محتويات

من هو ابن القيِّم؟
ابن القيِّم هو أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الدمشقي، المولود في السابع من صفر من عام 691 هجرية، وقد سُمِّي بابن قيِّم الجوزيّة؛ لأنّ والده كان يعمل قيِّماً على مدرسة في دمشق (المدرسة الجوزيّة)، فاشتُهِر بلقب قيِّم الجوزيّة، وانتقل هذا اللقب إلى أبنائه من بَعده، وقد نشأ ابن القيِّم في بيت يُشهَد له بالصلاح، والعلم، والعدالة، فكان عالِماً عابداً ذو طباعٍ حَسَنة، وأخلاق حميدة، كما أنّه أخذ العلم عن مجموعة كبيرة من المشايخ، من أبرزهم: والده قيِّم الجوزيّة، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، والشهاب العابر، وغيرهم، كما تتلمذ على يديه عدد كبير من المشايخ، من أهمّهم: بُرهان بن الإمام، وابن كثير، وشمس الدين محمد النابلسي، وغيرهم.[١] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك الكثير ممّن تحدَّثوا عن ابن القيِّم من مشايخه، وتلاميذه، حيث ذكروا بعض أحواله، وصفاته، ومنهم:[١]
- السيوطي، حيث قال عن ابن قيِّم الجوزيّة إنّه من كبار الأئمّة في الحديث، والتفسير، والفروع، والعربيّة، وغيرها.
- الشوكاني، حيث قال إنّ ابن القيِّم قد تعمَّق في دراسة علوم، ومعارف السَّلَف، وفاق أقرانه في مختلف العلوم، والآفاق.
من صفات ابن القيم
كان ابن قيم الجوزية عالمًا عابدًا محبًا لله ورسوله، ومن هذا الأساس انطلقت بقية صفاته الكريمة التي شهد له الكثير بها، ومنهم ابن كثير صديقه وأحد تلامذته، إذ قال: إنه حسن الخلق، لا يغتاب أحدًا، ولا يحسد أحدًا، كثير التودد، ولا يؤذي ولا يحقد على أحد، ومن صفات عبادته أنه كان يطيل الصلاة، ويمد في سجودها وركوعها، وذكر أيضًا عنه أن لسانه لا يفتر عن ذكره الله، كما أنه أدى نُسك الحج كثيرًا، وقد شهد له أهل مكة كثرة عبادته أثناء إقامته فيها.[٢]
اهتمامات ابن القيم
من أبرز اهتمامات ابن القيم وأكثرها شهرة، وهي أمراض القلوب ومعالجتها بالجهاد والاجتهاد، وكان مسلكه في ذلك الإكثار من ذكر الله، والإنابة إليه، والتوكل عليه، ومحبته، ومحبة الصالحين والأولياء وكل من يحب الله، وذلك حتى يكون القلب سليم يوم الحساب، وقد تجلى هذا الاهتمام في مؤلفاته، لا سيما في كتاب (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين).[٢]
العلاقة بين ابن القيم وابن تيمية
كان ابن قيم الجوزية تلميذًا لابن تيمية، وقد لازمه زمن طويل أوخذ عنه علمًا كثير، كذلك اتبع منهجه، مما أثر على ثقافته ومذهبه، وقد رأى كثيرون أن ابن القيم لم يتجاوز ابن تيمية بشيء، إذ أنه ما أتى بشيء جديد أكثر من ابن تيمية، وأن مؤلفاته وكتبه من كلام ابن تيمية فيه تصف بالألفاظ فقط.[٣]
وفاة ابن القيِّم
ودَّع العالَم الإمام ابن قيِّم الجوزيّة عن عُمر بلغ 60 عاماً، وذلك في الثالث عشر من تموز/يوليو من عام 751 للهجرة، وتحديداً وقت أذان العشاء، بعد أن قضى حياة حافلة بالعلم، والدعوة؛ حيث جعل حياته قائمة على دعوة الناس إلى الدين النقيّ الصافي، وقد دُفِن في مقبرة الباب الصغير بعد أن صلّى الناس عليه في الجامع الأمويّ، ومن ثمّ في جامع جراح.[٤]
مُؤلَّفات ابن القيِّم
تعدَّدت، وتنوَّعت مُؤلَّفات ابن القيِّم في مجالات مختلفة، ومنها:[٥][١]
- بدائع الفوائد.
- مفتاح دار السعادة.
- أعلام المُوقِّعين عن ربِّ العالَمين.
- الطرق الحكميّة في السياسة الشرعيّة.
- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.
- زاد المعاد في هَدي خير العباد.
- روضة المُحبِّين ونزهة المُشتاقين.
- مفتاح دار السعادة ومنشور أهل العلم والإرادة.
- مدارِج السالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين.
المراجع
- ^ أ ب ت بوقاسم خديجة (2014م)، خصائص لغة ابن قيم الجوزية من خلال كتاب مفتاح دار السعادة نظام التراكيب أنموذجاً، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية: جامعة تلمسان، صفحة 2-13.
- ^ أ ب "ابن قـيم الجــوزية"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2024. بتصرّف.
- ↑ " ابن قيم الجوزية .. العالم الفذ و”ظل” ابن تيمية"، اسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2024. بتصرّف.
- ↑ منال بنت سليمان بن مسلم الردادي (2009م)، المُشتقّات في الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن قيّم الجوزيّة، السعودية: جامعة أم القرى، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ اسامة الاشقر، منهج الافتاء عند الامام ابن القيم الجوزية، الأردن: دار النفائس، صفحة 43-44. بتصرّف.