محتويات

أعمال الرسول والصحابة في ليلة القدر
ليلة القدر هي إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر من رمضان، وهي أفضل ليلة من ليالي الشهر وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يجتهد في طلبها فكان يوقظ أهله ويحييها وتكون هذه الليلة صافية ليس باردة أو حارّة وبعدها يكون شروق الشمس دون شعاع منتشر لها.[١]
قال الله -تعالى- في كتابه العظيم: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[٢] وعلى المسلم أن لا يفوّت فيها هذا الأجر العظيم وأن يقتفي أثر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- في الأمور التي كان يفعلها في هذه الليلة وتالياً بعضاً منها:[١]
القيام
ذكر البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٣] وفي الحديث ذكر مشروعية إحياء هذه الليلة بالقيام وقد فعل ذلك -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر الجزاء بصيغة الزمان الماضي للإعلام أنه واقع يقيناً بفضل من الله -سبحانه وتعالى-.[٤]
وقيام الليلة بالصلاة يكون ركعتين ركعتين، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي إحدى عشر ركعة، ولا حرج إن زاد الإنسان على ذلك.[٤]
الاعتكاف
ومعنى الاعتكاف هو أن يلزم الإنسان نفسه بشيء، والذي يقصد به باعتكاف ليلة القدر هو أن يلتزم المسلم المسجد بنيّة العبادة والتقرّب من الله -سبحانه وتعالى-، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في رمضان عشرة أيّام، فهو ما يقوم به المسلم تطوّعاً تقرباً من الله -عز وجل- وعملاً بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم واقتفاءً لأثره في الليالي التي يتحرّى بها ليلة القدر.[٥]
ويمكن للمعتكف أن يخرج من مكان اعتكافه لتوديع أهله مثلاً، وكذلك أن يرجّل الشعر أو يحلقه ويستحم ويلبس الثياب الحسنة ويقلم أظافره، وكذلك من الممكن الخروج لقضاء الحاجة.[٦]
الدعاء
ومن الأمور التي تشرع في الليالي التي تتحرّى بها ليلة القدر هو الدعاء وأن يتقرّب المسلم إلى الله -تبارك وتعالى- به راجياً وخاضعاً له -سبحانه- وقد دل على ذلك من السّنة النبويّة الشريفة ما روته ام المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- حيث قالت: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٧]
الأعمال الصالحة
ليلة القدر أجرها عظيم يتجاوز فيها العملفي، ستحب للمسلم فيها القيام بالأعمال الصالحة التي يكسب بها ثواب هذه الليلة، وأن يكثر المسلم من تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله -عز وجل- لا سيما بالأذكار والأوراد التي علمنا إياها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك القيام بسنّة السحور.[٨]
المراجع
- ^ أ ب سيد سابق، فقه السنة، صفحة 472. بتصرّف.
- ↑ سورة القدر، آية:3
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1901، صحيح.
- ^ أ ب مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 648. بتصرّف.
- ↑ سيد سابق، فقه السنة، صفحة 475. بتصرّف.
- ↑ سيد سابق، فقه السنة، صفحة 481. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:3513، صحيح.
- ↑ "المبحث الثاني: ليلةُ القَدرِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022. بتصرّف.