أخوك دما
 
فاستبق نفسا ، غير مرجعها
- عضّ الأناسل بعدما ندما
 
ما أنت مبدلهم خلائقهم
- حتّى تكون الأرض وهي سما
 
زارتك لم تهتك معانيها
- غرّاء يهتك نورها الظّلما
 
سبقت يدي فيها هواجسهم
- ونطقت لما استصحبوا البكما
 
فإذا تقاس إلى روائعهم
- كانت روائعهم لها خدما
 
كالرّاح لم أر قبل سامعها
- سكران جدّ السّكر، محتشما
 
يخد القفار بها أخو لجب
- ينسي القفار الأنيق الرسما
 
أقبسته شوقي فأضلعه
- كأضالعي مملوءة ضرما
 
إنّ الكواكب في منازلها
- لو شئت لاستنزلتها كلما[١]
 
ليس الصديق الذي تعلو مناسبه
ليس الصَّدِيقُ الذي تَعلُو مناسبهُ
- بلِ الصديق الذي تَزكُو شمَائِلُهُ
 
إنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ
- أو نَابَكَ الهمّ لَم تَفتُرْ وسائِلُهُ
 
يرعَاكَ في حالتي بُعد ومقربةٍ
- وَلا تُغِبُّكَ مِن خيرٍ فواضلُهُ
 
لا كالذي يَدَّعي وُدّاً وباطنُهُ
- بجمرِ أحقادهِ تَغلِي مراجِلُهُ
 
يذمُّ فِعْلَ أخيهِ مظهِراً أسفاً
- ليوهِمَ النَّاس أنَّ الحزن شامِلُهُ
 
وذاك منهُ عداءٌ في مجاملةٍ
- فاحذرهُ واعلم بأنّ اللَّهَ خاذِلُهُ[٢]
 
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جداً
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً
- حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
 
ما أغدرَ الإنس كم خَشْفٍ تربَّبَهُم
- فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
 
هذي الحياةُ أجاءتنا بمعرفةٍ
- إلى الطّعامِ وسَترٍ بالجلابيبِ
 
لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً
- لذْعَ الهَواجِرِأو وقَعَ الشّآبيب
 
فاهجرْ صديقك إن خِفْتَ الفساد به
- إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
 
والكفُّ تُقطعُ إن خيفَ الهلاكُ بها
- على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
 
طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة
- والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
 
ترجو انفساحاً وكم للماءِ من جهةٍ
- إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
 
أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً
- على القلوب بتبغيضٍ وتحبيب
 
وكلُّ حيٍّ إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ
- لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
 
عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها
- حتفاً هداهُ إلى سابورَ أو بيب
 
إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية
- فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب[٣]
 
هي فرقة من صاحب لك ماجد
هي فُرقَة ٌ من صَاحبٍ لكَ ماجِد
- فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ
 
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه
- فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
 
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ
- دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد
 
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي
- سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ
 
لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما
- أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ
 
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا
- نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
 
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا
- عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
 
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا
- أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
 
لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ
- للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ
 
أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ
- منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ
 
أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً
- لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ
 
صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً
- سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ
 
ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً
- بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ
 
وَمَوَدَّة ً لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ
- يوماً ولا هي رغبتْ في زاهدِ
 
غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي
- في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد
 
ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ
- إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد[٤]
 
واستبق ودك للصديق ولا تكن
واستبقِ ودَّكَ للصديقِ ولا تكُن
- قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا
 
فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ
- فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا
 
وَاليَأسُ مِمّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً
- وَلِرُبَّ مَطعَمَةٍ تَعودُ ذُباحا
 
يَعِدُ اِبنَ جَفنَةَ وَاِبنَ هاتِكِ عَرشِهِ
- وَالحارِثَينِ بِأَن يَزيدَ فَلاحا
 
وَلَقَد رَأى أَنَّ الَّذي هُوَ غالَهُم
- قَد غالَ حِميَرَ قَيلَها الصَبّاحا
 
وَالتُبَّعَينِ وَذا نُؤاسٍ غُدوَةً
- وَعلا أُذَينَةَ سالِبَ الأَرواحا[٥]
 
عدوك من صديقك مستفاد
عدوك من صديقك مستفاد
- فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
 
فإن الداءَ أكثر ما تراهُ
- يحول من الطعام أو الشراب
 
إذا انقلب الصديق غدا عدواً
- مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ
 
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
- مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ
 
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
- وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ[٦]
 
يا من قربت من الفؤاد
يا من قربت من الفؤاد
- وأنت عن عيني بعيد
 
شوقي إليك أشدّ من
- شوق السليم إلى الهجود
 
أهوى لقاءك مثلما
- يهوى أخو الظمإ الورود
 
وتصدّني عنك النوى
- وأصدّ عن هذا الصدود
 
وردت نميقتك التي
- جمعت من الدرّ النضيد
 
فكأنّ لفظك لؤلؤ
- وكأنّما القرطاس جيد
 
أشكو إليك و لا يلام
- إذا شكى العاني القيود
 
دهرا بليدا ما ينيل
- وداده إلاّ بليد
 
ومعاشرا ما فيهم
- إن جئتهم غير الوعود
 
متفرّجين و ما التفرنج
- عندهم غير الجحود
 
لا يعرفون من الشجاعة
- غير ما عرف القرود
 
سيّان قالوا بالرضى
- عنّي أو السخط الشديد
 
من ليس يصّدق في الوعود
- فليس يصدّق في الوعيد
 
نفر إذا عدّ الرجال
- عددتهم طيّ اللحود
 
تأبى السماح طباعهم
- ما كلّ ذي مال يجود
 
أسخاهم بنضاره
- أقسى من الحجر الصلود
 
جعد البنان بعرضه
- يفدي اللجين من الوفود
 
و يخاف من أضيافه
- خوف الصغير من اليهود
 
تعس امريء لا يستفيد
- من الرجال و لا يفيد
 
و أرى عديم النفع ان
- وجوده ضرر الوجود[٧]
 
ألا إنّما الإخوان عند الحقائق
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ
- ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
 
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ
- أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
 
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
- فإنّي بهِفي وُدّهِ غَيرُ وَاثِقِ
 
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ
- وَأُفرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
 
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ
- وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ رَازِقي
 
صَفيَّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ
- صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ[٨]
 
المراجع
- ↑ إيليا أبو ماضي، "الى الصديق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ محمود سامي البارودي، "ليس الصديق الذي تعلو مناسبه"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ أبو العلاء المعري، "لا يحسب الجود من رب النخيل جدا"، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ أبو تمام، "هي فرقة من صاحب لك ماجد"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ النابغة الذبياني، "واستبق ودك للصديق ولا تكن"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ ابن الرومي، "عدوك من صديقك مستفاد"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ إيليا أبو ماضي، "إلى صديق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.
 - ↑ أبو العتاهية، "ألا إنما الإخوان عند الحقائق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-26.