محتويات

قصص عن الأمانة للأطفال
الأمانة من الصِّفات التي يجبُ أنْ يتَّصِف بها الْمُسْلم، وهي خُلُقٌ عظيمٌ كان يتَّصِفُ به الأنبياء والصالحون على مرِّ الْأَزمان، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)،[١] وروى أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (أدِّ الْأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخُن من خانك)،[٢] وسنتعرَّفُ الْيوْم على قصصٍ تتكلَّمُ عن الْأمانة.
أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانَ نبيُّنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، مثالًا يُحتَذى به في الْأمانة، وقد كانتْ قُريْش تُلَقِّبُه بالْأمين لشِدَّةِ ما رأتْهُ من أمانَتِه، ومن مواقِفه الَّتي تدُلُّ على ذلك:
تجارته معَ خديجة رضي الله عنها
كانت خَديجَة بنتُ خُويْلد امرأَةً غنيَّة، ولها أموالٌ تُتاجِرُ بها إلى بلاد الشَّام، وكانت تبْحَثُ عنْ رجُلٍ أمين تأتمنُهُ على مالِها، فحدَّثَها غُلامُها ميسَرة عن مُحمّد، ولم يكُن قدْ بُعِثَ وقْتها، وأخبرها ميسَرَةُ عنْ أمانته وصِدْقِه، فأَرْسلته للتِّجارة بمالها فعادَ لها بالرِّبْحِ الْكثير.[٣]
وقد زادَ مالُها وباركَ الله لها فيه، فما كانَ منها إلا أن تخْطِبَهُ لنفْسِها لما رأَت من أمانتِه وبرَكاته، وعلِمت أنَّهُ خيْرُ من تأْتًمِنُهُ على نفْسِها أيضًا؛ فسيصونُها ويكونُ لها نعْم الزَّوْج -عليه أفضل الصلاة والسلام- وهي كانتْ لهُ زوجةً مُخْلِصة عطوفًا، رضي الله عنها وأرْضاها.[٣]
قصته مع الحجر الأسود
لمَّا أعادَت قُريْشُ بِناءَ الْكعْبة واختلفوا على من يضَعُ الْحجَرَ الأسود مكانه، اتَّفقوا على أن يحْكُمَ بيْنَهُم أوّل من يدْخُلُ عليهم؛ فدخَلَ عليْهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكُن نبيّاً بعد، فقالوا بصوتٍ واحد: "ها قد جاء الأمين رضينا بحُكْمه"، فحكم بينَهُم بالحق وحلَّ خلافَهُم بكلِّ أمانة.[٤]
وضع قريش أماناتهم عنده
كانتْ قُريْشٌ تضَعُ أماناتِها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى بعدما أصبح نبيَّا وحاربوه، فلم يمْنعْه ذلك من أن يبقى على أمانته معهم، بل ظلُّوا يثقونَ بأمانتِهِ فمن كانَ أمينًا لا يخون إطْلاقًا، ولما هاجر النَّبي إلى الْمدينة أبقى خلْفَه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ حتى يُرْجِعَ الْأمانات إلى أصْحابِها.[٥]
قصة بائعة الحليب وابنتها
في زمَنِ خِلافَة عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-، انتشَرَ غِشُّ بائعي الْحَليب، فأصْبَحوا يخْلِطونَ الْحَليب بالْماءِ حتّى يكْثَرَ ويبيعوا كمِّيَّةً أكْبر منه، فلمَّا سَمع الْخليفةُ عمر بذلك، نهاهُم عن ذلكَ الْفِعل، فَخَرَجَ ذاتَ ليْلَةٍ مُتَخَفِّيًا يتفقَّدُ أحوال رعيَّته؛ لِيرى من يغُشُّ الْمُسلمين فهو مؤتمنٌ عليْهم، فمرَّ ببيتٍ بسيط فيه أم وابنَتُها.[٦]
وسَمِعَ الأُمَّ تقول للابنة: اخلطي الْحليبَ بالماء، فقالت الفتاة: إنَّ أمير المؤمنين نهى عن ذلك، فقالت الأم: ولكنَّ أمير المؤمنين لا يرانا فافعلي ما أقول لك، قالت الابنة: إذا كان عُمَرُ لا يَرانا فإنَّ الله يرانا يا أمِّي، فأُعْجِبَ عمَرُ -رضي الله عنه- بأمانتِها واستشعارها مراقبَة الله لها، فزوَّجها أحد أبنائِه.[٦]
المراجع
- ↑ سورة المؤمنون، آية:8
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3535، صححه الألباني.
- ^ أ ب سعيد القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فقه المعاملات، صفحة 941. بتصرّف.
- ^ أ ب شمس الدين السفيري، شرح البخاري للسفيري، صفحة 313. بتصرّف.