صفة صلاة الوتر ووقتها

صورة مقال صفة صلاة الوتر ووقتها

ما هي صلاة الوتر؟

معنى الوتر

يُعرّف الوتر في اللغة بأنّه: الفرد من الشيء أو العدد الفردي، أمّا في الاصطلاح: فإنّ الوتر هي صلاة مخصوصة يؤديها المسلم في وقتٍ محدد، وسميت بالوتر؛ لأنّ عدد ركعاتها يكون فرديًّا، وهي الصلاة التي يختم المسلم بها يومه وليلته؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى؛ فإذا خشيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً، توترُ لَهُ ما قد صلَّى)،[١]حيث بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ صلاة الوتر تُختتم بها صلاة الليل، وأقلّ صلاة الوتر ركعة واحدة، وأكثرها إحدى عشرة ركعةً أو ثلاث عشرة ركعة.[٢][٣]

حكم صلاة الوتر

صلاة الوتر سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، في حين ذهب الحنفية إلى أنّ صلاة الوتر واجبة، ومن الأدلة التي استدل بها جمهور الفقهاء على أنّها سنّة مؤكّدة؛ ما رواه طلحة بن عبيد الله من حديث الأعرابي الذي سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عما فرضه الله تعالى عليه في اليوم والليلة، فأجابه النبي: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[٤] وقد حثّ النبي على أداء الوتر وداوم عليها، وفي هذا دليل على فضل صلاة الوتر وأهميتها.[٣]


صفة صلاة الوتر وكيفيتها

صلاة الوتر تُصلى كغيرها من الصلوات؛ من حيث الأركان والواجبات، حيث إنّها تُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، وهي تُصلى بالفصل والوصل؛ وهاتان الصفتان وردتا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي بيان كيفيتها.[٥]

صلاة الوتر بركعة واحدة

يمكن أن تُؤدى صلاة الوتر بركعة واحدةٍ فقط، وهي أقل الوتر، بحيث يقرأ المصلي التشهد بعد السجود ويسلّم.[٦][٥]

صلاة الوتر بثلاث ركعات

وتكون كيفية صلاة الوتر في هذه الحالة بأن يؤدي المصلي ثلاث ركعات متّصلة بتكبيرة إحرام واحدة؛ وجلوس واحدٍ في آخرها، يتشهد فيه المصلي ويسلِّم، ولا يقعد غيره، فلا يتشهد بعد الركعتين، هذا في حالة الوصل، أما في حالة الفصل؛ فإن المصلي يؤدي ركعتين، ويسلم بعدهما ثم يأتي بالركعة الثالثة.[٦][٥]

صلاة الوتر بخمس ركعات

يمكن أن تصلى صلاة الوتر خمس ركعات متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدةٍ، وجلوس واحدٍ في آخرها يتشهد فيه المصلي ويسلّم، ولا يقعد غيره، فلا يتشهد بعد الركعتين ولا بعد الأربع، أي لا يجلس إلا في آخر الركعة الخامسة، كما يمكن أن تُؤدّى ركعتان ويسلم بعدها، وركعتين ويسلم بعدها، ثم يأتي بالركعة الخامسة.[٦][٥]

صلاة الوتر بسبع ركعات

يمكن أن تؤدّى صلاة الوتر سبع ركعات متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدة، وتشهُّدٍ أولاً؛ يكون في آخر الركعة السادسة، ثم ينهض ليأتي بالركعة السابعة، ثم يجلس في آخرها، فيتشهد التشهد الثاني ويسلِّم، وفي حال الفصل؛ فيمكن للمصلي أن يؤدّي ست ركعات منفصلات؛ بحيث يسلم بعد كل ركعتين، ثم يأتي بركعة سابعة.[٦][٥]

صلاة الوتر بتسع ركعات

يمكن للمصلي أن يصلي صلاة الوتر تسع ركعات متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدة وتشهُّدٍ أول؛ يكون في آخر الثامنة، ثم ينهض ليأتي بالركعة التاسعة، ثم يجلس في آخرها، فيتشهد التشهد الثاني ويسلّم، وبالإمكان أداؤها منفصلةً؛ بحيث يصلي ثماني ركعات، ركعتين ركعتين؛ أي يُسلّم بعد كل ركعتين، ثم يصلي الركعة التاسعة منفردةً.[٦][٥]

صلاة الوتر بإحدى عشرة ركعة

يمكن أداء صلاة الوتر بإحدى عشرة ركعة، حيث يؤديها المسلم منفصلةً، بحيث يسلِّم بين كل ركعتين، ويؤدي الركعة الأخيرة منفردة.[٥]


وقت صلاة الوتر

يبدأ وقت هذه صلاة الوتر من بعد أداء صلاة العشاء، وفيما يأتي تفصيل حول وقتها، وأفضل وقت للوتر.[٧]

وقت الوتر الشامل

وهو ما بين صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر الثاني، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله -عز وجل- زادكم صلاة وهي الوتر، فصلُّوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر).[٨][٧]

الوتر قبل النوم

إذا خشي المسلم أن لا يستيقظ في آخر الليل؛ فإنّه يؤدي الوتر قبل أن ينام، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه، ومن طمع أن يقومَ آخرَه، فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ).[٩]

الوتر في آخر الليل

إذا تأكد المسلم من أنّه سيستيقظ في الليل؛ فله أن يؤخّر أداء صلاة الوتر إلى آخر الليل وهو الأفضل؛ حيث يُستحب تأخير أداء الوتر إلى الليل باتفاق المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة؛ لما ثبت من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- الذي أشرنا إليه سابقًا.[٧]


ما حكم ترك صلاة الوتر؟

جمهور العلماء على أنّ الوتر سنةٌ مؤكّدة؛ أي أنّها من السنن التي لازمها النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فعلى المسلم أن يحافظ عليها اتباعًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولما لصلاة الوتر من فضل عظيم، ومن شدة أهمية صلاة الوتر ومكانتها؛ فإنّ بعض العلماء يرى أنّ من اعتاد على ترك صلاة الوتر فشهادته مردودة، وقال الإمام أحمد: "من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء، ولا ينبغي أن تقبل له شهادة"، لذلك يجب على المسلم الحرص على تأديتها ولو بركعة واحدة، وعند الحنفية فإنّ من لم يصل الوتر، فإنّه آثمٌ وعليه قضاؤها؛ لأنّ صلاة الوتر عندهم واجبة.[١٠]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:990 ، صحيح.
  2. [الوليد بن عبد الرحمن الفريان]، القنوت في الوتر، صفحة 18-19. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسّر، صفحة 350-354. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم:2678، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ [محمود عبد اللطيف عويضة]، كتاب الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 44-48. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج "كيف أصلي صلاة الوتر؟"، طريق الإسلام، 13/7/2010، اطّلع عليه بتاريخ 1/7/2024. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت سعيد بن وهب القحطاني، قيام الليل، صفحة 72-82. بتصرّف.
  8. رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد، عن أبي بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:23851، إسناده صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:755، حديث صحيح.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 291-301. بتصرّف.

brief ملخص المقال

صلاة الوتر هي صلاة يؤديها المسلم يختتم بها صلاة الليل، بركعات فردية العدد؛ أقلها ركعة واحدة وأكثرها إحدى عشرة ركعة، وحكمها سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وهي واجبة عند الحنفية، وتُصلى كغيرها من الصلوات من حيث الأركان والواجبات، وللمسلم أن يصليها بركعة واحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة ركعة، وقد ورد عن النبي أنّه صلاها متصلة أي يؤدي الركعات متصلة دون تشهد وتسليم إلا في آخر ركعة، وإما أن يؤديها منفصلة، أي يؤديها ركعتين ركعتين يسلم بينهما، ويأتي بالركعة الأخيرة منفردة، وأما وقت الوتر فيبدأ من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ويُفضل تأديتها في آخر الليل، لكن يمكن أداؤها قبل النوم إذا خشي المسلم عدم الاستيقاظ لأدائها.

brief

faqأسئلة شائعة

  • يقرأ المصلي في صلاة الوتر بالفاتحة وسورة بعدها، وذكر العلماء أنّه يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بسورة الأعلى، وفي الثانية بسورة الكافرون ويختم الركعة الثالثة بسورة الإخلاص، ومنهم من قال إنّه يستحب قراءة سورة الأعلى والكافرون في أول ركعتين، وفي الركعة الثالثة يقرأ المعوذتين (الفلق والناس) وسورة الإخلاص.[10]

  • ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه يشرع أن يقنت المصلي في صلاة الوتر ويدعو بدعاء القنوت بعد أن يرفع من الركوع، ودعاء القنوت هو: (اللَّهمَّ اهدِنا فيمَنْ هدَيْتَ وعافِنا فيمَنْ عافَيْتَ وتولَّنا فيمَنْ تولَّيْتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيْتَ وقِنا شرَّ ما قضَيْتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضَى عليكَ إنَّه لا يذِلُّ مَن والَيْتَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ).[11][10]

  • إنّ لصلاة الوتر فضلًا عظيمًا، وهي آخر ما يختم به المسلم ليلته، ومما يؤكّد على فضلها مداومة النبي -عليه الصلاة والسلام- عليها وحث المسلمين على أدائها، وورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: (الوِتْرُ ليس بِحَتْمٍ كصلاتِكم المكتوبةِ ولكنْ سَنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالَ إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ ، فأَوْتِرُوا يا أهلَ القُرآنِ).[13][8]

للأعلى للأسفل