كيف أصلي صلاة الاستسقاء

صورة مقال كيف أصلي صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء وحكمها

الاستسقاء في اللغة طلب سقيا الماء من الله تعالى، أو من الناس، وصلاة الاستسقاء وهي صلاة تؤدّى طلبًا من الله تعالى أن يُنزل المطر بعد انحباسه على صفة وهيئة مخصوصة، وصلاة الاستسقاء سنة مؤكّدة عند جمهور العلماء، أما الحنفية فيرون أنّ الاستسقاء يكون بالدعاء فقط، ويصليها جموع المسلمين من الرجال والشيوخ والأطفال والنساء الكبار في العمر خلف الإمام، وتُقرن بالاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله تعالى طلبًا لتفريج الهم عنهم وإغاثتهم بالمطر.[١][٢]


كيفية صلاة الاستسقاء

ما قبل صلاة الاستسقاء

على الإمام والمصلين إذا خرجوا لصلاة الاستسقاء الالتزام بالأمور والآداب الآتية:[٢]

  • الوضوء والتطهر أو الاغتسال قبل التوجه إلى الصلاة -كما في الصلوات الأخرى-، كما يسنّ تقليم الأظافر والحرص على النظافة؛ لاجتماع الناس في الصلاة وتقابلهم.
  • أداء الصدقات، وأن يخرج الناس صائمين، وأن يتركوا الشحناء والعداوة بينهم؛ لأنّها تمنع نزول الخير.
  • التوجّه إلى الصلاة بخضوع وانكسار تائبين ومتضرعين وخاشعين لله تعالى.
  • الخروج إلى الصلاة مشيًا، والأصل أن يكون أداؤها في الصحراء أو الخلاء.
  • نداء الإمام إلى الصلاة والدعوة إليها كون بقول: الصلاة جامعة؛ إذ ليس لصلاة الاستسقاء أذان ولا إقامة.
  • تحويل أو قلب الإمام والمأمومين لردائهم، كما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

صفة صلاة الاستسقاء

تعددت أقوال العلماء في كيفية صلاة الاستسقاء، لكنّهم مجمعون على أنّها تؤدّى ركعتين، أما صفتها فبيان أقوالهم فيها آتيًا:[٣]

  • صلاة الاستسقاء ركعتان كصلاة العيد: وهو قول الشافعية والحنابلة وقول لمحمد الشيباني؛ حيث يكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات، ويقرأ بعدها جهرًا سورة الفاتحة وما تيسّر من القرآن ويستحب أن يقرأ سورة الأعلى، أمّا في الركعة الثانية فيكبر خمسة تكبيرات، ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ويستحب قراءة سورة الغاشية، وقيل سورة الشمس.
  • صلاة الاستسقاء ركعتان كالنوافل: ذهب المالكية ومحمد الشيباني في قول ثانٍ له أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى ركعتين كما تؤدى النوافل الأخرى.

خطبة صلاة الاستسقاء

يخطب الإمام خطبة للاستسقاء تكون بعد صلاة الاستسقاء -على رأي جمهور الفقهاء-، وذهب المالكية والشافعية ومحمد الشيباني أنّ للاستسقاء خطبتين كخطبتي العيد، وذهب الحنابلة وأبو يوسف من الحنفية إلى أنّ للاستسقاء خطبةً واحدة، ويبدأ الإمام خطبته بالاستغفار ويكثر منه، ويحرص على تذكير الناس بالله تعالى والتوبة إليه، ويدعو فيها بأن يسقيهم الغيث.[٣]


متى تُصلى صلاة الاستسقاء؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت باستثناء أوقات الكراهة، وتعددت أقوالهم في أفضل وقت لأدائها، وبيان أقوالهم آتيًا:[٤]

  • وقت صلاة الاستسقاء يكون في نفس وقت صلاة العيد؛ لأنّ سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- صلى صلاة الاستسقاء في جموع المسلمين في نفس الوقت الذي تُؤدى فيه صلاة العيد.
  • وقت صلاة الاستسقاء من وقت صلاة العيد إلى وقت صلاة العصر.
  • وقت صلاة الاستسقاء لا يقيد بزمن معين ولا وقت أفضلية لها، وهذا ما رجحه الإمام الشافعي، ويستطيع جموع المسلمين أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت ما عدا الأوقات التي يُكره فيها الصلاة، ويكون ذلك باختيار الوقت الذي لا يكون فيه المسلمون منشغلين بأعمالهم؛ كي يتمكنوا من القدوم لأداء صلاة الاستسقاء، ويستحبّ أداؤها بعد واحدة من الصلوات التي يجتمع فيها المسلمون، وعادةً ما يتمّ الإعلان عن موعد صلاة الاستسقاء قبل موعدها المحدد بأيام.[٢]


المراجع

  1. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 325-329. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1438-1453. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 312-315. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 308-309. بتصرّف.

brief ملخص المقال

صلاة الاستسقاء هي صلاة تُؤدّى طلبًا من الله أن يُنزل المطر بعد انحباسه، وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وأما كيفيتها؛ فتُصلى ركعتين مثل صلاة العيد على أحد أقوال العلماء، أو ركعتي كسائر النوافل، وتُقرن بالاستغفار والدعاء، يُفضل أن تُؤدى في الصحراء أو الخلاء، ويخرج الناس لها بخضوع وتوبة، لصلاة الاستسقاء خطبة يُكثر فيها الإمام من الاستغفار والدعاء، ويمكن أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت باستثناء أوقات الكراهة، ويفضل الإعلان عنها مسبقًا؛ ليجتمع الناس لها.

brief

faqأسئلة شائعة

  • من الأدعية المأثورة التي يدعو بها الإمام في صلاة الاستسقاء: (اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا مُرِيعًا غَدَقًا مُجَلِّلاً سَحًّا عَامًّا طَبَقًا دَائِمًا. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْبِلاَدِ وَالْعِبَادِ وَالْخَلْقِ مِنَ اللأَّْوَاءِ وَالضَّنْكِ مَا لاَ نَشْكُو إِلاَّ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَْرْضِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، فَأَرْسِل السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا).

  • يُشترط لصلاة الاستسقاء ما يُشترط لغيرها من الصلوات من: الطهارة، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية، وليس لصلاة الاستسقاء شروطٌ محددة خاصّةٌ بها.

  • صلاة الاستسقاء سنةٌ؛ لذا فإنّ من لم يؤدّها لا يأثم، لكنّه ترك سنةً مؤكّدةً ثوابها عظيم، ولأصل في صلاة الاستسقاء أن تؤدّى جماعةً، لكن من العلماء من أجاز لمن فاتته صلاة الاستسقاء أن يؤدّها منفردًا، ويدعو الله أن يُنزل الغيث.

للأعلى للأسفل