محتويات

إسلام أبي بكر
خاض أبو بكرٍ -رضي الله عنه- رحلة طويلة في بحثه عن الحق، وكان ينتهز كل رحلاته المُخصّصة للتجارة للبحث والسُّؤال والتقصّي عن الدِّين الحقِّ،[١] وعندما نزل الوحي على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- توجَّه إلى أبي بكر وأخبره بما حدث معه في غار حراء، كما وحدَّثه عمَّا يدعو إليه دين الله -تعالى- من التوحيد وترك عبادة الأصنام، فما كان من أبي بكرٍ سوى أن قال كلمةً واحدةً وهي: "صدقت".[٢]
وبذلك كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-
أوَّل من آمن برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من خارج بيته،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنَّ أبا بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- لم يتوانَ بعد ذلك في إظهار إسلامه والدَّعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى اتباع رسوله الكريم.[٤]
ذكر من أسلم على يد أبي بكر الصديق
منَّ الله -تعالى- على أبي بكرٍ -رضي الله عنه- بأن جعله سبباً في إسلام خمسةٍ من صناديد الإسلام، وجديرٌ بالذكر أنّ أبا بكر -رضي الله عنه- كان قد دعاهم الى الإسلام جميعاً في ذات اليوم.[٥] وكان هؤلاء الخمسة ممّن حمل همَّ الدَّعوة على أكتافهم، وهؤلاء الخمسة هم: [٦][٧]
- الزبير بن العوام-رضي الله عنه-
- عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-.
- عثمان بن عفان-رضي الله عنه-.
- وسعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه-.
- وأبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-.[٨]
تعرض أبي بكر للأذى في سبيل الإسلام
تعرَّض أبو بكرٍ -رضي الله عنه- لصورٍ متعدِّدةٍ من الأذى بسبب إسلامه ودعوته إلى الله -تعالى- ورسوله، ومن شدَّة ما تعرَّض له عزم على الهجرة إلى الحبشة حفاظاً على دينه،[٩] إلَّا أنَّ الأخنس بن شريف لحق به وأرجعه،[١٠] وممَّا يُظهر شدَّة الأذى الذي تعرَّض له أبو بكر -رضي الله عنه- أنَّه ألحَّ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الظُّهور وإعلان دعوته أمام المشركين فوافقه في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[١١]
فوقف أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- خطيباً يدعو إلى الله ورسوله،[١١] إلَّا أنَّ ذلك لم يعجب المشركين فانهالوا عليه وعلى المسلمين الذين كانوا معه بالضَّرب المبرح، حتى أنَّه قد وُطِئَ بالأرجل -رضي الله عنه- وأخذ عُتبة يضربه بنعليه حتى لم يَعد أنفه يُعرف من وجهه، ففزعت له بنو تيم وأنقذوه من بين أيدي المشركين.[١٢]
مكانة أبي بكر الصديق
هناك العديد من المناقب التي امتاز بها أبو بكر -رضي الله عنه-، منها ما يأتي:[١٣]
- أوَّل من أنفق ماله وبذله في سبيل الدَّعوة ونصرة الإسلام.
- أحبُّ النَّاس إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لما ثبت عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا).[١٤]
- ثقة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأبي بكر -رضي الله عنه- وبإيمانه، لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (بيْنَما رَجُلٌ رَاكِبٌ علَى بَقَرَةٍ التَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقالَتْ: لَمْ أُخْلَقْ لِهذا، خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ، قالَ: آمَنْتُ به أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ).[١٥]
المراجع
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 286. بتصرّف.
- ↑ محمد الصوياني (1424)، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة العبيكان، صفحة 73، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 200، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن السهيلي (1421)، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 293، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 204، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد النويري (1423)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، القاهرة:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 187، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد الغفار، أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة، صفحة 233، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد الدبيسي (1431)، السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية، القاهرة:جامعة عين شمس، صفحة 362. بتصرّف.
- ^ أ ب الأصبهاني، سير السلف الصالحين، الرياض:دار الراية، صفحة 38. بتصرّف.
- ↑ محمد رضا (1369)، أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين (الطبعة 2)، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ سعود الزماتان (11-5-2006)، "فضائل الصديق – رضي الله عنه - :"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:3662 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2324، صحيح.