محتويات

قصيدة ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
يقول امرؤ القيس:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
- وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
 
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
- قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
 
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
- ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
 
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
- ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
 
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
- من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
 
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
- بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
 
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
- وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
 
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني
- كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
 
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
- وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
 
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
- بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
 
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها
- كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
 
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
- أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
 
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
- صباً وشمال في منازلِ قفّال
 
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
- لعوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمتُ سِربالي
 
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
- تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
 
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
- بما احتسبا من لين مس وتسهال
 
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
- إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
 
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
- بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
 
نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها
- مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
 
سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها
- سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
 
قصيدة يجوز أن تكوني
يقول نزار قباني:
- يجوز أن تكوني
 
- واحدةً من أجمل النساء
 
- دافئةً
 
- كالفحم في مواقد الشتاء
 
- وحشيةً
 
- كقطةٍ تموء في العراء
 
- آمرةً ناهيةً
 
- كالرب في السماء
 
- يجوز أن تكوني
 
- سمراء إفريقية العيون
 
- عنيدةً
 
- كالفرس الحرون
 
- عنيفةً
 
- كالنار كالزلزال كالجنون
 
- يجوز أن تكوني
 
- جميلةً ساحقة الجمال
 
- مثيرةً للجلد للأعصاب للخيال
 
- وتتقنين اللهو في مصائر الرجال
 
- يجوز أن تضطجعي أمامي
 
- عاريةً
 
- كالسيف في الظلام
 
- مليسةً كريشة النعام
 
- نهدك مهرٌ أبيضٌ
 
- يجري
 
- بلا سرجٍ ولا لجام
 
- يجوز أن تبقي هنا
 
- عاماً وبعض عام
 
- فلا يثير حسنك المدمر اهتمامي
 
- كأنما
 
- ليست هناك امرأةٌ أمامي
 
- يجوز أن تكوني
 
- سلطانة الزمان والعصور
 
- وأن أكون أبلهاً معقد الشعور
 
- يجوز أن تقولي
 
- ما شئت عن جبني وعن غروري
 
- وأنني وأنني
 
- لا أستطيع الحب كالخصيان في القصور
 
- يجوز أن تهددي
 
- يجوز أن تعربدي
 
- يجوز أن تثوري
 
- لكن أنا
 
- رغم دموع الشمع والحرير
 
- وعقدة الحريم في ضميري
 
- لا أقبل التزوير في شعوري
 
- يجوز أن تكوني
 
- شفافةً كأدمع الربابه
 
- رقيقةً كنجمةٍ
 
- عميقةً كغابه
 
- لكنني أشعر بالكآبه
 
- فالجنس في تصوري
 
- حكاية انسجام
 
- كالنحت كالتصوير كالكتابه
 
- وجسمك النقي كالقشطة والرخام
 
- لا يحسن الكتابه
 
قصيدة أحبك أحبك وهذا توقيعي
يقول نزار قباني:
- هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا
 
- وأهم امرأةٍ في الدنيا
 
- هل عندك شك أني حين عثرت عليك
 
- ملكت مفاتيح الدنيا
 
- هل عندك شك أني حين لمست يديك
 
- تغير تكوين الدنيا
 
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
- هو أعظم يومٍ في التاريخ
 
- وأجمل خبرٍ في الدنيا
 
- هل عندك شكٌ في من أنت
 
- يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
 
- يا امرأةً تكسر حين تمر جدار الصوت
 
- لا أدري ماذا يحدث لي
 
- فكأنك أنثاي الأولى
 
- وكأني قبلك ما أحببت
 
- وكأني ما مارست الحب ولا قبلت ولا قبلت
 
- ميلادي أنت وقبلك لا أتذكر أني كنت
 
- وغطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت
 
- وكأني أيتها الملكه
 
- من بطنك كالعصفور خرجت
 
- هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
 
- وبأني من عينيك سرقت النار
 
- وقمت بأخطر ثوراتي
 
- أيتها الوردة والياقوتة والريحانة
 
- والسلطانة
 
- والشعبية
 
- والشرعية بين جميع الملكات
 
- يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
 
- يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
 
- يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
 
- يا آخر وطنٍ أولد فيه
 
- وأدفن فيه
 
- وأنشر فيه كتاباتي
 
- يا امرأة الدهشة يا امرأتي
 
- لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
 
- لا ادري كيف مشيت إلي
 
- وكيف مشيت إليك
 
- يا من تتزاحم كل طيور البحر
 
- لكي تستوطن في نهديك
 
- كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك
 
- يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر
 
- دافئةٌ أنت كرمل البحر
 
- رائعةٌ أنت كليلة قدر
 
- من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر
 
- كم صار جميلاً شعري
 
- حين تثقف بين يديك
 
- كم صرت غنياً وقوياً
 
- لما أهداك الله إلي
 
- هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
 
- ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي
 
- هل عندك شكٌ
 
- أن كلامك يخرج من شفتي
 
- هل عندك شكٌ
 
- أني فيك وأنك في
 
- يا ناراً تجتاح كياني
 
- يا ثمراً يملأ أغصاني
 
- يا جسداً يقطع مثل السيف
 
- ويضرب مثل البركان
 
- يا نهداً يعبق مثل حقول التبغ
 
- ويركض نحوي كحصان
 
- قولي لي
 
- كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان
 
- قولي لي
 
- ماذا أفعل فيك أنا في حالة إدمان
 
- قولي لي ما الحل فأشواقي
 
- وصلت لحدود الهذيان
 
- يا ذات الأنف الإغريقي
 
- وذات الشعر الإسباني
 
- يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان
 
- يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
 
- من أين أتيت وكيف أتيت
 
- وكيف عصفت بوجداني
 
- يا إحدى نعم الله علي
 
- وغيمة حبٍ وحنان
 
- يا أغلى لؤلؤة بيدي
 
قصيدة أتعرف رسم الدار قفراً منازله
يقول طرفة بن العبد:
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
- كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
 
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
- منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
 
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
- واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
 
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ صِيدَ غزالُها
- لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
 
غَنِينا وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً
- كِلانا غَرير ناعِمُ العيش باجِلُه
 
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
- يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
 
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
- سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
 
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
- وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
 
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
- بَشاشَة ُحُبٍّ باشرَ القلبَ داخِلُهْ
 
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
- يَحارُ بها الهادي الخفيفُ ذلاذلُه
 
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ كأنّهُ
- رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
 
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
- إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
 
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
- فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
 
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
- بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
 
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ يَبْتَغي
- بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
 
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
- وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
 
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
- على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
 
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
- ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
 
فغودِرَ بالفَرْدَين أرضٍ نَطِيّة ٍ
- مَسيرَة ِ شهْرٍ دائبٍ لا يُوَاكِله
 
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
- وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
 
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ
- بأسْماءَ إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
 
قضى نَحْبَهُ وَجداً عليها مُرَقِّشٌ
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
 
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
- لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
 
قصيدة حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر
يقول عبد الرحمن السويدي:
حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر
- فلا تعجبي يا هنذ إذ صرتُ أضجر
 
رايت على العشّار بنتاً صغيرة
- كزمزم بنتي وجهها متغيّر
 
فلما رأتني مقبلاً فوق حجرتي
- بعِمَّتي الكبرى غدَت تتعثّر
 
من الخوف مني وهي في القلب حبّها
- كرامة من في القلب لا زال يُذكر
 
فهاج غرام القلب غبّ سكونه
- وسالت من العينين للوجه أبحر
 
أزمزمُ إني ما نسيتُك ساعةً
- من الدهر هل إني بقلبك أخطر
 
أزمزم إن قد كنت أنت نسيتني
- لِلَهو فإني بالجَفا لك أذكر
 
أزمزم إن أبصرت كل عشيرتي
- فإني أبوهم لست أنسى وأحقر
 
وإن كان لعبُ الدرب أنساك والداً
- فإني لا أنسى وإن كنت أُقبَر
 
أأنسى بُكاك إذ خرجتِ عشيةً
- عليَ وهذا الذِّكر للقلب يفطر
 
كلانا سنسلو غير أنك خِلقةً
- لك الضعف لا يأتيك منه تكدّر
 
وإني من شوقي إليك وحرقتي
- غدوتُ ضئيلاً ربما لست أُبصَر
 
نسيتِ قروش الروم كيف أذبّها
- عليك ولا خرجاً عليك أقتّر
 
وفي كل يوم ربع رومي تناله
- يداك وللرقّيِّ أشري وأكسر
 
أروح بحرٍّ كنت تدرين ضُرّه
- وآتيك بالرقيّ ولا أتكبّر
 
فيا بنت قلبي ليس ذلك منَّةً
- عليك ولكنّي بهذا أُذكِّر
 
فلم لا بقيتِ يا ابنة الروح عندنا
- طعامك ممزوج حليبٌ وسُكّرُ
 
وعندي من الهيل الذي عزّ وقعه
- من الحمّص الكرديّ في الحجم أكبر
 
وعندي يا بنتي كثير قرنفلٍ
- وعندي نبات ليس في مصر يُذكر
 
وعندي حلاواتٌ عجيب صنيعها
- وعندي طاقاتٌ من الهند تؤثر
 
وكل الذي قد مرّ مدّخر لك
- إذا جئت آتيك بذاك وأكثر
 
ولا تعط منه عائشاً حبّ خردلٍ
- ولا آمناً والكل عندك يُحصَر
 
قصيدة لَيسَ مَن يَملَأُ العُيونَ جَمالاً
يقول شكيب أرسلان:
لَيسَ مَن يَملَأُ العُيونَ جَمالاً
- غَيرُ مَن يَملَأُ القُلوبَ كَمالا
 
وَأَخو العِشقِ ذو الهَيامِ الَّذي قَد
- تَخِذَ اللَيثُ في هَواهُ الغَزالا
 
يا جَمالاً عَشِقتُ مِنهُ خِصلاً
- لَستُ أَرجو لِغَيرِهِنَّ وِصالا
 
زادَكَ اللَهُ رِفعَةً وَيَقيني
- بِكَمالٍ إِذا رَأَيتُ الهِلالا
 
جَمَعتُ فيكَ يا جَمالَ مَعانٍ
- يَتَمَنّى المَديحَ مِنها المَحالا
 
أَو ما فيكَ ذَلِكَ العَزمُ ما وَج
- هٌ يَوماً إِلّا اِستَخَفَّ الجِبالا
 
يَسبِقُ القَولَ مِنكَ فِعلٌ إِذا ما
- سَبَقَ القَولُ في الأَنامِ الفِعالا
 
يا اِبنَ مَن قَصَّرَ الأَماثِلَ طَرا
- أَن يَرَونا لِذاتِهِ أَمثالا
 
نَجلُ قَطبِ الزَمانِ عَدلاً عَلى ال
- إِطلاقِ لَم يُبدِ نِدَّهُ الدَهرُ حالا
 
لَستُ أَبغي وَصفاً لِما أَنتَ فيهِ
- أَنا ما إِن أُطيقُ هَذا المَجالا
 
لا وَلا شُكرَ ما مَحَضتُ مِنَ ال
- وُدِّ صَديقاً تَراهُ بِاِسمِكَ آلى
 
وَزَمانٌ يَظَلُّ يَنشُدُ عَنها
- هَكَذا هَكَذا وَإِلّا فَلالا