ما هي المضار المترتبة على تلوث الماء

صورة مقال ما هي المضار المترتبة على تلوث الماء
تلوث المياه تعد مشكلة بيئية خطيرة، لا تؤثر على صحة الإنسان فحسب، بل قد تؤثر على الحياة البرية والبيئة ككل، ومن أهم هذه الأضرار المترتبة على تلوث المياه الآتي:


موت الكائنات البحرية

تحتاج الكائنات الحية في المياه العذبة أو المالحة إلى بيئة نظيفة للبقاء على قيد الحياة، ففي حال اختلال توازن بيئتها لوجود مواد ملوثة كيميائية أو طبيعية قد يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بها وبالتالي موتها.

ومن أبرز الملوثات المائية التي تؤثر على الكائنات البحرية، ما يأتي:[١]

  • عنصري النيتروجين والفسفور: إن تسرب عنصري النيتروجين والفسفور لمياه الأنهار، والبحيرات، والمحيطات نتيجة الجريان السطحي، أو التصريف المباشر عند قيام محطة معالجة مياه الصرف الصحي بضخ مياه الصرف الصحي المعالجة، يؤدي إلى تراكمها في المياه؛ مسببًا زيادة تسارع نمو النباتات البحرية والطحالب الضارة، وموت النباتات المفيدة، وبالتالي خفض مستوى الأكسجين المذاب في الماء بحيث تُصبح الأسماك والكائنات البحرية الأخرى غير قادرة على البقاء على قيد الحياة.[١]وقد تنتج الطحالب الضارة في بعض الحالات سمومًا عصبية تؤثر على الكائنات الحية البرية من الحيتان إلى السلاحف البحرية.[٢]
  • المبيدات الاصطناعية: تُعد المبيدات الاصطناعية مثل مبيدات الأعشاب والحشرات، سامةً للأسماك في حال توفرها بتركيزات منخفضة في مياه الأنهار والبحيرات، حيث تصل هذه المبيدات للأنهار عند تطبيقها على الأعشاب والحقول الزراعية، فالفائض منها يتم غسله في الماء عند هطول الأمطار.[١]
  • المعادن الثقيلة: إن حرق الوقود الأحفوري يتسبب بإطلاق المعادن الثقيلة في الغلاف الجوي والتي تترسب في المسطحات المائية، ووجود هذه المعادن في الماء قد يُعيق حاسة الشم عند الأسماك؛ بالتالي يُعيق قدرتها على العثور على الطعام وتجنب الحيوانات المفترسة.[١]
  • الحطام البحري: قد تتأثر النظم البيئية البحرية بالحطام البحري (Marine debris) الذي يشمل أكياس البلاستيك، وعلب الصودا، ومعدات الصيد المهملة التي تم جرفها عبر المجاري والمصارف لتصل للبحار والمحيطات؛ مسببةً خنق الحيوانات وموتها جوعًا.[٢]


التأثير على صحة الإنسان

إن من أضرار تلوث الماء التأثير على صحة الإنسان والتسبب في موته في بعض الحالات، ومن الطرق السلبية التي قد تؤثر فيها الملوثات المائية على صحة الإنسان بشكل مباشر:

  • تناول المواد البلاستيكية الدقيقة: وذلك من خلال مياه الشرب أو المأكولات البحرية الملوثة، مسببةً حدوث بعض التفاعلات الالتهابية، واضطرابات التمثيل الغذائي، والإجهاد التأكسدي.[٣]
  • استهلاك المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي: حيث تبين أن مسببات الأمراض المنقولة بالمياه على شكل بكتيريا، أو فيروسات تُعد سببًا رئيسيًا للإصابة ببعض الأمراض الصحية نتيجة شرب المياه الملوثة، ومن أهم هذه الأمراض؛ الكوليرا، والجيارديا، والتيفوئيد، والتهابات الكبد، وشلل الأطفال، وغيرها.[٢][٣]
  • شرب المياه الملوثة بالنفايات الكيميائية: مثل المبيدات الحشرية، والأسمدة، والمعادن الثقيلة، والتي يترتب عليها زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل: السرطان، واضطرابات الهرمونات، وخلل في وظائف الدماغ، ومشكلات في القلب والأوعية الدموية، والكلى.[٣]
  • السباحة في المياه الملوثة كيميائيًا: قد يترتب عليها الإصابة بالطفح الجلدي، والتهاب باطن العين، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهاب الكبد.[٣]

كما تبين زيادة ملحوظة في نسبة الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية نتيجة هذا النوع من الملوثات، وبصورةٍ عامة فإن عدم توفر مياه صالحة للشرب قد يترتب عليها الإصابة بسوء التغذية، واضطرابات في الجهاز الهضمي خاصة لدى الأطفال.[٤]


تلوث المياه الجوفية

غالبًا ما تتلوث المياه الجوفية نتيجة تسرب المبيدات الحشرية والأسمدة والملوثات الأخرى إليها من خلال مدافن النفايات وأنظمة الصرف الصحي، وصهاريج التخزين أسفل محطات الوقود، وتُصبح غير صالحة للاستخدام البشري، وعملية تنقيتها غالبًا ما تكون صعبة جدًا ومكلفة.

إلى جانب ذلك يمكن للمياه الجوفية الملوثة أن تساهم في نشر التلوث المائي بعيدًا عن مصدر التلوث الأصلي ليتسرب ويصل إلى الجداول والبحيرات والمحيطات.[٢][٥]


موت النباتات والكائنات الحية البرية

هنالك بعض أنواع ملوثات المياه التي قد تتسبب في زيادة تعريض النباتات والكائنات الحية البرية للتلوث، فمثلًا يتسبب تصريف المناجم الحمضي بإدخال بعض العناصر السامة إلى المياه السطحية، كالزرنيخ، والرصاص، وهذه الملوثات تُعد ضارة جدًا للأرض؛ لأنها لا تتحلل، فعند زيادة تركيزها في المناطق البرية، ستُلحق الضرر بالنباتات والحياة البرية عامةً.[٦]


التأثير على السلاسل الغذائية

قد يؤثر التلوث المائي على السلسلة الغذائية بشكل كامل، حيث تمتص الأسماك الصغيرة الملوثات كالمواد الكيميائية إلى أجسامها، فتأتي الأسماك الأكبر وتأكل الأسماك الصغيرة فتنتقل الملوثات إليها.

كما أن الطيور والحيوانات الأخرى قد تتغذى على هذه الأسماك الكبيرة وبالتالي تنتقل إليها الملوثات أيضًا، وهكذا تتأثر معظم السلسلة الغذائية الطبيعية نتيجة التلوث.[٧]


مصادر ملوثات المياه

تأتي ملوثات المياه من إحدى المصادر الآتية:[٥][٢]

  • المصادر النقطية: وهي عبارة عن أنبوب أو قناة، مثل قنوات التصريف، أو المنشآت الصناعية، أو أنظمة الصرف الصحي، ويمكن السيطرة على هذا النوع من المصادر الملوثة ومعالجتها فهي ناجمة عن مصدر محدد.
  • المصادر غير النقطية: أيّ غير المحددة، والتي تتسبب بدخول مجموعة متنوعة من الملوثات إلى المسطحات المائية، مثل الجريان السطحي من المناطق الزراعية، وهذا النوع من المصادر يصعب السيطرة عليه ومعالجته؛ لأن مصادره الملوثة متناثرة ومنتشرة في أكثر من نقطة.
  • المصادر العابرة للحدود: الذي يحدث نتيجة تسرب المياه الملوثة من دولة ما إلى دولة أخرى، وغالبًا ما ينجم عن كارثة، مثل تسرب النفط.


أنواع ملوثات المياه

قد تختلف أنواع ملوثات المياه المتسببة بحدوث التلوث، ومن أشهرها:[٥][٨]

  • الصرف الصحي المنزلي: فهي مصدر رئيسي لمسببات الأمراض، والمواد العضوية القابلة للتعفن، والمغذيات النباتية كالنترات والفوسفات.
  • النفايات الصلبة: التي تتضمن النفايات الإلكترونية، ومخلفات البناء والهدم، والقمامة، والبلاستيك، وهي تُعد من أخطر الملوثات المائية؛ لأن عند تحللها تنتج مواد كيميائية ضارة وسامة.
  • النفايات السامة: وهي التي تتسبب بالإصابة بالطفرات، والسرطانات، والتشوهات الخلقية، ومن أهم الأمثلة عليها: المواد الكيميائية السامة، ومبيدات الآفات.
  • الرواسب: الناتجة عن تآكل التربة أو نشاطات البناء.
  • الحرارة: المسؤولة عن تقليل قدرة الماء على الاحتفاظ بالأكسجين المذاب، بالإضافة إلى دورها في زيادة معدل التمثيل الغذائي للأسماك، ومن أحد أهم مصادرها تصريف مياه التبريد من محطات توليد الطاقة إلى الأنهار.
  • النفط: الانسكابات النفطية تُعد من أحد أهم أنواع ملوثات المياه التي تؤدي إلى تدمير الحياة المائية بشكل تام.


كيفية التقليل من تلوث الماء

هنالك مجموعة من الطرق الوقائية التي تُساعد على التقليل من تلوث الماء، منها:[٢][٩]

  • التقليل من استخدام البلاستيك، أو إعادة تدويره.
  • التخلص من المنظفات الكيميائية والزيوت، والمواد غير القابلة للتحلل بالشكل الصحيح.
  • تجنب استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
  • التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية بالشكل الصحيح؛ تجنبًا من دخولها الممرات المائية المحلية.
  • زيادة الوعي العام بين الأفراد.
  • زيادة كفاءة العمليات الكيميائية أو الفيزيائية أو البيولوجية المسؤولة عن معالجة مياه الصرف الصحي لإزالة الملوثات من المياه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How Does Water Pollution Affect Fish?", sciencing. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Water Pollution: Everything You Need to Know", nrdc. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What effects does water pollution have on human health?", medicalnewstoday. Edited.
  4. "Effects of Water Pollution on Human Health and Disease Heterogeneity: A Review", frontiersin. Edited.
  5. ^ أ ب ت "water pollution", britannica. Edited.
  6. "The Effect of Water Pollution on Land", sciencing. Edited.
  7. "Water Pollution", ducksters. Edited.
  8. "Water pollution: an introduction", explainthatstuff. Edited.
  9. "How to improve water quality?", solarimpulse. Edited.

brief ملخص المقال

تلوث المياه مشكلة بيئية خطيرة تؤثر على صحة الإنسان والحياة البرية. يؤدي تلوث المياه إلى موت الكائنات البحرية نتيجة تراكم النيتروجين والفسفور، المبيدات الاصطناعية، المعادن الثقيلة، والحطام البحري. يؤثر التلوث أيضًا على صحة الإنسان من خلال تناول المياه الملوثة أو السباحة فيها، مما يسبب أمراضًا خطيرة. تلوث المياه الجوفية يزيد من صعوبة تنقيتها. يؤثر التلوث على السلاسل الغذائية والنباتات البرية. مصادر التلوث تشمل الصرف الصحي، النفايات الصلبة والسامة، الرواسب، الحرارة، والنفط. يمكن تقليل التلوث من خلال إعادة التدوير، التخلص الصحيح من النفايات، وزيادة الوعي العام.

brief

faqأسئلة شائعة

  • يمكن معالجة المياه بمجموعة من العمليات، منها:

    • عملية حقن الكلور للتقليل من تكاثر الطحالب.
    • التهوية مع حقن الكلور للتخلص من العناصر السامة.
    • الترسيب لفصل المواد الصلبة.
    • الترشيح للتخلص من المواد المترسبة.
    • قتل البكتيريا باستخدام المضادات.
  • جميع أنواع ملوثات الماء خطيرة وتُسبب الأضرار، لقد قد يكون أشدها فتكًا وضررًا:

    • التلوث الكيميائي.
    • التلوث النفطي.
للأعلى للأسفل