محتويات

قصيدة فرِق الفراقُ
يقول الشاعر العباسي أبزون العماني:
فرِق الفراقُ لطولِ ما نَتَلاقى
- من أن أصُبَّ على الفراق فراقا
 
 
فعلام تحسبُني الوشاة مُنَزَّها
- في الشوق عما يتلفُ المشتاقا
 
 
أوَ ما يرونَ الجفَنَ خاطب لوعةٍ
- بكرٍ وقد بذل الدموع صداقا
 
 
يا عين إن لم يكفهم أن تسكبي
- دمعاً فذوبي واسكبي الآماقا
 
 
تَرَك اصفراري والنحولُ كلاهما
- في العشق جسمي يُنذِرُ العَشَّاقا
 
 
فكأنَّهُ أَلِفٌ بِخَطٍ مُذهَبٍ
- جَعَلَ الدُّجى أرقي له ورّاقا
 
 
لام الحسودُ وقالَ دَع عنكَ الهوى
- ليزيدني بملامِه أشواقا
 
 
وعزيزةٍ قالت مقال مُجَرّبٍ
- ساوى الحكيمَ بفَهمِه أو فاقا
 
 
كم مُضمرٍ كيداً إِذا جالَستَهُ
- أبدى الخُنُوَّ وأظهر الإشفاقا
 
 
والنار نورٌ ملء عينيك ساطعٌ
- لو لم تجد في طبعها الاحراقا
 
 
ومن الضَّلالةِ أن تُعاشِرَ مَعشراً
- ساقوا الى سُوقِ النِّفاقِ نفاقا
 
 
تَسعَى ولو اعطيتَ سَعيَكَ حقَّهُ
- لبلَغتَ ما أمَّلتَهُ استحقاقا
 
 
فمؤيَّدُ السلطان زُر ودع الورى
- وعمانَ يَمِّم واهجُرِ الآفاقا
 
 
فيه يروقك وجهُ جاهِك منظراً
- وبها تطيبُ لك الحياةُ مَذاقا
 
 
عاود بلادك واقصد الملك الذي
- يكسو دُجى آمالك الاشراقا
 
 
مَلِكٌ اذا لسعَتك يوماً نكبةٌ
- صادفتَ من إنعامِه دِرياقا
 
 
يستعذبُ الاطلاق حتى انَّه
- ليرى غذاءَ سماحِهِ الاطلاقا
 
 
لو سرتَ فُزتَ من اليسار بطائلٍ
- تسرو به عن قومك الاملاقا
 
 
هذا وقلتُ لعاذلٍ لك عندما
- تهبُ الهباتِ فتكثر الانفاقا
 
 
يا مَن يلوم على السَّماح رفيقه
- رفقا فلم أَرَ كالغنى إرفاقا
 
 
فلئن رآك اطوعَ خادمٍ
- إن حَلَّ راق وإن ترحَّلَ شاقا
 
 
لو حُمِّلَ الأمرَ الجسيمَ وفَا بهِ
- أو حُمِّلَ العبءَ الثقيلَ أطاقا
 
 
في السِّلم يخدم باللسان وفي الوغى
- بالسيف ليس بهائبٍ ما لاقى
 
 
فعلمتُ انّي إن اخذتُ برأيها
- لم أعدُ في ترك الخلاف وفاقا
 
 
ووجدتُ من قبل الرَّحيل جوارحي
- يُرهِقنَ عزمي في السُّرى ارهاقا
 
 
حُبّاً لطلعة ذلك القمر الذي
- لا يكتسي غبَّ التماممُحاقا
 
 
ومصالح الاقليم في قلمٍ لهُ
- يتكفَّلُ الآجال والارزاقا
 
 
يقظان يرعى المكرماتِ كأنَّه
- وجد الرقادَ أمَرَّ شيءٍ ذاقا
 
 
ويُطالع العلياءَ حتى أنَّه
- عند الرَويَّة يكرهُ الاطراقا
 
 
وتخالُ تحت الليل ضوءَ جبينهِ
- صُبحاً يَمُدُّ على الظلام رواقا
 
 
ويكاد من فرط التناهي في العُلى
- يَرقَى مع الهِمَمش التي تتراقى
 
 
وسيوفُهن في كُلِّ يوم كريهةٍ
- تَسقى العدى كاسَ الحمام دهاقا
 
 
ما في خلائقها هنالك رقَّةٌ
- لكن مضاربها خُلِقنَ رقاقا
 
 
ولو استطاع الناسُ يومَ ركوبهِ
- فرشوا لِوَاط جيادِه الاحداقا
 
 
ولقد نذرت لئن رأيت وقد حدا
- بركائبي حادٍ اليه فَساقا
 
 
لا زوِّجَن بنت السرور بخاطري
- ولاعطيَن بنت الهموم طلاقا
 
 
ولا غِفرَن للدهر سالف ذنبهِ
- ولا وسِعَن من عُذره ما ضاقا
 
 
ولا منحَن ما عشتُ هجري غُصَّةً
- جعلوا بغَدرهم الزلال زُعاقا
 
 
وكأنّما أخَذَ الإِلهُ عليهم
- ميثاقَه أن ينقضُوا الميثاقا
 
 
ما أن دَهاني قَطُّ مكرٌ سَيّىءٌ
- إِلاّ رأيتُ باهِله قد حاقا
 
 
يا أيُّها الملك الذي عزماتُه
- تركَت زئير الخالعين نُهاقا
 
 
طَرَّزتَ خُلقك بالعفاف وحبَّذا
- من بالعفاف يُطرِّزُ الاخلاقا
 
 
وجعلتَ عفوكَ حَليَ سطوتك التي
- من دأبها أن تضربَ الاعناقا
 
 
فلذاك لم يسمع بذكرك خالعٌ
- إِلاّ صحا من ذكره فأفاقا
 
 
لا زلتَ مثل أبيك أوحد دهرِهِ
- سبقاً الى أمد العُلى سَبّاقا
 
 
قصيدة جزى اللَه أيام الفراق ملامة
يقول الشاعر نصيب بن رباح:
جزى اللَه أيام الفراق ملامة
- ألا كلُّ أيام الفراق مليم
 
 
فيا عجبا من قاتل لي أوده
- أشاط دمي شخص عليَّ كريم
 
 
سقى اللَه أياما تلاقين هامتي
- بري فكانت قبلهن تحوم
 
 
وقد طالعتنا يوم أسفل عالجٍ
- كذوب المنى السائلين حروم
 
 
رمتني وستر اللَه بيني وبينها
- عشية آرام الكناس رميمُ
 
 
ألا ربَّ يوم لو رمتني رميتها
- ولكن عهدي بالنضال قديم
 
 
يرى الناس أني قد سلوت وأنني
- لمرمي أحناء الضلوع سقيم
 
 
رميم التي قالت لجارات بيتها
- ضمنت لكم ألا يزال يهيم
 
 
قصيدة رحمَ اللهُ مَنْ نأَى ورماني
يقول الشاعر المعولي العماني:
- بصدودِ منه وشَطَّتْ دِيارُهْ
 
 
وبنفس الذي استقرَّ بقلبي
- وفؤادي لا يستقرُّ قرارُهْ
 
 
كلَّما قُلت قد تبرّد قلبي
- نظرةٌ منه زاد قلبي استعارُهْ
 
 
وحَبيبٍ إذا أردت اقتراباً
- منه كَيما أفوزَ زادَ فرارُهْ
 
 
بأبي مَنْ أضْنَى فؤادي وجسمي
- ودهَانِى إعراضُه ونفارُه
 
 
ومن العجبِ منه قال تسلّى
- كيفَ أسلو والوجدُ تَسْعُرُ نارُه
 
 
ضاقَتِ الأرضُ بي غراما كما ضَ
- اقَ بُرْدٌ فيه ثوبه وإزارُه
 
 
إن دائى وعلَّتى ودوائِى
- وسَقامِى مما حَواه خمارُهْ
 
 
يا لَوردٍ في خدِّه كلما رمتُ
- جنَاهُ ويا للحظِّ زادَ احمرارُه
 
 
وقضيبِ عليه من نظرهَ الحس
- ن ابتهاجٌ أضنى فؤادى انتظارُه
 
 
إنّ دائى قَوَامُه والمحيَّا
- ولَماهُ وخدُّه وعِذَارُه
 
 
قد حَكَوْا مُهْجتى بحمرةِ خدي
- ه فأصمَى قلبي وعزَّ اصطبارُه
 
 
لستُ أدرى بأنْ يكون رضاهُ
- في هلاكِي وأن هذا اختيارُه
 
 
كلما زادَ جفوةً زدتُ حبّاً
- هكذا فعل من يعزُّ اقتدارُه
 
 
لم أَزَلْ في هواهُ طولَ زماني
- وهو في ذلتي يزيدُ انتصارُه
 
 
كلما أراني أهيمُ اشتياقاً
- في الهوى زادَ تِيهُه وافتخارُه
 
 
ضِقْتُ ذرعاً من حبِّه مثل ما ض
- اقَ اتساعاً بساعديه سِوَارُه
 
 
لم أُطِلْ في شرحِ الغرامِ فخ
- يرُ الوَصْفِ في علّة الغرامِ اختصارُه
 
 
إنّ خيرَ الأوصافِ في مدح خ
- يرِ الخلقِ طُرّاً كفَاكَ عني اختيارُه
 
 
ذاكَ ابنُ الإمام ذِى العدل سلطا
- ن بن سيف مشهورةٌ أخبارُه
 
 
ذاكَ الكاملُ الجوادُ الهمامُ
- العادلُ العامل العزيزُ جِوارُه
 
 
الهِزَبْرُ القَرم القوامُ القوىّ
- البأسِ عالى العلى وفيٌّ ذِمَارُه
 
 
الوليّ الوالى الزكيّ المحامِى
- القائلُ الفاعلُ المكرّم جارُه
 
 
الشجاعُ الذمر الجوادُ المفدَّى
- العالم العاملُ الكريمُ تجارُه
 
 
قد عَلا الناسَ رتبةً وفخاراً
- واقتداراً طالَ البرايَا افتخارْه
 
 
يا كريماً أليفُه العُرْف والمعروفُ
- والجودُ والندى شعاره
 
 
هو غيثٌ وليس يُحصى قطارُهُ
- بل خِضَمٌّ لا ينتهى مِقدارُه
 
 
هَاكِها من أخى صفاءِ وودٍّ
- لم يخالِف إعلانَه إسرارُه
 
 
من محبٍّ لا يَزْدهى بمقالٍ
- ليس تُهْدَى لغيركم أشعارُه
 
 
بقوافٍ كأنها اللؤلؤُ المنظ
- ومُ نظماً تلألأتْ أنوارُه
 
 
أو كحزنٍ قد باكرته سوارى
- المزن جوداً فأشرقَتْ أزْهارُه
 
 
 
                                     
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                