محتويات

قصيدة: ستبقى ضياء يُنير السماء
ستبقى ضياءً يُنيرُ السماء
- وتبقى جَمالًا وتبقى القمر
 
وتبقى شُموعًا لِذاكَ الظلام
- وتبقى سِراجًا لكل البشر
 
فإن غِبتَ يومًا يغيبُ الضِياء
- وإن جِئْتَ لا لن يغيبَ القمر
 
فأنتَ الكمالُ وأنتَ الجمالْ
- وإن كان كُلُّ الجمالِ ظَهَرْ
 
وأنت الذي لم أجِدْ غيرهُ
- ملاكًا يُضيءُ سماء البشر
 
فحقًا لأنتَ ربيعُ الزمان
- وأنتَ الشِّتاءُ وأنتَ المطر
 
وأنت الخريفُ الذي لا يزال
- يُساقِطُ عِشْقًا بَهِيَّ الثَّمَرْ
 
فهلا رَحِمْتَ فُؤادًا بكى
- دُمُوعًا تُروِّي جُفُونَ البشر
 
وهلا رَحِمْتَ عُيونًا هُنا
- تَتُوقُ اشتياقًا لذاكَ القمر
 
أيا مَنْ عَلَوْتَ سَحائِبَ فِكري
- وتَسْلُبُ مِنِّيْ سِنينَ العُمُر
 
أما مِنْ لِقاءٍ يُعيدُ الهناء
- يُعيدُ السُّرورَ يُعيدُ القمر
 
قصائد أخرى في المدح
قصائد أخرى في المدح فيما يأتي
قصيدة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
- وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
 
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
 
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
- وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخضارم
 
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
- وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضراغم
 
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحُهُ
- نُسورُ المَلا أَحداثُها والقشاعم
 
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
- وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
 
هَلِ الحدث الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
- وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغمائم
 
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
- فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
 
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
- وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
 
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
- وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تمائم
 
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
- عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
 
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
- وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
 
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا
- مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
 
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
- وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
 
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
- فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
 
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
- سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
 
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
- ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
 
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
- وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
 
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
- فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
 
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
- فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضبارمُ
 
تَقَطَّعَ ما لا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
- وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
 
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
- كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
 
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
- وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
 
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
- إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
 
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
- تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
 
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
- وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
 
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
- وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
 
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
- مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
 
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
- كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
 
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
- وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
 
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
- بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
 
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
- كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
 
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
- قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
 
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
- وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
 
قصيدة: لي حبيب قد لج في الهجر جدا
قال البحتري:[٢]
لي حَبيبٌ قَد لَجَّ في الهَجرِ جِدّا
- وَأَعادَ الصُدودَ مِنهُ وَأَبدى
 
ذو فُنونٍ يُريكَ في كُلِّ يَومٍ
- خَلَفًا مِن جَفائِهِ مُستَجَدّا
 
يَتَأَبّى مَنعاً وَيُنعِمُ إِسعا
- فًا وَيَدنو وَصلاً وَيَبعُدُ صَدّا
 
أَغتَدي راضِيًا وَقَد بِتُّ غَضبا
- نَ وَأُمسي مَولىَ وَأُصبِحُ عَبدا
 
وَبِنَفسي أَفدي عَلى كُلِّ حّالٍ
- شادِنًا لَو يُمَسُّ بِالحُسنِ أَعدى
 
مَرَّ بي خالِيًا فَأَطمَعَ في الوَص
- لِ وَعَرَّضتُ بِالسَلامِ فَردا
 
وَثَنى خَدَّهُ إِلَيَّ عَلى خَو
- فٍ فَقَبَّلتُ جُلَّنارًا وَوَردا
 
سَيِّدي أَنتَ ما تَعَرَّضتُ ظُلمًا
- فَأُجازى بِهِ وَما خُنتُ عَهدا
 
رِقَّ لي مِن مَدامِعٍ لَيسَ تَرقا
- وَإِرثِ لي مِن جَوانِحٍ لَيسَ تَهدى
 
أَتُراني مُستَبدِلًا بِكَ ما عِش
- تُ بَديلًا وَواجِدًا مِنكَ بُدّا
 
حاشَ لِلَّهِ أَنتَ أَفتَرُ أَلحا
- ظًا وَأَحسَنُ شَكلًا وَأَحسَنُ قَدّا
 
خَلَقَ اللَهُ جَعفَرًا قَيِّمَ الدُن
- يا سَدادَن وَقَيِّمَ الدينِ رُشدا
 
أَكرَمُ الناسُ شيمَةً وَأَتَمُّ النا
- سِ خَلقًا وَأَكثَرُ الناسِ رِفدا
 
مَلِكٌ حَصَّنَت عَزيمَتُهُ المُل
- كَ فَأَضحَت لَهُ مُعانًا وَرِدّا
 
أَظهَرَ العَدلُ فَاِستَنارَت بِهِ الأَر
- ضُ وَعَمَّ البِلادَ غَورًا وَنَجدا
 
وَحَكى القَطرَ بَل أَبَرَّ عَلى القَط
- رِ بِكَفٍّ عَلى البَرِيَّةِ تَندى
 
هُوَ بَحرُ السَماحِ وَالجودِ فَاِزدَد
- مِنهُ قُربًا تَزدَد مِنَ الفَقرِ بُعدا
 
يا ثِمالَ الدُنيا عَطاءً وَبَذلًا
- وَجَمالَ الدُنيا سَناءً وَمَجدا
 
وَشَبيهَ النَبِيِّ خَلُقًا وَخُلُقًا
- وَنَسيبِ النَبِيِّ جَدّاً فَجَدّا
 
بِكَ نَستَعتِبُ اللَيالي وَنَستَع
- دي عَلى دَهرِنا المُسيءِ فَنُعدى
 
فَاِبقَ عُمرَ الزَمانِ حَتّى نُؤَدّي
- شُكرَ إِحسانِكَ الَّذي لا يُؤَدّى
 
المراجع
- ↑ "على قدر أهل العزم تأتي العزائم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2022.
 - ↑ "لي حبيب قد لج في الهجر جدا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2022.