الفرق بين سمك البوري البحري والمزارع

الفرق بين سمك البوري البحري والمزارع

الفرق بين سمك البوري البحري والمُستزرَع

يختلف سمك البوري البحري الذي يتمّ صيده من البحر مُباشرةً عن الذي يُربَّى في البرك والأحواض الاصطناعية، وفيما يأتي توضيح بعض تلك الفروق:

الفرق بين سمك البوري البحري والمُسْتَزْرَع من ناحية التغذية

يتغذّى سمك البوري في البحر على الطحالب، والعوالق النباتية والمُخلَّفات (بقايا الأغذية والنباتات الميتة)،[١] بينما يتغذّى السمك في البِرك الاصطناعية على الأعلاف المُصنَّعة التي قد تحتوي على مواد كيميائية، وقد تُعطى أحيانًا أعلافًا تالفة.[٢]

الفرق بين سمك البوري البحري والمُسْتَزْرَع من ناحية التعرُّض للملوِّثات

تتعرَّض مياه البِرك الاصطناعية للتلوث بفضلات الإنسان والحيوان، ويُمكن أن ينتج عن ذلك تلوث الأسماك بأنواع مُمرِضة من البكتيريا مثل: السالمونيلا (Salmonilla)، والشيغيلّا (Shigella)، والإشريكية القولونية (Escherichia.coli)، بينما لا يكون تلوُّث السمك البحري بهذه البكتيريا واردًا على الأغلب.[٣]

قد يلجأ بعض المزارعين لمُعالجة الأسماك بإعطائها مُضاداتٍ حيوية، التي قد يكون بعضها ضارًّا بصحة الإنسان، لذلك على مُربّي الأسماك التأكّد من وجود المضادات الحيوية ضمن القائمة المسموح بها من مُنظمة الغذاء والزراعة (FAO).[٤]

بالنسبة للملوِّثات المعدنية، تتعرض مياه البحار والبرك الاصطناعية إلى التلوث بالمعادن الثقيلة، مثل: الزئبق، والزرنيخ والرصاص والكادميوم، وليس لمثل هذه المعادن أيّ قيمة غذائية، بل إنّ وجودها بنِسب مُعيَّنة يُشكِّل خطورة على الأحياء المائية، إذ إنّها تُمتَصّ من النباتات والحيوانات البحرية، وكذلك تُشكّل خطورة على صحة الإنسان؛ فهي تصل إليه من خلال الغذاء.[٣]

تختلف نسب المعادن الثقيلة من مكانٍ لآخر، سواء في البحار أو البرك، ومن فصل لآخر، ويُمكن ذِكر بعض الأمثلة على هذه الاختلافات، وفقًا لدراسة أُجرِيَت على بِركٍ اصطناعية في مصر، وأخرى على الأسماك في البحر الأسود، على النحو الآتي:

  • بلغت نسبة الرصاص في غذاء الأسماك في إحدى بِرَك مصر 0.574 ppm،[٣] بينما بلغت ما يُقارب 0.347 ppm في مياه البحر الأسود.[٥]
  • بلغت نسبة الكادميوم في البِركة ما يقارب 0.056 في الشتاء، و 0.040 في الصيف،[٣] بينما كانت النسبة 0.0445 micrograms/L.[٥]

الفرق بين سمك البوري البحري والمُستَزرَع من ناحية القيمة الغذائية

تُبيّن النقاط الآتية الفرق في القيمة الغذائية بين سمك البوري البحري والمُستزرع، وفق دراسة أُجرِيت على سمك البوري الرمادي:[٦]

  • يحتوي سمك البوري البحري على كميّة أعلى من الأحماض الدهنية غير المُشبَعة مثل الأوميغا-3.
  • يتصف النسيج العضلي لدى سمك البوري المُستَزرَع باحتوائه على نسبة أعلى من الحموض الدهنية المُشبَعة، والأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة.
  • يحتوي سمك البوري البحري على نسبة أعلى من حمض ايكوسابنتانويك (بالإنجليزية: EPA وهي اختصار Eicosapentaenoic Acid)، وحمض DHA.
  • يتميّز البوري البحري باحتوائه على نسبة أعلى من البروتين والرماد (بالإنجليزية:Ash)، مُقارنة بالمُستزرَع من النوع نفسه.
  • يتشابه مجموع الأحماض الأمينية الأساسية في كُلٍّ من البوري البحري والمُستزرَع، وفي كلاهما يكون اللايسين بنسبة أعلى من سائر الأحماض الأمينية، يليه حمض الليوسين.
  • يُعتبَر البروتين في سمك البوري البحري ذا جودةٍ أعلى من البوري المستزرَع، وتُعرَّف جودة البروتين بأنّها نسبة الأحماض الأمينية الأساسية إلى الأحماض غير الأساسية في بروتين مُعيَّن: (الحموض الأساسيةEAA ÷ الحموض غير الأساسيةNEAA)، وكلّما كانت هذه القيمة أعلى كان البروتين ذا جودة أعلى من الناحية التغذوية للإنسان.

بعد معرفة كلّ ما سبق يُمكن لأيّ شخص أن يُقَرِّر مصدر السمك الذي يرغب بشرائه، بناءً على احتياجاته الغذائية،[٦] ومن الجدير بالذكر أنّ الأحماض الدهنية مثل الأوميغا3، وحمضي DHA وEPA، ذات أهميّة كبيرة لصحة الإنسان، فلها دورٌ في مُكافحة الزهايمر، وكذلك لصحة القلب والشرايين، كما أنّها مُهمّة للحامل؛ لما لها من دورٍ مُهمٍّ في تطور الجنين ونموّه.[٧]

تصنيف سمك البوري

سمك البوري (الاسم العلمي:Mugilidae) هي إحدى عائلات الأسماك التي تنتمي للعائلة العليا: الأسماك شبيهة الأفراخ (order Perciformes) حسب سلم التصنيف البيولوجي، إذ تضمّ عائلة سمك البوري أقل من مئة نوع، وتعيش في عادة في المناطق الاستوائية والمُعتدلة، ويُمكن أن توجد بعض أنواعها في أي بحرٍ في العالم.[٨]

تعيش أسماك البوري في البحار والمحيطات وعلى مصبّات الأنهار، وتتغذّى على النباتات البحرية والحيوانات البحرية الصغيرة، لذلك اعتُبِر استزراع سمك البوري أمرًا مرغوبًا؛ وأيضًا لتخفيف الضغط على أماكن الصيد الطبيعية.[٤]

ذلك شرط إدارة عمليات الاستزراع، واتباع الشروط الصحية التي وضعتها مُنظمة الغذاء العالمية،[٤] ويُعَدّ سمك البوري المُقلَّم (الاسم العلمي: Mugil cephalus) أشهر الأنواع التي يُقبل المزارعون على تربيتها؛ بسبب سرعة تكاثرها ونموّها.[٨]

المراجع

  1. Roy Pullukat, "Mullet", Animal diversity web, Retrieved 14/3/2022. Edited.
  2. Hatem H Mohamoud, Walid N Abd El Kad, Feeding habits of wild and cultured Flathead grey mullet Mugil cephalus, Page 123. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Abdelhamid, A. M.; Maha M. M. Gawish and K.A. Soryal (12/6/2007), "Comparative Study Between Desert Cultivated and Natural Fisheries of Mullet Fish in Egypt", Engormix, Retrieved 29/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت Saleh,M.A, "Mugil cephalus", FAO, Retrieved 14/3/2022. Edited.
  5. ^ أ ب Francesco Fazio, Claudio D'Iglio (24/9/2020), "Environmental Investigations and Tissue Bioaccumulation of Heavy Metals in Grey Mullet from the Black Sea (Bulgaria) and the Ionian Sea (Italy", Mdpi, Retrieved 29/3/2022. Edited.
  6. ^ أ ب Jorge, Alba Galafat, fransisco javier (13/7/2021), "Cultivated and Wild Juvenile Thick-Lipped Grey Mullet, Chelon labrosus: A Comparison from a Nutritional Point of View", Mdpi, Retrieved 29/3/2022. Edited.
  7. Danielle Swanson, "Omega-3 fatty acids EPA and DHA: health benefits throughout life", Pubmed, Retrieved 29/3/2022. Edited.
  8. ^ أ ب "Mullet fish", Britannica , Retrieved 14/3/2022. Edited.
5 مشاهدة
للأعلى للأسفل