قصة النمرود ضد شداد بن عاد

قصة النمرود ضد شداد بن عاد


النمرود وشداد بن عاد

النمرود وهو نمرود بن كنعان بن كوش وهو واحد من ملوك الدنيا الأربعة، الذين كان لهم سطوة على شرق الأرض وغربها، وكان من كفارها هو وشداد بن عاد،[١] أما شداد بن عاد فهو شداد بن عاد بن ملطاط بن جشم بن عبد شمس، بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وقد كان ملكًا وامرءًا حازمًا،[٢] الذي قيل عنه أنه تزوج لألف امرأة وكان له أربعة آلاف ولد، وعاش ألف عام.[٣]


قصة النمرود ضد شداد بن عاد

في زمنٍ من الأزمنة الغابرة استبد فيها المُستبدون حدّ الجنون حتى باتت الأرض تحوي ملوكًا طغاةً ما مرّت على أي حقبة من حِقَبِ التاريخ الإنساني، وقد كان أولئك الملوك يتحدون الله جل وعلا، حتى أنهم ادعوا الألوهية وتحدوا الله في بناء جنة في الأرض، وقد ادّعى النمرود بن كنعان الألوهية، وأراد شدّاد بن عاد بناء الجنة في الأرض، وقد كان الاثنان ملكين جبارين.[٤]


قصة النمرود بن كنعان

نشأ النمرود بن كنعان في أرض بابل وهي من أعظم الحضارات على وجه هذه البسيطة، وقد كان عصره مليئًا بالرخاء حتى أُعطي من كل شيء، كما كان قائدًا جبارًا للجيش، وكان لا يقبل أن يكون هناك ملكٌ سواه في الكون، وكانت كل الأرض تقع في قبضته، حتى جعل أهل بابل يعبدونه على أنه الشمس، كما كانوا يعبدون زوجته على أنها القمر، ولم يُعلم وقتُ ولادته، وتمرد على الله عز وجل وأعلن نفسه إلهً للبشر، وأبا أن يكون إله غيره في الأرض والسماء.[٤]


حينما واجه سيدنا إبراهيم عليه السلام أراد أن ينظر إلى رب إبراهيم فبنى برجًا عاليًا وصل به حدّ الغيوم، ولكنه انهار وسقط به، حتى جاء يومٌ خرج فيه القوم إلى عيدهم وتركوا خلفهم أصنامهم التي يعبدونها، وحينها جاء إبراهيم عليه السلام وحطمها جميعًا إلا كبيرهم، وعندما جاء القوم طلب منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسألوا كبيرهم ولكنهم اعترضوا بأنه لا يعي ولا ينطق، وعندما وصل خبره إلى النمرود أمر رجاله بأن يشعلوا نارًا عظيمة وأن يلقوا إبراهيم فيها ولكنها كانت بردًا وسلامًا عليه بأمرٍ من الله تعالى.[٤]


بعد تلك الحادثة، أرسل الله عز وجل للنمرود ملاكًا حتى يدعوه ولكنه أبى ولأعد جيشًا عظيمًا لمحاربة الملاك وليكون إلهًا للأرض والسماء، ولكن الله عز وجل أرسل عليه وجيشه الباعوض الذي أكل لحومهم وما أبقى إلا العظم، أما النمرود فقد دخلت باعوضةٌ في أنفه حتى وصلت دماغه وكان لا يهدأ إلا بضرب النعال حتى أُصيب بالجنون وكانت نهايته.[٤]


قصة شداد بن عاد

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}[٥]، وقد ذكرت الروايات بأنه كان هناك ملكًا ذا بأسٍ شديد وملك النيا وأذعنت له ملوك الأرض جميعًان وعنما سمع بجنةِ عدن التي أعدها الله عز وجل لعباده المؤمنين، قرر بناء واحدةٍ في الأرض يتحدّى بها الله عز وجل، وحينها قام ببناء مدينةٍ عظيمة كبيرة في بعض صحاري عدن، وقد أتم بناءها في ثلاثمائةٍ سنةٍ، وكان يبلغ من العمر حينها تسعمائة عام.[٦]


وكان قد بنى فيها قصورًا من الذهب والفضة، وجعل فيها أساطين من الزبرجد والياقوت، وأصنافًا ن الأنهار والأشجار، وبعدما أتم بناءها توجه هو وقومه إليها بعد أن ساروا يومًا وليلة، ولكنهم وقبل أن يدخلوها بعث الله عز وجل عليهم صيحةً من السماء أهلكتهم.[٦]


وذكر كثيرٌ من العلماء إنكارهم لهذه القصة حتى اعتبروها من الخرافات التي جاء بها المفسرون والقصاصون، من كَذِب بني إسرائيل، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله أن ذكر عاد جاء من باب الإخبار عن هلاكهم وما حل بهم من عذاب الله والله تعالى أعلى وأعلم.[٦]

المراجع

  1. شهاب الدين النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب مع الفهارس ج، صفحة 1-16. بتصرّف.
  2. وهب بن منبه، التيجان في ملوك حمير، صفحة 74. بتصرّف.
  3. محمد بن أحمد بن إياس الحنفي، بدائع الزهور فى وقائع الدهور، صفحة 76. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "ذكر عدو الله نمرود وهلاكه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  5. سورة الفجر، آية:6-8
  6. ^ أ ب ت "قصة شداد بن عاد ، وبيان بطلانها ."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
46 مشاهدة
للأعلى للأسفل