أين يقع غار حراء وغار ثور

صورة مقال أين يقع غار حراء وغار ثور

أين يقع غار حراء؟

يقع غار حراء في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المسجد الحرام، في أعلى جبل النور، والذي يُطلق عليه اسم جبل حراء نسبةً إلى الغار فيه، ويبلغ ارتفاعه مئتين وواحد وثمانين متراً، وصعود جبل حراء صعبٌ؛ حيث يستغرق ما يقارب ساعةً من الوقت حتى الوصول إليه، وأما بالنسبة لحجم وسعة الغار من الداخل فهو ضيّقٌ نسبيًا، لا يتّسع إلا لاثنين يصليان، أحدهما إمام والآخر مأموم، ويبلغ طول غار حراء ثلاثة أمتار، وأقصى عرضه مترٌ وثلاثون سنتيمتراً.[١]

وقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يلجأ إلى غار حراء قبل أن يبعثه الله تعالى نبيًا ويكلّفه بالرسالة، فيذهب إلى الغار ليخلو بنفسه فيه، ويجلس فيه اللّيالي المتواصلة يتفكّر في الكون من حوله ويتعبّد إلى ربّه، ثمّ يعود إلى أهله يطمئنّ عليهم، ويأخذ زاده، ويعود إلى الغار مرةً أخرى.[١]


مكانة غار حراء

إنّ لغار حراء رمزيّةٌ ومكانةٌ في الإسلام؛ فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يذهب إلى غار حراء يتحنّث فيه -أي يتعبد فيه معتزلًا الأصنام-،[٢]وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي جبريل، فينشغل بالتفكّر والتوجّه إلى الله وحده، تاركًا عبادة الأوثان التي كان عليها قومه،[٣] ثمّ يعود إلى أهله يتزوّد ويرجع إلى الغار، حتى أتاه الوحي جبريل ونزل عليه أول مرّةٍ وهو في غار حراء.

وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن اختلاء النبي -عليه الصلاة والسلام- في غار حراء، ونزول جبريل عليه فيه فقالت: (وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ}، فَرَجَعَ بها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ).[٤][٥]


أين يقع غار ثور؟

يقع غار ثور في الجهة الجنوبيّة من مكة المكرمة، وهو عبارة عن صخرة فيها تجويف تقع أعلى الجبل الذي يحمل نفس الاسم، وله فتحتان؛ فتحة في مقدّمته والأخرى في مؤخّرته، اختاره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه- ليمكث فيه حين غيّر الطريق المعتادة في هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهو الغار المذكور في قول الله تعالى: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا)، فحفظ الله تعالى فيه نبيّه وصاحبه فيه فحجبهما عن أعين المشركين.[٦]


مكانة غار ثور

تتمثّل مكانة غار ثور في الإسلام في أنّ القرآن الكريم أشار إليه في الآية المذكورة سابقًا، وأنّه كان ملاذ النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه أبي بكر -رضي الله عنه-في هجرتهما؛ حيث خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه من مكة المكرمة في الهجرة إلى المدينة المنورة، فاتّجها إلى غار ثور، وبقيا فيه ثلاثة أيّام حتى يئست قريش من أن تعلم مكانهما، وفي هذه المدّة وصلت قريش إلى باب الغار، لكنّ الله أعمى أبصارهم من أن يرَوا رسول الله وصاحبه.[٧]

وفي ذلك يروي أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- فقال: (نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)،[٨] فكان هذا الغار ملجأً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في الهجرة.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب محمد حمادة (2006)، الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب (الطبعة 1)، دمشق :دار اقرأ، صفحة 185-186. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى يتحنّث"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2024. بتصرّف.
  3. محمد عبد الوهاب (1418)، مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية:وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، صفحة 68 . بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، حديث صحيح.
  5. محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق :دار القلم، صفحة 262، جزء 1. بتصرّف.
  6. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 710. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن القيم (2019)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة 3)، الرياض :دار عطاءات العلم ، صفحة 64-65، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:2381، حديث صحيح.

brief ملخص المقال

يقع غار حراء في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام على جبل النور، ويبلغ ارتفاعه 281 مترًا. كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يختلي فيه قبل البعثة للتعبّد والتفكّر، أما غار ثور فيقع جنوب مكة المكرمة، واختاره النبي وصاحبه أبو بكر -رضي الله عنه- للاختباء به أثناء الهجرة إلى المدينة، وقد أشار القرآن الكريم إلى غار ثور بأنّ النبي وصاحبه احتموا به من أعين المشركين.

brief

faqأسئلة شائعة

  • يمتاز غار ثور في أنّه أكبر من غار حراء، وأبعد منه عن مكة المكرمة، ويقع جنوب مكة، في حين أنّ غار حراء يقع في الشمال الشرقي لمكة.

  • يبعد غار ثور مقدار أربعة كيلو مترات عن مكة المكرمة.

  • يجوز للمسلم الصعود إلى غار حراء وغار ثور للاطلاع والاستكشاف والقرب من سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- ومعرفة أحداثها عن قرب، لكنّ لا يجوز قصدها وتخصيصها بالزيارة بقصد التعبّد.

للأعلى للأسفل