محتويات

ما هو غار حراء؟
الغار في اللغة هو ما حُفِرَ من الجبل فشكَّل ما يُشبه البيت الصغير، وإذا اتَّسعت مساحته ومداه صار اسمه كهفًا، وغار حراء هو المكان الذي كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- حين اقترب عمره من الأربعين يخلو فيه بنفسه، ويتعبَّد فيه اللّيالي ذوات العدد من شهر رمضان، فكانت خديجة -رضي الله عنها- تُعد له الزاد للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ويخرج إلى الغار فيبقى فيه أيامًا، وكان هذا قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام-، وقد كان من عادة بعض العرب في الجاهليَّة الذهاب في رمضان إلى الكُهوف والمغارات؛ لتعظيم الله تعالى بعيدًا عن النَّاس، ومشاغل الحياة.[١][٢]
لماذا سُمي غار حراء بهذا الاسم؟
سُمّي غار حراء بهذا الاسم نسبةً إلى الجبل الذي يقع الغار على سفحه، وهو جبل حراء، ولغار حراء اسمٌ آخر عُرف بين أهل مكة المكرّمة، وهو غار النور، وعُرف الجبل باسم جبل النُّور.[٣][٤]
مكانة غار حراء وأهميته
إنّ لغار حِراء مكانةً ومنزلةً عظيمةً في الإسلام، ومما يدل على هذه المكانة والمنزلة:[٥]
- أنّه غار حراء كان اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته للاختلاء والتفكّر به لأيام وليالٍ بعيدًا عن الناس.
- أنّ الوحي جبريل -عليه السلام- نزل أوّل ما نزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- في غار حراء.
- أنّ أول ما من القُرآن الكريم كان في غار حراء، وهي الآيات الأُولى من سورة العلق من قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).[٦]
شكل غار حراء ووصفه
يتمتع غارُ حِراء بشكلٍ مميّز على سفح جبل حراء؛ فهو عبارةٌ عن فجوةٍ بابُها من جهة الشّمال، ويتّسع لخمسة أشخاصٍ جالسين، وارتفاعهُ كارتفاع قامةِ شخصٍ مُتوسِّط الطُّول، وقمَّتهُ تشبه سنام الجمل، ولا يوجد جبلٌ في مكَّة ولا في الدُّنيا كلِّها يشبه جبل حراء، فهو جبلٌ فريدٌ شكله.[٣]
موقع غار حراء
يقعُ غارُ حِراء على جبل حراء بأعلى مكَّة، في الشمال الشرقي لبيت الله الحرام، ويكون على يسار السَّائر إلى مِنى وعرفات، ويبعد عن مكة المكرمة قرابة 3 أميال، أمّا بالنسبة لارتفاعه؛ فإنّه يرتفع عن سفح الجبل مقدار 281 مترًا، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 621 مترًا،[٥][٧] ويُشرف غار حراء على مكة المكرمة؛ حيث يُمكن للواقف فيه أن يرى مكة وأبنيتها، وهو مطّلٌ على غار ثور.[٣]
الحكمة من اختيار الرَّسول التَّعبُّد في غار حراء
اختار النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- التَّعبُّد في غار حِراء لحِكم عديدة ومميزات اختص بها غار حراء، منها ما يأتي:[٨][٩]
- غار حراء مكان مُناسب للتفكُّر والتَّعبُّد؛ حيثُ إنَّهُ بعيدٌ عن طريق النَّاس، وضوضاء الحياة.
- يمكن للمختلي في غار حراء مشاهدة بيت الله الحرام وتأمل الكعبة المشرفة.
غار حراء في السنة النبوية
ورد ذكر غار حراء في السنة النبوية في حديث بدء الوحي الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها-، ومنه قولها: (ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ - اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ).[١٠]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 474. بتصرّف.
- ↑ محمد سعيد البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 60-61. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 512. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن شراب، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، صفحة 97-98. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد محيي الدين حمادة، كتاب الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب، صفحة 185-186. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية: 1-4
- ↑ أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 302. بتصرّف.
- ↑ سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 590-591. بتصرّف.
- ↑ حمزة قاسم، منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، حديث صحيح.
ملخص المقال
غار حراء هو مكان في جبل حراء كان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يختلي فيه للتعبد قبل بعثته، ويقع الغار شمال شرق مكة المكرمة، ويطل على الكعبة المشرفة، ويتميز الغار بشكله الفريد، وقد نزل الوحي جبريل -عليه السلام- لأول مرة على النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الغار، حيث نزلت أول آيات القرآن الكريم فيه، واختار النبي هذا المكان قبل بعثته؛ لأنّه بعيد عن الناس وضوضاء الحياة، مما يجعله مناسبًا للتفكر والتعبد، وقد ورد ذكر غار حراء في السنة النبوية في حديث بدء الوحي.
أسئلة شائعة
غار ثور أكبر من غار حراء مساحةً، وأبعد منه عن مكة المكرمة، كما أنّ غار ثور يقع جنوب مكة، أما غار حراء فهي في الشمال الشرقي من مكة المكرمة.
ورد في الحديث النبوي أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته كان يتردد إلى غار حراء، ويمكث فيه الليالي ذوات العدد، ولم يُذكر عدد هذه الليالي على التحديد، وتعددت أقوال العلماء في تفسير "الليالي ذوات العدد" هل هي ليالٍ كثيرة أم قليلة.
يقع غار حراء على جبل حراء، ويرتفع عن سفح الجبل مقدار 281 مترًا، وعن سطح البحر 621 مترًا.