محتويات

من أول من رمى الكعبة بالمنجنيق؟
رميت مكة المكرمة بالمنجنيق في عهد المسلمين مرتين، ولم يقصد بها رمي الكعبة، وكانت أول مرة في عهد يزيد بن معاوية سنة 64 للهجرة، والمرة الثاني كانت في عهد عبد الملك بن مروان، وعلى يد عامله الحجاج بن يوسف الثقفي، وتعتبر حادثة الحجاج في عهد عبد الملك بن مروان هي الأشهر والمتداولة بين المسلمين على أن أول من رمى الكعبة هو الحجاج بن يوسف الثقفي، ولا بد للتنويه إلى أن حصار مكة كان بسبب خلاف بين الخلفاء الأمويين وعبد الله بن الزبير، ولم يكن القصد رمي الكعبة بالمنجنيق أو هدمها. والله أعلم
لماذا رميت الكعبة بالمنجنيق؟
رمي الكعبة بالمنجني في عهد يزيد بن معاوية
رميت الكعبة بالمنجنيق في سنة 64 للهجرة عندما تولى يزيد بن معاوية الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 للهجرة، وحينما بويع له بالخلافة امتنع عن مبايعته عددٌ من الصحابة منهم عبد الله بن الزبير ضي الله عنه، وقد بعث يزيد إلى واليه على المدينة، حتى يأخذ من لم يبايع أخذاً شديداً، إلّا أنّ عبد الله بن الزبير أصر على موقفه، وتعنت ولاذ بالحرم.
أمر بعد ذلك الخليفة الأموي باستخدام القوة معه، فقام عامل يزيد بن معاوية وأحد قادة جيش الأمويين بنصب المنجنيق (يذكر أنه الحصين بن نمير)، وضرب الكعبة حتى احترق جزءٌ من جدارها، وبعد موت يزيد عادت تلك الحملة العسكرية إلى الشام، دون أن تحقق هدفها في إخضاع عبد الله بن الزبير.[١]
رمي الكعبة بالمنجنيق في عهد عبد الملك بن مروان
تعرضت الكعبة للرمي بالمنجنيق في سنة 73 للميلاد وتحديداً في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث قرر الخليفة في مرحلةٍ من مراحل القوة التي مرت بها الدولة أن يسير حملة عسكرية لإخضاع مكة والمدينة التي كانت تحت خلافة عبد الله بن الزبير، فكلف أحد قادته، وهو الحجاج بن يوسف الثقفي للتوجه بجنده إلى مكة المكرمة للقضاء على خلافة عبد الله بن الزبير، فقام الحجاج بنصب المنجنيق على جبل أبي قبيس ثم رمي الكعبة، فكانت نتيجة هذا الأمر القضاء على خلافة عبد الله بن الزبير وقتله.[٢]
هل هدمت الكعبة في عهد المسلمين؟
لم تهدم الكعبة المشرفة بقصد هدمها فقط، وإنما هناك مناسبتان مرتبطتان بعبد الله بن الزبير تم فيهم هدم الكعبة وإعادة بنائها، وتاليًا توضيح لهاتين المناسبتين:[١]
هدم الكعبة وإعادة بنائها في عهد عبد الله بن الزبير
بعد أن تعرضت الكعبة المشرفة لتهدم وحرق أجزاء من جدرانها؛ بسبب حصار جيش يزيد بن معاوية في سنة 64 هجري، قرر عبد الله بن الزبير إعادة بناء الكعبة المشرفة، ولكن على القواعد التي أقامها إبراهيم عليه السلام، حيث كانت حادثة قبل الإسلام أن قريش هدموا الكعبة، وأعادوا بناءها ولكن ليس على قواعد إبراهيم عليه السلام، بسبب نقص في الأموال، وقد استمد عبد الله بن الزبير رأيه من حديث سمعه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وكان نص الحديث أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، لَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُ عَهْدٍ بجَاهِلِيَّةٍ، لَأَمَرْتُ بالبَيْتِ، فَهُدِمَ، فأدْخَلْتُ فيه ما أُخْرِجَ منه، وأَلْزَقْتُهُ بالأرْضِ، وجَعَلْتُ له بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ به أَسَاسَ إبْرَاهِيمَ.[٣]وقد نفذ عبد الله بن الزبير رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم كما وردت بالحديث، وهدم الكعبة وأعاد بناءها.
هدم الكعبة وبنائها في عهد عبد الملك بن مروان
في سنة 73 هجري وبعد مقتل عبد الله بن الزبير، أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الملك، وقال له إن عبد الله بن الزبير زاد في بناء الكعبة المشرفة عن ما كانت عليه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فأمره أن يعيدها كما كانت، فهدم الحجاج ما بناه ابن الزبير، أغلق باب، رفع الباب الآخر عن الأرض، وبقية الكعبة على هذا الحال إلى يومنا هذا.
المراجع
- ^ أ ب "هل هدم يزيد بن معاوية الكعبة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2024. بتصرّف.
- ↑ "من الذى ضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق فى عهد الإسلام، ولماذا؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2024. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1586، صحيح.
ملخص المقال
يشتهر بين أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو من رمى الكعبة بالمنجنيق، ولكن هناك أثر تاريخي يفيد بأن أحد قادة جيوش يزيد بن معاوية، قام بحصار مكة ورماها بالمنجنيق، وكذلك أحرق الكعبة، ما أجمع عليه أهل العلم، أن سواء رمي الكعبة بالمنجنيق، أو حرقها لم يكن المقصود به الكعبة، وإنما حصار من فيها وإخضاعهم.
أسئلة شائعة
مما تم توثيقه في التاريخ، فإن أول من هدم الكعبة كانت قريش، وكان هدمها بقصد ترميمها وإعادة بنائها؛ بسبب السيول التي أثرت فيها، وقد حدثت هذه الحادثة في زمن سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- ولكن قبل البعثة، وقد اشتهرت قصة مشاركة -عليه الصلاة والسلام- في وضع الحجر الأسود بعد أن اختلفت قريش في أمره. والله أعلم.
لم تهدم الكعبة بالمنجنيق، ولكنها تعرضت لأضرار بسبب رمي مكة بالمنجنيق في عهد يزيد بن معاوية، وفي عهد عبد الملك بن مروان على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.