أهمية التوكل على الله

صورة مقال أهمية التوكل على الله

تعريف التوكل على الله

هو التصديق التامّ بالاعتماد على الله -تعالى- من قِبَل العبد، والثّقة بأنّ قضاءَه ماضٍ مع اتّباع أوامره واجتناب نواهيه، بالإضافة إلى اتّباع سنّة الرّسول -عليه السّلام- ومن الجدير بالذّكر أنّ التوكّل على الله واجب في الشريعة الإسلاميّة.

ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)،[١] ويُصنّف التّوكّل على الله من الأعمال القلبيّة التي يلتزم بها المؤمن، حيث يكمُن بالإيمان بقضاء الله وقدره، محبّته ومعرفته حقّ المعرفة وتطهير النّفس من كافّة الرّذائل؛ كالسّحر والحسد وما شابه، بالإضافة إلى الرضا بقدر الله -تعالى- والصّبر على الابتلاءات.[٢]

أهمية التوكل على الله

تكمُن أهمّية التوكل على الله في أن يلجأ العبد إلى الله -تعالى- وحده ويطلب منه ما يريد، وفيما يأتي بيان أهمّية وفوائد التّوكّل على الله:[٣]

  • إنّ التوكّل على الله -تعالى- سبيل للعزّة والنّجاة من كافّة المصائب، ودليل ذلك عندما أُلقيَ إبراهيم -عليه السّلام- في النّار، حيث ردّد قول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، حتى أصبحت النّار بردًا وسلامًا عليه.
  • إنّ التوكّل على الله يحصد المسلم من خلاله الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
  • التوكّل على الله يُشعر صاحبه بالأمان والتّحصّن من كلّ أمرٍ يخافه.
  • التوكّل على الله -تعالى- سببٌ رئيسٌ للاستعانة به في كافّة الأمور، ودليل ذلك فعل الرّسول -عليه السّلام- يوم أحد.
  • التوكّل على الله -تعالى- سببٌ لحسن الظّن به، ورفع الخوف والظلم وردّ كيد العدوّ على نفسه.

كيفية تحقيق التوكل على الله

فيما يأتي بيان كيفية تحقيق التوكل على الله:

التصديق بالقضاء والقدر

عندما يؤمن العبد بقضاء الله وقدره في الخير والشرّ؛ فإنّه حتمًا سيتوكل على الله -تعالى- حقّ التّوكّل، ويطمئن على ما سيواجهه في حياته الدّنيا، بالإضافة إلى الإيمان بما كتبه الله -تعالى- باللوح المحفوظ، وأنه -سبحانه وتعالى- وحده المتصرّف في الكون، فلا يحدث أمرًا دون علمه وقدرته.[٤]

الإدراك بأنّ الأمر كلّه لله

وضّحت الشريعة الإسلاميّة بكافّة أدلّتها بأنّ الأمور كلها تُفوّض إلى الله -تعالى- فبيده تُسيَّر الأمور؛ حيث لن يحصل الشرّ والخير إلا بعلمه ومشيئته، فمن أدرك ذلك بات مطمئنًا ومؤمنًا بالله ورسوله -عليه السّلام- ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).[٥][٦]

الأخذ بالأسباب

إنّ التوكّل على الله -تعالى- لا يقتصر على القلب، بل يجب أن يظهر على الجوارح أيضًا من خلال السّعي، وإلا يتحوّل مفهوم التوكّل إلى التواكل، ممّا يعني أن التوكّل على الله -تعالى- يجب أن يكون مقترنًا بالأخذ بالأسباب.[٧]

التوكّل على الله من الإيمان

إنّ التوكّل على غير الله -تعالى- يُعدّ شركًا أكبرًا، حيث جاءت بعض الآيات القرآنية التي تتضمّن أركان الإيمان مقترنة بالتوكّل على الله، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).[٨][٩]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:51
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 185. بتصرّف.
  3. خلدون نغوي، التوضيح الرشيد في شرح التوحيد، صفحة 178. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 152. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:123
  6. حسين بن محمد المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 5. بتصرّف.
  7. أبو فيصل البدراني، شفاء الضرر بفهم التوكل والقضاء والقدر، صفحة 42. بتصرّف.
  8. سورة الطلاق، آية:2-3
  9. سليمان بن حمد العودة، شعاع من المحراب، صفحة 46. بتصرّف.
للأعلى للأسفل